اذا عرف السبب _ حول مؤتمر برلين _ أسامه عبد الماجد
بعيداً عن المماحكات السياسية ، فان تداعي عشرات الدول والمنظمات الدولية لمؤتمر برلين لأجل السودان .. رغم المعاناة بسبب جائحة كورونا وركود الاقتصاد العالمي .. فان ذلك يحسب لصالح المؤتمر.
وتستحق الحكومة الالمانية راعية وحاضنة المؤتمر أن ترفع لها القبعات .. وهي تمنح جذء ثميناً من وقتها وتخصصه للسودان لتدعو له اصدقائه. لكن بالمقابل يجب النظر بموضوعية لنتائج المؤتمر .. دون تضخيم أو تقزيم للحقائق .. وهو مؤتمر الهدف منه جمع المال ولا شئ سواه.
بادئ ذي بدء فإن المبلغ الذي تم جمعه بواسطة المؤتمرين لابأس به ..ولكنه دون الطموح بكل حال واعلان د. حمدوك حاجة البلاد الي (8) مليار دولار في ظل الاوضاع الخانقة التي تعيشها البلاد.
وواحدة من أسباب ذلك الحال، الحاضنة السياسية للحكومة (الحرية والتغيير) ، حيث لا تملك برنامجاً للنهوض بالبلاد، في المجال الاقتصادي.. ولم تقدم أي اسناد لوزير المالية الذي عجز عن وضع موازنة.
هل سمعتم يوما الحرية والتغيير تحدثت عن خطة بشأن الزراعة؟ .. أو أعلنت عن تركيز على تعظيم محصول بعينه أو في أي مدينة سيكون ..وقد ظلت تتحدث عن (بل الكيزان) بدلاً عن (ري الفدان) ..لذلك لم تعين الحكومة في تقديم كتاب مشروعات في مؤتمر برلين. على كل أن المؤتمر بداية جيدة .. ومن حسن حظ الحكومة أنه كان عبر الفيديو وربما لو كان طبيعياً لاعتذر الكثيرين لانشغالاتهم .. ومنذ أشهر طالبنا الحكومة ان تستعجل التنسيق مع المانيا لإقامة المؤتمر اسفيرياً.
ملاحظة ثالثة ان الحديث عن أن المؤتمر اعاد السودان الي المجتمع الدولي يفتقر للموضوعية ان لم يكن ضربا من التضليل المتعمد.
وذلك أن كل الدول المشاركة لديها تواصل قديم مع السودان .. لجنة تشاور سياسي مع بريطانيا ، لجنة رفيعة مع فرنسا .. تواصل غير محدود مع المانيا.. وحوار لم ينقطع مع الولايات المتحدة توج برفع العقوبات الاقتصادية في اكتوبر 2017 .. مع حوار جاد حول ملف الارهاب.
وتواصلت اللقاءات رفيعة المستوي ابرزها (د. نافع وهيلاري) ، (كرتي ونظيره كيري) و (غندور ونظيره كيري). وسيل جارف من الاشادات لم ينقطع جراء التعاون الامني.. أرساه الفريق أول صلاح عبد الله (قوش) بعد احداث (11سبتمبر) بسنوات قلائل
بينما التقى الأمين العام للامم المتحدة غوتيريش الرئيس السابق عمر البشير على هامش القمة الافريقية ال (30) بأديس ابابا في يناير 2018.
وامتدح غوتيريش حينها دور السودان في استضافة اللاجئين الجنوبيين وتحقيق السلام بدولة الجنوب ودور الخرطوم في مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر . كما طور الدرديري محمد احمد العلاقة مع فرنسا وبشكل مذهل .. وشرع في ضم السودان عضوا كاملا في منظمة الفرانكفونية .
وادار المرحلة الثانية من الحوار السوداني الامريكي واستقبلت الخرطوم المساعد الخاص للرئيس الأمريكي سيريل سارتر مطلع 2019
وتذكرون مؤتمر الدول المانحة الذي انعقد في العاصمة النرويجية أوسلو في 2005 نتج عنه تعهدات وصلت قيمتها إلى (4,5) مليار دولار.. من 60 دولة ومنظمات الإغاثة الدولية والبنك الدولي.
كما أن مؤتمر اعمار دارفور بالدوحة جمع نحو (3.7) مليار دولار وظف فيه الخبير الاممي د. التجاني سيسي كل علاقاته الدولية حيث قام بجوله عالمية للتبشير بالمؤتمر .. التقى خلالها الأمين العام للامم المتحدة وقتذاك بان كي مون.
ومع فارق السنوات بين مؤتمر اعمار دارفور كاقليم في 2013 ومؤتمر برلين 2020 الخاص بكل ولايات السودان.. فان الولايات المتحدة رصدت (300) مليون دولار لدارفور و (365) مليون دولار للمؤتمر الأخير والمانيا تعهدت بمبلغ (60) مليون يورو لدارفور وقدمت منحة في سبتمبر 2018 بلغت (10) ملايين يورو.. وفي المحفل الذي احتضنته تعهدت ب (150) مليون يورو.
وافتقدنا بشدة جهود تركيا جراء رعونة دبلوماسية الحكومة الانتقالية وهي التي قدمت في مؤتمر دارفور (50) مليون دولار.
أما المؤتمر الدولي للمانحين لشرق السودان في العام 2010 بالكويت جمع التزامات مالية ومساهمات بقيمة (3.547) مليار دولار.. الشاهد أن السودان لم يكن منبوذًا وظل حاضراً بدليل أن بلادنا طوت صفحة الصراع الدامي بين الفرقاء في دولتي الجنوب وافريقيا الوسطى.
كما ان الدعم الخليجي لم ينقطع طيلة السنوات الماضية .. لكنه تأثر بعد قرار البشير الوقوف على حياد من الأزمة الخليجية.
نخلص الي القول أن الحل لمشكلاتنا بالداخل وليس بالخارج لكن ماذا نقول والجميع بين منزلتي التطبيل والتخوين.
آخر لحظة