عقب انتهاء اجتماع أصدقاء السودان قبل أيام، وما اعقبه من ايجابيات ستعود على البلاد بالخير بكل تإكيد، نستطيع القول انه من المهم جدا بناء علاقاتنا الخارجية بما يمنحنا المساحة لبناء وطن يجد الإحترام من المجتمع الدولي، ولكن يجب أللا يتم ذلك بالإعتماد الكامل على برامج وتصاديق ومنح صندوق النقد الدولي والمنظمات المانحة وغيرها من جهات بقدرما تمنح باليمين بقدرما تسحب باليسار، فقط ينبغي أن تعلم حكومتنا الموقرة أن ما يحتاجه السودان حقا موجود تحت أرجل وأيدي شعبه لا غير.
فالسودان الخصب بموارده المتمثلة في ثرواته الحيوانية والزراعية والسمكية والمعدنية وقبل ذلك غني جدا بموارده البشرية التي يمثل فيها عنصر الشباب ممن هم في سن العمل والإنتاج أكثر من 40% من تعداد السودان الذي يتجاوز ال 35 مليون نسمة تقريبا، قادر على معالجة أزماته بالقليل من الثقة والقليل جدا من الدعم الخارجي والكثير جدا من الدعم المحلي المتمثل في خطط موضوعة بعناية في المجالات المذكورة أعلاه، وتعبئة الشعب ليكون اداة البناء الاولى التي يعتمد عليها الوطن للخروج من الشرنقة التي وضعتنا فيها حكومة المخلوع، لنتحول من مجتمع مستهلك لمجتمع منتج، فأزمتنا الحالية أزمة إنتاج وأزمة مجتمع مستهلك أكثر من منتج.
فالسودان بحسب إحصائيات يملك نحو 200 مليون فدان صالحة للزراعة تمثل نحو 45% من إجمالي مساحة الأراضي الزراعية بجميع الدول العربية، وجميعنا يعلم ما يتوفر له من مياه جوفيه وأمطار إضافة للنيل الذي يمر بعظمة عبر مساحات واسعة من البلاد. كل ذلك يدعمه وبقوة وجود اكثر من 150 مليون رأس من الماشية، تعتبر ثروة مهولة إذا ما تم التعامل معها وفقا لخطط حازمة وجادة من قطاع التجارة والصناعة، فثروتنا الحيوانية يميزها عن غيرها أنها تعتمد على المراعي الطبيعية، لم يخالط غذائها محسنات كيميائية، لذا تكون مشتقات منتجاتها عالية الجودة، فقط تحتاج لتسويقها إقليميا على الأقل في المرحلة الأولى ثم الإتجاه للسوق العالمي لاحقا، وفتح باب الإستثمار بما يتوافق مع قوانين الإستثمار التي تعود بالفائدة الأكبر على السودان ومعالجة الإختلالات في تطبيق قانون الإستثمار والتي أضاعت على السودان الكثير جدا من الفوائد التي كان من الممكن ان تضعه في مقدمة الدول المصدرة لمنتجات الماشية والمنتجات الزراعية وقس على ذلك بقية المنتجات التي تقول دراسات ايضا السودان يتميز بثروة سمكية نحو 100 ألف طن من الأسماك من المصائد المختلفة، وخمسين مليون رأس من الدواجن ، اضافة لامتلاك السودان قاعدة صناعية مهمة وثروة معدنية من الذهب والنفط يجري العمل على تطويرها حاليا.
بقي ان نعلم ان كل ذلك لن يتحقق بالصورة المطلوبة مالم يتم القضاء بشكل نهائي على جميع أشكال الصراعات القبلية وإحلال السلام بعد الحروبات التي اقعدت بالاقتصاد بعد ان ذهبت كبرى الميزانيات لشراء السلاح، لذا فإحلال السلام احد مطلوبات نهضة الإقتصاد، بجانب محاربة الفساد بكافة اشكاله من محسوبية وجهوية ومحاربة الإقصاء للكفاءات في مختلف المجالات، وتمتع الحكومة بكافة مؤسساتها بالشفافية العالية وإخضاعها لنظام محاسبي ومالي صارم، وتفعيل المحاسبة لاقل الاخطاء وقبل ذلك بقاء المواطنين ليكونوا العين الساهرة لحماية ثورتهم ورصد كافة الاخطاء والتجاوزات للعاملين بالدولة والمطالبة بعقد محاكمات علنية لكل من يثبت تهاونه او تورطه في قضايا المال العام.
الجريدة