صرف النظر عن ملابسات تسليم المتمرد “على عبدالرحمن” الشهير ب”كوشيب” نفسه للجنائية وقد بدأت محاكمته فعليا في مدة وجيزة ما بين التسليم والترحيل ومن ثم الشروع في المحاكمة صرف النظر عن ذلك وما صاحبه من لغط وإثارة الغبار إلا أن الأمر استخدم أسوأ استخدام ضد القوات المسلحة ووظف بما يخدم أجندة الكثيرين حتى وان كان عن طريق الفبركة للوقيعة بين الشركاء في مجلسي السيادة بشقيه والوزراء والزج ببعض الأسماء من جهة ومن جهة تأليب بعض المكونات القبلية والحزبية بل الشارع أجمع ضد قادته من العسكريين. و ان يكون ذلك محض تشكييك وافتراء وارد لكن ان تصدقه وتتعامل معه كواقع حتى قبيل المضي في المحاكمة واظهار النتائج وتخرج في مسيرات منددة ب”لاهاي” فهذا ما يدعو للحيرة والعجب ويسقط القناع عن بعض الوجوه (المتململة).
إستخدام أي حدث ضد القوات المسلحة والأجهزة لتحقيق مكاسب بعينها بات مكشوفا للعامة وراعي الضأن في الخلاء يعلم بذلك، وكنا نستعجب صمت القادة الذين ما فتئوا يتحدثون عن تماسك المنظومة الأمنية ولا شك لدينا في ذلك لكنا كنا نود تصريحهم بالصوت العالي انهم مستهدفون ولا أعني حصر الاستهداف بضربهم لبعضهم البعض بقدر ما أعني استهداف إزاحتهم من المشهد كليا واحلال أو إضافة قوات أخرى جديدة وهو ما ظل يتردد بكثرة في الآونة الأخيرة. واتمنى ان يكون ما قال به نائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول “حميدتي” وعضو السيادي الفريق “شمس الدين الكباشي” في الأسابيع الماضية عن استهداف القوات المسلحة ذو بعد أعمق من الخلافات الداخلية او محاولة ضربهم ببعضهم. والأكيد ان ثقتنا في الاستخبارات العسكرية وتحسباتها لا يحدها حدود ولا تقبل المزايدة.
(2)
شكرا القوات المسلحة وانت تقيمين الصحفيين والاعلاميين التقييم الذي ينبغي له ان يكون كونها سلطة رابعة ولكن من اسف ظلت وطيلة السنوات التي خلت تتعرض للتنكيل ويسلب حقها بموجب سلطتها. فقد تعرض الاعلاميون والصحفيون على وجه الخصوص سيما في العهد البائد لمضايقات وتحجيم وارهاب بلغ معاقبة الصحف بالايقاف والحرمان من إعلانات الحكومة بل إيقاف بعض الصحفيين والكتاب من ممارسة حقهم في الكتابة، ثم استشرق هؤلاء عهدا جديدا في الحكومة الإنتقالية التي رفعت شعار الحرية ضمن اخريات لكن هيهات فقد تعرض الإعلام بضروبه لشتى انواع التنكيل والقهر بما يتجاوز الفترة البائدة فاوقفت العديد من البرامج التلفزيونية رغم أنها ومقدموها ناصروا الثورة وظل قادتها ضيوف معتمدين ينتقلون بين هذا وذاك. أيضا جرت محاولة إرهاب الصحفيين حد تهديدهم بالحبس عشر سنوات،وكأن الحاليين والسابقين يريدون لصاحبة الجلالة ان تصبح جارية وامة يمرغون انفها في التراب ويغلون يدها ويكممون فمها ويمنعونها الجهر بالحق في وجوههم ولكن هيهات.
شكرا مجددا القوات المسلحة وانتم تكرمون الإعلام بوضعه مع القوات النظامية والأطباء ضمن حراكهم فترة الحظر. فضلا عن تقديركم للجهود التي يقوم بها بتجرد من أجل المصلحة العامة وتأكدوا انهم يبادلوكم ذات التقدير.