ﻣﻨﺎﻇﻴﺮ _ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ! _ ﺯﻫﻴﺮ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ
ﻻ ﺍﺩﺭﻯ ﻣﻦ ﻳﺨﺪﻉ ﺣﻤﻴﺪﺗﻰ ﻭﺍﻟﻜﺒﺎﺷﻰ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻳﺮﺃﺳﺎﻥ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺽ ﻓﻲ ﺟﻮﺑﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﻻﺗﻔﺎﻕ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻊ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻧﺘﻬﺎﺯﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺇﻻ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺃﻱ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺜﻞ ( ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ) ﻭ ( ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻮﺳﻂ ) ﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻋﺒﺜﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ، ﻭﺣﺘﻰ ﺷﺮﺍﺫﻡ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺇﻻ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻐﻴﺐ ﺃﻭ ( ﺗُﻐﻴَّﺐ ) ﺃﻛﺒﺮ ﻗﻮﺗﻴﻦ ﻟﻬﻤﺎ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻭﻗﻮﺍﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﺒﺴﻂ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺗﺤﻈﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ ﺩﻭﻟﻲ ﻭﺍﺳﻊ !
ﻳﺤﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﺭﻏﻢ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺤﺎﺩ ﺍﻟﺬﻯ ﻭﺟﻬﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﻗﺒﻞ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﻌﺒﺜﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺷﺨﺼﻴﺔ، ﻭﻻ ﺍﺩﺭﻯ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﺘﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭ ﺣﺎﺳﻤﺎ ﺑﺈﻳﻘﺎﻓﻬﺎ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻠﺖ ﻟﺤﻤﻴﺪﺗﻰ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺣﻤﻼﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ ﻓﻲ ﺍﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻌﺰﻝ ﺍﻟﻰ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻻﺷﺮﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻊ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺣﻮﻝ ﺳﺪ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ .. ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﺫﻥ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻭﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﻜﻠﻔﺎﻥ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺮﻫﻘﺔ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﻟﻠﻐﻴﺮ؟ !
ﻗﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﺃﻛﺮﺭ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻻ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺇﻻ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺃﻭ ﺳﻨﺪ ﺷﻌﺒﻲ ﺍﻭ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﺩﻋﻚ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﻟﻬﺎ، ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻻ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﻭﺍﻟﻤﺴﺨﺮﺓ .. ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺟﻮﺑﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎﺕ ﻫﺰﻟﻴﺔ ﻻ ﻳﺪﺭﻯ ﺍﺣﺪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻳﺮﺍﺩ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﻧﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻧﺤﻠﻢ ﺑﻪ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻋﺒﺮﻫﺎ، ﺃﻡ ﻣﺎﺫﺍ ﻫﻨﺎﻙ ؟ !
ﻓﻮﺟﺌﻨﺎ ﻓﻲ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ( ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻮﺳﻂ ) ، ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮﻯ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﺣﺪ ﻇﻞ ﻳﺘﻘﻠﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻵﺧﺮ، ﻳﻬﺠﻮ ﻫﺬﺍ ﻳﻮﻣﺎً ﻭﻳﻤﺪﺣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻭﻳﻬﺎﺟﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺑﻌﻨﻒ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻳﻮﻗﻊ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎً ﻏﺪﺍً، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺳﻨﺪ ﺷﻌﺒﻲ ﺇﻻ ﺣﻠﻘﻮﻣﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﻻ ﻳﺤﺘﻞ ﺷﺒﺮﺍً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻭﻳﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﻭﺗﺮﻫﻖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻣﻌﻪ، ﻭﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﺘﻤﺜﻴﻠﻪ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻮﻳﺾ ﺷﻌﺒﻲ ﺍﻭ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺗﻮﻗﻊ ﻣﻌﻪ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺗﻨﺴﺒﻬﺎ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﻱ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺗﺘﺒﺎﺩﻝ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺘﻬﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻘﺒﻼﺕ ﻭﺗﻤﻸ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺿﺠﻴﺠﺎً ﻭﺻﻴﺎﺣﺎ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎً ﻣﻊ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﺑﻮﻧﺎﺑﺮﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﻣﻮﻧﺘﺠﻮﻣﺮﻱ ﻗﺎﺋﺪ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﺃﻭ ﺃﺿﻌﻒ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﻊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺤﻠﻮ ﺍﻭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻮﺭ !!
ﻭﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺂﺕ ﻓﻲ ﺟﻮﺑﺎ ﺑﺘﻮﺍﻓﺪ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻕ، ﻓﺘﺤﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻏﺮﻑ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﻭﺳﻊ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﺍﺧﺬﺕ ﺗﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻌﻬﻢ، ﺛﻢ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺍﺳﻢ ( ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ) ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻔﻮﻳﺾ ﺃﻭ ﺇﺫﻥ ﻣﻦ ﺍﺣﺪ، ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺣﺪ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬﻢ ﺍﻭ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻠﺪﺍ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻤﺎﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﻌﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺗﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺘﻤﺜﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﻋﻄﺒﺮﺓ ﻭﺣﺘﻰ ﺣﻼﻳﺐ ﻭﺷﻼﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .. ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻌﺮﻑ ﻳﻮﻣﺎ ﺃﻥ ﻣﻮﺍﻃﻨﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻪ ( ﺑﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ) ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ؟ !
ﻭﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻃﻠﻘﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ، ﻳﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺟﻨﺮﺍﻻﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﻮﺑﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﺎﺷﻠﺔ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺸﺮﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﺎ، ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻯ ﺃﺣﺪ ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﻻﻑ ﻭﻳﺘﺸﺮﺩ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺳﻼﻡ ﻭﻫﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﺳﻂ ﻟﻬﺎ ﻭﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻟﻠﺘﻔﺎﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﺤﺮﺏ ..
ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀﺍﺕ ﺑﺘﺼﺤﻴﺢ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ، ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﺤﺪﺛﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻳﻮﻡ ﺃﻣﺲ ( 20 ﻳﻮﻧﻴﻮ، 2020 ) ﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﺛﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﻰ ﺍﺟﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻤﻰ، ﺛﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺛﺎﻟﺚ ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ ﻋﻦ ﻣﻮﻋﺪ ﻗﺮﻳﺐ ﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ، ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﺙ ﺿﺨﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺧﺘﺎﻥ ﻳُﺘﺮﻙ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ ﺣﺴﺐ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺨﺎﺗﻦ ﺍﻭ ﺍﻟﻤﺨﺘﻮﻥ ﺍﻭ ﺍﻻﺑﻮﻳﻦ !!
ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ .. ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻭﺭ ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﻴﻦ ﻭﺍﻻﺑﺼﺎﺭ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻓﺮﺍﺩ ( ﻣﺠﺮﺩ ﺃﻓﺮﺍﺩ ) ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻮﻳﺾ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ﺍﻧﻬﻢ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺣﺮﺏ ﺍﻭ ﻣﺠﺎﻝ ﻣﺴﺎﻭﻣﺔ ﺍﻭ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻣﺜﻞ ﻏﻴﺮﻫﺎ .. ﻳﻔﺎﻭﺿﻮﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻭﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻭﻣﺎﺕ ﻭﻳﻮﻗﻌﻮﻥ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺳﻼﻡ، ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﻫﺰﻟﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮﺟﺔ ﻭﺍﻟﻀﺤﻚ ﺃﻭ ﻣﺜﻞ ﺃﻱ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻼﻫﻲ ﻳﺮﺗﺎﺩﻫﺎ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻣﻊ ﺫﻭﻳﻬﻢ ﻟﻠﺘﺮﻓﻴﻪ .. ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻬﺰﻟﺔ ﻓﻘﻂ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺴﺨﺮﺓ ﻭﻗﻠﺔ ﺷﻐﻠﺔ، ﻭﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳُﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻔﻮﻥ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻜﺘﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ !
ﻟﻘﺪ ﺃﻓﺮﻍ ﺟﻨﺮﺍﻻﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺎﺭﺏ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ، ﻭﺃﺑﻌﺪﻭﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﺎﻣﺪﻳﻦ ﻣﺘﻌﻤﺪﻳﻦ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ، ﻭﺍﺳﺘﻘﻄﺒﻮﺍ ﺍﻟﻌﺎﺑﺜﻴﻦ ﺍﻟﻼﻫﻴﻦ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻈﻞ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻳﺴﺘﻤﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻓﺮﺽ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻜﺴﺐ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻜﺮﻭﻧﻬﺎ ﻭﻳﺴﻴﻄﺮﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻳﻤﻠﺆﻭﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺰﺍﺋﻨﻬﻢ