أفضل ما فعله العرب هو مشاركتهم الهزيلة في مؤتمر الشراكة السودانية الذى انعقد أمس لتقديم الدعم المعنوي والاقتصادي للسودان، ونجح نجاحا باهرا في اظهار الدعم العالمي لحكومة الثورة ورئيسها الدكتور حمدوك، وكان ضربة قاصمة للذين يعملون في الداخل والخارج لإفشالها والتآمر عليها والسخرية منها، قصفت ظهورهم وأوجعتهم وأكدت لهم ان العالم لا يعترف بهم ولا يحترمهم، وانما يعرف ويحترم الدكتور (حمدوك) وحكومته والشعب السوداني الساعي لتحقيق السلام والتنمية والديمقراطية وحقوق الانسان !
لا شك أنهم الآن يصرخون ويبكون ويذرفون الدموع الغزيرة من النجاح الباهر للمؤتمر والحضور العالمي المميز والدعم السياسي والاقتصادي الكبير للسودان وحكومة الثورة والدكتور حمدوك ونجاحه في استقطاب العالم المتحضر الذى يؤمن بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان للمشاركة في المؤتمر وتقديم الدعم والعون، وليس المتخلف الذى لا يزال يعيش بعقلية الصحارى ويعشق الأنانية والظلم وقهر الانسان، وينفق مليارات الدولارات في صالات القمار بلاس فيجاس وموناكو وشرم الشيخ في ليلة واحدة، ويهرول مسرعا ليقبل أقدام سيده الأمريكي وينحني أمامه، كلما اشر له بأصبعه، ويدفع الجزية عن يد وهو صاغر ويتلقى الصفعات والركلات وهو مسرور، وكلما زادت الصفعات واللكمات والاهانات زادت الدفعيات، وزاد شعوره بالسعادة والرضا، وليس في ذلك غرابة فهو والهوان سيان !
اعتقدوا أنهم الذين يحركون العالم بغطرستهم ونفختهم الكاذبة والاموال المنهوبة من الشعوب، للمشاركة في مؤتمر الشراكة السودانية الذى دعا له حمدوك، وإذا لم يتحركوا ولم يشاركوا ولم يوجهوا هم الدعوات ولم يتحمسوا، فإن العالم سيغيب ويشاطرهم الشماتة والافراح بفشل المؤتمر!
لكن هيهات .. فقد خذلهم العالم واستخف بهم وكان حاضرا بأعلى المستويات وارفع المناصب وأجمل الكلمات عن السودان وثورته وتحرره ورئيس حكومته المحترم وشعبه الذى أوقد شعلة الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الانسان في الاقليم والمنطقة، كما ظل يفعل دائما بثوريته وعزة نفسه وكراهيته للظلم ومحبته للحرية والديمقراطية .. تشهد على ذلك حضارته الضاربة في القدم وثلاث ثورات شعبية عارمة على الظلم والدكتاتوريات، اندلعت أولاها عندما كان الذين يتغطرسون الآن يركبون الجمال ويبيتون تحت الخيام ويتيهون في الصحراء، لم يسمعوا بكلمة ديمقراطية دعك من معرفة معناها .. ولولا أحفاد ترهاقا وبعانخى ومهيرة بت عبود الذين أخرجوهم من خيامهم وغسلوهم ونظفوهم وعلموهم، لظلوا هائمين على وجوههم يشربون بول البعير ويقتاتون على الهوام والقنافذ والهبيد (وهو حب الحنظل) كما كان اجداهم يفعلون حتى قال فيهم الكاتب الوزير (السامانى أحمد بن محمد الجاهانى) الذى توفى في العام الرابع للهجرة وهو من الشعوبيين الفرس، “إن العرب يأكلون اليرابيع والضِّباب والجرذان والحيات، وكأنهم قد سُلخوا من فضائل البشر، ولبسوا أُهُبَ الخنازير(جلودهم)، وكان كسرى يُسمّي مَلِكَ العرب “سَكَان شاه”، أي ملك الكلاب، وهذا لشبههم بالكلاب وجرائها والذئاب وأطلائها(أولادها)”، هذا عدا صفاتهم الاخرى ويكفى قول الله فيهم : ” الأعراب أشد كفرا ونفاقا”، صدق الله العظيم.
حضر العالم بأجمعه من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه، ومن أقصاه الى ادناه، لا ليقدم المال فقط كما ظن المستعربون المستغربون، ولكن ليتشرف بالسودان ويشارك في عرسه العالمي ويفخر بشراكته، وعندما فوجئوا بالعدد الهائل للمشاركات التي فاقت الخمسين والمستوى الرفيع للمشاركين والكلمات الناصعة في شعب السودان وثورته والنور الذى أوقده في العالم بتضحيات شبابه وهتافات ثواره واهازيج كنداكاته وسلميته في مواجهة الرصاص، لاذوا بفشلهم وشماتتهم والقهر والغل والحسد الذى في دواخلهم، وأيقنوا أن الشعلة التي اوقدها الشعب السوداني لن تنطفئ مرة اخرى ولن تتوقف عند حدود السودان، فارتعدت فرائصهم واقشعرت ابدانهم، وتقطعت أنفاسهم وخرست ألسنتهم وغرقوا في هوانهم !
نحن لسنا فقراء لنتكففكم كما كان يفعل الدنيء المخلوع، بل أغنى منكم وانتم اول من يعرف ذلك .. أغنياء بمواردنا، أغنياء بكرامتنا، أغنياء بثورتنا، أغنياء بحريتنا، أغنياء بالشعب السوداني العظيم الذى اشعل نور الحرية والعلم والحضارة في العالم منذ فجر التاريخ، ولم يبخل على أحد بشيء .. وسيأتي اليوم الذى يتحرر فيه من فقره المؤقت، ويرسل لكم مرة أخرى المحمل الذى كان يكسى بيت الله ويستر عجزكم !
اعتقدتم أن مؤتمر الشراكة كان هدفه المال، ولم تفهموا أننا كنا نريدكم أن تروا العالم يفاخر ويتغزل في السودان وثورته وحريته وشعبه، فتموتوا بغيظكم وشماتتكم .. فتصرفتم كما كنا نتوقع ونريد وأثبتم لنا غباءكم .. فموتوا بغيظكم أيها العربان !
الجريدة