يوم ( الظار ) السياسي ..حسن إسماعيل
الأزمة السياسية تبلغ أقصي درجات تعقيداتها المخيفة والقوى الحزبية والهيئات السياسية تقرر خوض آخر بروفات الفوضي واللامضمون واللامحتوى
لم يكن يوم أمس 30 يونيو يوما للإنتاج السياسي بقدر ماكان مؤشرا للإرهاق والعنت الفكرى .. قررت فيه القوى السياسية أداء لعبة ( طرشقة البالونات) وهى لعبة تنمى السلوك السلبي لاادرى من الذى ساقها إلى منافسات المدارس الإبتدائية قديما إذ تنقسم المجموعه إلى أفراد كل منهم يقوم بربط بالونة في ساقه ومهمة الجميع طرشقة البالونات جميعها حتى يخرج الجميع خاسرين .
قوى كالرجال البلهاء يدعون بأنهم فجروا ثورة ثم انحرفوا بها ثم ينادون بتصحيح مسارها .. قوى تشكل الحكومة من كودرها فتفشل فتدعوا كوادرها الأخرى للخروج عليها وهذه قمة مهازل سوء الإرسال والتواصل السياسي بين أبناء البيضة الواحدة
ثم يكتمل مشهد المساخر هذه والجميع يصدر بيانات شكر للشارع وكيف أنه كان في الموعد … الشعب وحده سيعود صبيحة اليوم التالي للوقوف في صف الرغيف والجاز والمواصلات .. والفولة بتملأ …
الحزب الشيوعي يريد ان يملأ فمه بلحم الديك ويريد ان يحتفظ به أمامه في ( الطاولة) يسرب كوادره إلى المواقع التنفيذيه ويسهم في تشكيل الحكومة ثم لايريد ان يواجه غضب الشارع من اداء حكومته المتخبط فيخرج مع الخارجين .. الحزب الشيوعي يريد من الجماهير قيادة معاركه نيابة عنه فتخرج ضد المكون العسكرى في الحكومة وتهتف مدنياو .. ذلك الهتاف الذى نسخته الوثيقة الدستوريه ويتناساه صديق يوسف كلما وقف خلف دبابير ياسر العطاء وهو يتلو بيانا مشتركا .. الحزب الشيوعى المتوعك منذ السبعينات كان يحتاج لجلسة الظار تلك ونتف ريش الديك الاحمر وهز الوسط في يوم الثلاثاء عله يتعافي من القاوت والرطوبة والغضروف ولعل الناس يعرفون ماذا يريد هذا العجوز المدستر
هنالك أحزاب صغيرة تركت خصلة شعرها مسدله حتى تعرف إتجاه الرياح ثم يحددون بماذا يهتفون .. أحزاب غير قادرة على تحديد موقفها تريد أن تحدد مستقبل السودان .. هؤلاء غسلوا وجههم نصف استواء وهرعوا نحو زفة الظار هذه لا يعرفون كيف يهتفون ؟ ضد الغلاء أم ضد حمدوك أم ضد الجيش .. فهتفوا ضد الدولة العميقه وسقطوا مغشيا عليهم دون أن يفقدهم ( خدام الظار)
تجمع المهنيين (تويكس اليمين) و( تويكس الشمال) كانوا مشغولين بمن سرق الشوكلاته ومن أكلها ؟ كانوا يتنازعون حول لون دجاجة الظار .. حمراء أم خضراء؟ وفات عليهم المولد وهز الأكتاف ونيل البركات
جهة ما خدعت حمدوك واستدرجته لهذا الظار وجعلته ( يشيل الليله) ودفعته لإطلاق الوعود والوعيد ، فنداءه الأخير في خطابه للناس بأن يصبروا على صعوبات قادمات وهو لايدرى ان نفاد الصبر هو ماأخرج عامة الناس .. والرجل بهذا يضع نفسه في وجه المدفع الذى سيزمجر بعد إسبوعين وهو أول من ستطرشق بالونته في ساقه
الإسلاميون الذىن تجرأوا على ذكرى 30 يونيو دون أن يكون لهم فيها ناقة ولاجمل .. مرروا الكرة خلف ظهر الجميع ببروزهم الإعلامى وجعل اليسار ينصرف عن معركته مع المكون العسكرى وفي هذا نجاح يحسب بالنقاط ولكن يبقي استخلاص النتائج الأهم. فالشارع يحتاج للمزيد من التوضيحات والمرافعات الذكيه وتنظيف.الأذن والفؤاد. ثم أن اللعب على التكتيك السياسي أحيانا يسرق الزمن ويصرف بروف غندور وأصحابه عن رسم الاستراتيجى … والاستراتيجى الآن هو حجز كرسي في المستقبل .. كرسي يستوعب كدمات تجربة الثلاثين عام التى مضت . تفكير ينظف البليلة من الحصى، ولايضطرب وهو يقرر السير بجناحى الدعوة والدولة على أن يوزن ذلك بميزان من ذهب .. والإنتباه منذ يوم أمس الثلاثاء لعدم الإعتماد على المرتدات مع خصم سيضطر للعب مدافعا طوال ماتبقي من وقت .
أما المكون العسكرى فقد كان الكاسب الأكبر ( مؤقتا) فمافى كل مرة يمر الحجازون بالطريق … الغاء حفلة الظار وضبط الخدام وإطلاق سراح الدجاجات المعدات للذبح هو الحل
عزيزى المواطن … ستسقط (براها ) عندما يصر الديك على النوم فوق الحبل لإسبوعين قادمين .