يعتزم الشارع الخروج مجددا في ذات توقيت العام الفائت 30 يونيو بعد عام من الثورة التي اثمرت عن التغيير والحكومة الإنتقالية. الحكومة التي جاء مخاضها عسيرا بعد ان ارتوت الأرض بدماء الشهداء من الشباب الذين خرجوا على الفائتة التي اذاقت الشعب الأمرين سيما في سنيها الأخيرة ما أدى إلى التدهور الاقتصادي الذي انعكس على معاش الناس فضلا عن الفساد الذي استشرى وفاقم من التدهور ليصبح البون شاسع بين طبقة وأخرى تنتهي عند أهل المسغبة. المهم لكل هذا وذاك خرجت جموع المواطنين بالتزامن في ولايات السودان المختلفة املأ في إسقاط الحكومة والاستعاضة عنها بأخرى تداوي ما فات وترفع البلاد والاقتصاد من وهدته وكان لها ما أرادت بعد تشكيل هذه الحكومة عقب مشاورات مكثفة وبرقابة دولية، لكن ومن أسف وبدلا من أن ترفع الإقتصاد وهو ما يهم الشعب في المقام الأول هوت به إلى أسفل سافلين، صحيح ان الخراب قد يحتاج زمنا ليس بالقصير وربما يستهلك سني الفترة الإنتقالية الثلاث لترميمه ومعالجته لكن ما حدث هو انهيار حاله المائل تماما لدرجة يصعب ترفيعها بما يعيد الأمور ولو لنصابها إبان الحكومة البائدة فتجاوز التضخم نسبة ال114٪ ورجح خبراء بلوغه ال130٪ الشهر القادم. وصحيح ان ثمة جراحات جرت لرتق الفتق الشروخ كاللجنة الاقتصادية وغيرها إلا انها وان نفعت فلا تعدو ان تكون سوا مسكن سرعان ما ينتهي مفعوله ليعود الألم أقوى في ظل التوقف الكلى أو الجزئي للإنتاج في كافة المناحي صناعي كان أو تجاري وزراعي حيواني وغيره.
ولأن عامة الشعب ممن لا يعنيهم ان يجلس على كرسي الحكم زيد أو عبيد بقدر ما يهمهم معاشهم ويمثلون الاغلبية الصامتة إضافة للتنظيمات المتعددة فقد قرروا مجددا النزول إلى الشارع بغية تصحيح المسار بأي من الصور. كذلك ولأن الحكومة كسبت قاعدة جماهيرية غير مسبوقة كان لها أن تتخذها قاعدة صلبة تقف عليها بثقة ريثما تنجلي الفترة بهدؤ لكنها وببعض الممارسات الخاطئة فقدت الكثيرين الذين ظلوا ينسلوا منها ويتراكموا في الضفة الأخرى إلى جانب تآكل أبنائها واقتتالهم بعضهم البعض وأخريات اهتزت الأرض التي باتت هشة من تحتهم لينتهي الأمر إلى 30 يونيو الذي يطالب بعدد من الأمور.
وحيال هذا الخروج الذي يشمل كافة أطياف الشعب وأعتقد أن حرية التعبير حق مشروع غض النظر عن الطوارئ وغيرها نتمنى أن تتعامل الجهات الأمنية بسعة صدر وتستوعب الظرف الذي دفع بهؤلاء للشارع واظنه غير خاف عليهم فهم بالأخير من عامة الشعب وان لا تتعامل بالقوة لا المفرطة ولا غيره طالما انها سلمية كفانا فقد لأرواح ما زالت دماءهم ثخينة كما جرح افئدة ذويهم دونما توصل للفاعل ولا ننسى ان بين هؤلاء أسرهم المثخنين بالجراح كما ذكرت، وعلى القوات المسلحة التي من المؤكد سيلوذون بحياضها ومن موقع واجبها ان تشكل لهم الحماية الكافية كالعهد بها.
المنتوين الخروج شرائح متعددة ومختلفة المشارب والأهداف بيد ان السابلة منهم والعامة برأيي هم الأولى بالانصات ورد مظلمتهم التي تنشد الأمان والحياة الكريمة وقد بلغت بهم المسغبة مبلغ ونحن نستمع لشكواهم و(طنينهم) في البقالات ومحال الخضار والمخابز وآخرون يهمهمون وأخر تمنعهم عزة النفس من الجهر بما يعتمل في دواخلهم اما البقية فدوافعهم سياسية ذاتية، فمن بالله عليكم أولى برد المظلمة كيفما اتفق وبالأخير انتم تدعون (قوات الشعب المسلحة) الشعب لا غير.