همس الحروف _ المشترك اللفظي الذي تختلف عنده المعاني _ الباقر عبد القيوم علي
حكى أحد الظرفاء أن رجلاً دخل إلى أحد المساجد و كان يريد أن يخطب في المصلين خطبة الجمعة فأعترضوا عليه لشيئ في نفس يعقوب و لكن إمامهم الراتب قال لهم أتركوه و تحدث إليه بلغة الإشارة فمد الإمام أصبع سبابته إلى جهة وجه الرجل فقابله الرجل بمد أصبعيه السبابة و الوسطى كرد فعل مقابل للفعل الذي قام به الإمام .. فرفع الإمام أصبعه السبابة إلى أعلى وكأنه يشير إلى السماء فأنزل الرجل أصبعه السبابة إلى الأرض في محاكاة عكسية للإمام .. فخرج الإمام إلي خارج المسجد وأحضر بيضةً فأسرع الرجل وأحضر دجاجةً … هنا ظهر فرح الإمام الراتب وعانق الرجل مسلماً عليه ومصافحاً له و سمح له بالصعود إلى المنبر ليكون خطيب هذه الجمعة
فصعد الرجل المنبر لبخطب وتتحدث حديثاً مطولاً و خرج بهم عن أدب الجمعة بلغة ركيكة لم يعهد الناس مثلها على المنابر و لم يوقفه أحد حتى إنتهائه من حديثه و نزل من المنبر و لكن صلى بهم إمامهم الراتب .. وبعد فراغه من الصلاة سأله المصلين معاتبين وقالوا له 🙁 الله يهديك يا إمام لماذا تركت هذا الرجل ليخطب فينا) فقال لهم : لقد إختبرته ونجح في الإختبار … فقالوا له كيف كان ذلك؟ فقال لهم حينما أشرت بسبابتي إلى وجهه أردت أن أقول له أن الله واحد فأجابني بأصبعيه السبابة و الوسطي وذلك معناه (لا شريك له) .. فأشرت له إلى السماء وأشار هو إلى الأرض فأردت أن أقول له خلق السماوات و قال لي خلق الأراصين فتعجبت منه و ذهبت فأحضرت بيضة فأحضر هو دجاجة فأردت أن أقول له يخرج الميت من الحي بإشارتي له إلى البيضة فقال لي وكذلك يخرج الحي من الميت بالإشارة إلى الدجاجة … فرح الناس بهذا الشيخ والعالم الجديد و ذهبوا إليه فرحين فتوجس منهم خيفة و قال لهم ماذا بكم مثل شيخكم فقالوا له وما به شيخنا فقال لهم لقد قال لي بسبابته سوف أفقع عينك فقلت له بأصبعي سوف أفقع إليك عينيك الإتنتين فقال لي بسبابته سوف أضربك ضربة تطيرك إلى السماء فقلت له سوف أضربك ضربة تدخلك إلى باطن الأرض وبعد هذا كله يريد أن يفتخر بأنه يأكل البيض فأخبرته بأني أفضل منه لأنني أكل الدجاج .. فهنا أصيبوا بالإحباط و هزئوا منه و أوسعوه ضرباً مبرحاً
قد يشترك الناس في بعض حركات الجسد والإشارات أو الألفاظ أو اللغة أو اللهجة و يعتبر ذلك التوافق في سياغ المنطوق إذا كان حركة أو لفظ ولكن قد يختلف المعنى و المدلول للفظ عند الناطقين به و قد تكون كلمة واحدة أو حركة واحدة و لكن يختلف معناها باختلاف السياق والموقف التي توجد فيها الكلمة .. والشواهد على ذلك كثيرة في اللغة*
سعادة السيد الوزير د أكرم على التوم وزير الصحة الإتحادي وليس الولائي كان ليس مضطراً لذلك التبرير الذي قال فيه إنه كان ذاهباً لإفتتاح مركزاً صحياً ولائياً في مدينة جبرة .. وما يثير الدهشة لم يكن تنسيقة مع إدارة هذا المركز الذي لا يتبع للصحة الإتحادية بل كان مع فتاة ناشطة ليس لها أي علاقة بالحقل الصحي وأنما هي من ضمن كومبارس الحاضرين للإفتتاح المزعم وهذا ما ذكره هو بذات نفسه لتبرير موقفه لنفى ما حدث له جوار محطة أويليبيا عند السور الشمالي الشرقي لمباني كنار و هذه المنطقة تحديداً ليس فيها أي نوع من أنواع الخدمات (مطاعم أو كافتريات وحتى ليس بها مظلات ) ويمكن للجميع الذهاب والتحقق من صحة ذلك*
هذه المنطقة لن يستطيع سيادة الوزير من المجى إليها بسيارة إذا كان في أى من تلك المطاعم التي تبعد من هذه المنطقة تحديداً لأن جميعها في المنطقة الجنوبية بالقرب من السوق المركزي أو الجنوبية الغربية في الطريق المؤدي إلي شارع محمد نجيب و لأن شارع أفريقيا به أربعة أنهار ومغلقة تماماً ولا يمكن الدخول إليه من هذه المنطقة إلا إذا كان مخالفاً لقانون السير بعكس الإتجاه في هذه المنطقة تحديداً .. و لا أريد أن أذهب معه إلى أبعد من ذلك لأنني لست ضده بل كنت من أكبر الداعمين لمسيرته و لكن ما جعلني أن أكتب مقالي الذي سبق هذا المقال بعنوان (يا أكرم أين ذهبت الكرونا) هو وجوده في المكان الخطأ الذي منع الناس من شرف الحضور إليه بتعليمات منه و لكنه وبكل أسف ذهب هو إلي ذات المكان مخالفاً لذات التعليمات التي ألزم الناس بها عبر لجنة الطواريء الصحية
رأيناه و لن يستطيع أن ينفي وجوده في ذلك المكان مهما تحدث وبرر لذلك ومهما كانت لغتة التي تحدث بها أو العبارات التي إستخدمها أو حتى إذا كان ذلك بلغة الإشارة و مهما تجانست الألفاظ في روايته فإن المعاني لن تسعف تبريره و لن يستطيع تجميل أفعاله التي خالفت أقواله و ما كان ينادي به من محازير .. فكان يجب عليه أن يتحلى بالشفافية المطلقة و أن يعترف بما إغترفه من خطأ جسيم في حق منصبه و ما يتبع ذلك من إحراج لجميع أعضاء لجنة الطواريء الصحية .. فكان يجب عليه الإعتذار للشعب ولأعضاء اللجنة الصحية و للحكومة الإنتقالية عن ما فعل .. و لكان ذلك أفضل له من هذه الرواية المتناقضة التي هزت ثقة الناس في كل ما يقوله بعد اليوم وخصوصاً الذين هاجموه والذين سعوا في حمايته من الشباب في ذلك المكان الذي فقد فيه ما كانت تحوي جيوبه*