كلام صريح _ الخبز التجاري ورفع الدعم _ سمية سيد
ظهر قرار والي الخرطوم السماح بإنتاج الخبز التجاري وكأنه بداية لتنفيذ سياسة رفع الدعم بحسب موجهات صندوق النقد الدولي.هذا الخلط وقع فيه معظم الذين وقفوا عند القرار بالتحليل .خاصة أن الحكومة لم تقدم شرحا وافيا لحيثياته ،وكيفية تطبيقه ،وأهدافه.قرأت القرار أكثر من مرة ،و استعنت بعدد من المهتمين والمختصين .فكان التفسير ابعد ما يكون عن رفع تدريجي للدعم .
ولاية الخرطوم اتخذت القرار الصحيح باستبعاد الجهات التجارية من مضايقة المواطن في قوته اليومي..ساشرح ذلك ..
الاستخدامات التجارية للكافتريات والمطاعم ومحلات الحلويات تشكل نسبة 30%من كميات الدقيق المدعوم التي توفرها الحكومة ..فمن 100 الف جوال مدعوم يذهب للمخابز تستحوذ الاستخدامات التجارية منها نحو 30 الف جوال ..بالتالي لن يتأثر المواطن لا الفقراء ولا الأغنياء بالقرار .بل بالعكس ستكون هناك زيادة ووفرة في الخبز المدعوم بعد استبعاد شريحة كبيرة كانت تضغط على الاستهلاك .
أيضا القرار حمل إجراءات احترازية مهمة لضمان عدم التسريب وذلك بتحديد مناطق إنتاج الخبز التجاري ،في الأسواق والمناطق الصناعية ..والسماح للمطاعم والكافتريات التي لديها مخابز بإنتاج الخبز التجاري .أما المخابز التي تمتلك قسم للحكومات يتم تحويلها للعمل في إنتاج الخبز التجاري ،ما لم يتم إيقاف قسم الحلويات عن المخبز الذي يعمل بالخبر المدعوم..كذلك سحب حصص الدقيق المدعوم من المخابز التي تعمل في إنتاج الخبز التجاري.
اهمية هذه الخطوة انها ستوفر على الدولة مبالغ ضخمة تصل إلى 250 مليون دولار في العام ،تعادل 11.400 مليار جنيه ،كانت تذهب لاستيراد القمح المدعوم ،منها 3.400 مليار جنيه مكون محلي تدفعه الحكومة للمطاحن مقابل تكلفة الطحن..في نفس الوقت لن يتضرر المواطن بل سترتفع حصة المخابز العاملة في الخبز المدعوم من الدقيق.
مقترح إنتاج الخبز للاستهلاك التجاري كان أحد الحلول المقترحة من قبل لجنة عكفت للبحث في مشكلة شح الخبز وإنهاء الصفوف أمام المخابز .وكيفية استبعاد الجهات التجارية من الدعم المخصص للمواطنين.
لكن قرار والي الخرطوم باستبعاد الاستخدامات الأخرى للدقيق المدعوم لن تكون له نتائج إيجابية دون تفعيل آليات الرقابة، عبر مباحث التموين ولجان المقاومة في الأحياء .وقبل ذلك حصر للأسر والحصول على الخبز المدعوم ببطاقات لمحاصرة التحايل.
القرار وبرغم انه يمكن أن يمثل أحد الحلول الممكنة لمشكلة الخبز،لكنه قد يأتي بنتائج عكسية إذا استمرت الأوضاع في نفس الفوضى وضعف الرقابة .