عندما ظهر الخلاف بين الرئيس السابق عمر البشير والشيخ الراحل حسن الترابي رحمه الله نادى بعض الطيبين من القيادات في الحركة الإسلامية بذهاب الإثنين معا البشير من الرئاسة والترابي من البرلمان كحل للمشكلة وكانوا ينتظرون الاستجابة! وعندما وقعت المفاصلة لم تصدقها كثير من القواعد والقيادات الوسيطة وذهب كثيرون إلى ان الأمر مسرحية لخداع الآخرين ونظر آخرون للنصف الممتليء من الكوب وخرجت صحيفة (ألوان) بمنشيت عريض (أخيرا الحركة الإسلامية تسيطر على الحكومة والمعارضة معا )!
عاش كثير من الإسلاميين على أمل ان ما يجري أمامهم مسرحية حتى بدأت حملة المضايقات في الأرزاق على إخوة الأمس والمطاردات والاعتقالات والتعذيب في السجون والقتل في الشوارع فعاد بعضهم لكتاب التاريخ ومراجعة سنن الحياة
كان ما حدث في سقيفة بنى ساعدة حقيقة لا تزويرا من أعداء الإسلام وكان الصراع بين الصحابة من بعد جد وما هو بالهزل ولقد دخل القتل من أجل السلطة أفراد الأسرة الواحدة في بني أمية بن خلف حتى أنشد اميرهم على رأس أخيه المقتول(انى لأقتله وابكى عليه -الملك فوق الأهل والأصحاب)!
عندما قامت ثورة ديسمبر كان بعض الاسلاميين -ولا يزال -بعضهم يطمئن نفسه بأن هناك اخوة لهم في المؤسسات النظامية العامة والخاصة وان الأمر لن يعدو أن يكون (صفا -استرح)من الحكم قليلا تحت شعارات (حرية سلام وعدالة )ثم تكون العودة بالصندوق على كفوف الشعب العزيز بعد ان يكون قد مر بتجربة حكم خصومهم والتى ستكون تجربة مفيدة للغاية !
ان البشير في بيته بالقيادة العامة وبقية القيادات في منازلهم بالأحياء بين الناس اول الأيام إذا كل شيء تحت سيطرة الإخوان في المؤسسات النظامية العامة والخاصة – نقلت القيادات الى كوبر فكان التفهم حتى يهدأ الشارع الثائر! -اعتقل غندور فإن الأمر لا يعدو ان يكون تامينا للرجل وقد بلغت أخبار مسيرة 30 يونيو كل المسامع وانتهت المسيرة فإذا بإبن تلك المؤسسات نفسها السيد انس عمر في الحبس او كما يتهكم بعض حملة شعارات(حرية سلام وعدالة) في (فتيل )!
يا سادة ان كان لكم إخوة في سقيفة المؤسسات اليوم فإنهم ليس بأقل طلبا للحكم من كرام الصحابة وقد يتطور الصراع الذي يحصد الأرواح كما حصدها من قبل وسوف تكون المضايقات و المطاردات والاعتقالات وربما الاغتيالات حقيقة فالسجون قادمة والمشانق قائمة والخوازيق حاضرة ومن كان يظن انه يحيا في مجتمع أكرم من مجتمع الأولين وأرحم من مجتمعكم بكم عند المفاصلة فلسوف يصحو على حقيقة ان أمر السلطة جد وما هو بالهزل !
صحيفة السودانى