ما حقيقة محاولة الانقلاب العسكري في إثيوبيا؟
وكالات- النورس نيوز
قبل يومين، ظهر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مرتديا الزي العسكري أثناء حديثه عن محاولة انقلابية متوعدا بمحاسبة المتورطين، تزامن ذلك مع مقتل 166 شخصا على الأقل في الاحتجاجات هناك.
وبين تساؤلات عن سبب ظهور آبي أحمد، وهو رئيس حكومة مدني، بزي عسكري، وتساؤلات أخرى بشأن حقيقة محاولة الانقلاب في إثيوبيا، توجه أصابع الاتهام إلى القاهرة في التورط بتأجيج الاحتجاجات في أديس أبابا بسبب أزمة ملف سد النهضة.
وفي مداخلة مع برنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر، مساء السبت، قال المحلل السياسي الإثيوبي محمد العروسي، إن خطاب آبي أحمد رسالة واضحة “لكل من يريد أن يتدخل في الشؤون الداخلية لإثيوبيا، ويمزق النسيج الوطني بما يملكه من خبرات وأموال في محاولة تأجيج الأوضاع في إثيوبيا”.
وتابع “لكن إثيوبيا صمدت أمام كل تلك التحديات الخارجية التي تحاول بعض الأطراف استغلالها. القاهرة للأسف ربما تكون من ضمن المتهمين والمتعاطين بسبب سد النهضة”.
ومضى قائلًا “لكن هذه الخطابات تؤكد حرض القيادة على وحدة الأمة الإثيوبية وإخراجها من مأزق الفقر، وذلك بصمود عُرف عن الاثيوبيين أمام التحديات الخارجية”.
وردًا على “المشككين” في فوائد سد النهضة، قال العروسي أدعوهم إلى مراجعة ما قالته لجنة الخبراء الدولية عام 2013 التي أشادت بالتعديلات التي أجرتها إثيوبيا على السد، وما قالته أديس أبابا بشفافية بدليل أنها مددت مدة الملء لـــ 7 سنوات بدلًا من 3 لأجل إنجاح المفاوضات، بينما تحاول القاهرة وبعض الأطراف في السودان إفشالها، قائلًا “لن تضللوا العالم بشأن سد النهضة.
وفي خطابه، أكد آبي أحمد استحالة نجاح أي محاولة انقلابية عسكرية في بلاده، وقال إن الاضطرابات التي وقعت بعد قتل المغني الشعبي والناشط السياسي هاشالو هونديسا ومحاولات الاستيلاء على العاصمة أديس أبابا قد باءت بالفشل.
وقال الجيش الإثيوبي يرفض الانقلاب، لأنه جيش وطني قومي مهمته حماية سيادة الوطن، بعيدًا عن السياسة، مشيرًا إلى أنه تم التخطيط للسيطرة على أديس أبابا من قبل “مجموعة تنفذ أجندات خارجية” لكنها فشلت وسيتم محاسبتها هي وكل من موّل وحرّض من الداخل أو الخارج، دون تفاصيل.
واعتبر رئيس الوزراء الإثيوبي أن قتل هونديسا وأعمال العنف التي اندلعت بعد الجريمة وأوقعت مئات القتلى والجرحى، تشكّل “محاولات منسقة ومخططة” لزعزعة استقرار البلاد، و”إشعال الحرب الأهلية والعنف الطائفي”، لكن تم إحباطها.
وجاءت تصريحات آبي أحمد بعد احتجاجات عنيفة اندلعت بعد مقتل هونديسا المنتمي إلى قومية الأورومو، أكبر مجموعة إثنية في إثيوبيا، وأوقعت الاشتباكات 166 قتيلًا على الأقل، وإصابة 167 “بجروح خطيرة” فيما تم توقيف 1084 شخصًا.
يأتي ذلك، بينما بدأ الاتحاد الأفريقي وفريق المراقبين الخاص بمفاوضات سد النهضة لقاءات ثنائية، مع ممثلي كل من مصر والسودان وإثيوبيا على حدة لاستعراض مواقفهم من القضايا القانونية والفنية.
وقالت وزارة الري المصرية أمس الأحد في ثاني أيام المفاوضات، إنه لا يوجد توافق بين الدول الثلاث حتى الآن بشأن الجانبين الفني والقانوني.
بينما قالت وزارة الري السودانية إن الخلافات الفنية بقيت محدودة، وعبرت عن تفاؤلها بالتوصل لاتفاق، بيد أنها أشارت إلى أن ذلك يتطلب مزيدا من الجهد والإرادة السياسية.
والأسبوع الماضي، دعا مجلس الأمن عقب جلسة لمناقشة ملف السد الإثيوبي، لحوار الدول الثلاث مع دعم تدخل الاتحاد الإفريقي لحل الأزمة.
وتعثرت هذه المفاوضات على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بـ”التعنت، والرغبة بفرض حلول غير واقعية”.
المصدر : الجزيرة نت