وصل غالب الشعب السودانى إلى حقيقة عجز حكومة الفترة الانتقالية وإن اختلفت قواه السياسية وواجهاته المختلفة بين المطلوب – فريق يدعو للإصلاح وتصحيح المسار وآخر يتبنى شعار وموقف إسقاط الحكومة
الجيد في الأمر ان هناك نقطة مشتركة بين فرقاء الشارع وهي القناعة الغالبة بعجز الحكومة عن إنجاز مهامها وهذى نقطة مهمة يمكن البناء عليها والاختلاف على المطلوب اختلاف مقدار وليس اختلاف نوع والسؤال ههنا هل بلغ عجز الحكومة مقدارا يصعب معه التصحيح والإصلاح ام ان في الحال متسع لتدارك الموقف؟!
ان تقييم آداء الحكومة بعد مضي ثلث عمر الفترة الانتقالية لا يحتاج الى خبراء او مراقبين متخصصين في قراءة الاداء العام للحكومات وأي مواطن يمكنه تقييم الواقع من خلال عمل الحكومة في المهام المكلفة بها والتى تتلخص في ملفات (المعاش والخدمات والسلام والعدالة)ويصل سريعا إلى نسبة الإنجاز مقابل العجز والاخفاق في اي ملف من هذه الملفات وفيها جميعا أيضا
في رأي ورغم أن ورقة الامتحان كانت مكشوفة والإجابات ميسورة وإن الإنجاز ما كان يتطلب غير حسن الإدارة باختيار الرجل المناسب في المكان المناسب فلقد أخفقت الحكومة بشكل كبير وواضح في اي ملف من الملفات المذكورة وفيها مجتمعة وهو الأمر الذي يجعل من اي جدال في هذا الأمر بمنطق آخر او نسب مختلفة نوعا من الموالاة السياسية العمياء او ذات الغرض الذي لا يعنى كثيرا بالصالح العام
إذا تركنا تقييم الناس من خارج أجسام الحكومة باعتبار اختلاف الأهواء السياسية والأغراض الحزبية ففي اعترافات بعض رموز الحكومة نفسها والتى تقر بالعجز دليلا كافيا على الفشل فكم من مسؤول قال على رؤوس الأشهاد (لقد فشلنا)مقابل قول فلسفي واحد للسيد رئيس الوزراء والذي قال(لم نفشل ولكننا لم ننجح)!
هناك جهتان بإمكانهما إخراج الشارع من حالة الاستقطاب القائمة والتى لا تحمد نتائجها وعواقبها على أية حال الأولى تتمثل في الحكومة نفسها والتى يمكنها أن تنهي هذه الحالة بتقديم استقالة جماعية تجنب بها البلاد والعباد الانقسام والمواجهات والجهة الثانية هي قوى الحرية والتغيير (التحالف الحاكم )والتى يمكنها أيضا سحب الثقة عن الحكومة التى شكلتها بإنهاء تكليف أعضائها وتقديم تشكيلة جديدة مع توسيع قاعدة المشاورة والمشاركة ولا أعنى بالاخيرة هذى المحاصصة
الجيش كجهة ثالثة طبعا يمكنه أيضا ان يضع حدا للجدل الدائر وذلك من خلال إعادة كل شيء واي شخص الى نقطة البداية ولكن السؤال لماذا نصل بالأمور دائما إلى هذه النقطة وبالإمكان البناء على النقاط القائمة والتى يمكن ان تمضي بناء للأمام؟ !
ان استقالة الحكومة اليوم او سحب الثقة عنها من الجهة التى جاءت بها فيه تقدير جيد للأمور واحترام كبير للثورة والثوار وفيه شجاعة أيضا وشفافية مطلوبة من قبل الحكومة وقوى الحرية والتغيير