◼️ لاشك أنني سعدت بالنقاش العميق الذى دار بعد منتصف الليل بالهواتف عن مقالتى الاخيرة المحللة لوضع الاخ حميدتي ومسيرته ومساره ..
نقاش بين دستوريين كبار .
سابقين وحاليين ..
واتفقنا .
واجمعنا على الاقل , أن البلد لاشك تعانى من ارتفاع في درجة حرارتها ..
وأنها تحتاج فعلا لتدخل سريع ..
ولكن كالعادة اختلفنا في الكيفية .. المهم ..
◼️استوقفتني بعد ذلك تصريحات الأخ حميدتى الذى يصر أن يأتي من الخلف على غفلة من مدافعي الوسط ويسدد .. (حنجيب الديمقراطية بي كاكينا ده . بس ضر كدا…)
◼️ لست معنيا باللذين سيحيق بهم الضر حال المجئ بالديمقراطية ..
فهذا ملحوق ولكن دعونا نلتقط الفكرة الاعمق ..
فكرة الكاكي الذي سيأتي بالديمقراطية ..
وملامح هذى الديمقراطية المجلوبة بالعسكر ..
◼️ولنغنى أولا مع كمال ترباس قليلا بلسان الديمقراطيه .. في حفل حاشد بالأحزاب..:
( ارجع بالزمن مرة ..واتذكر حكايتى معاك .. تلاقي القصة جد مرة ..
وهل راعيت شعور مضناك)
وعيييك
◼️ فالديمقراطية في السودان ظلت عليلة ومعطوبة ..
مصابة بتآكل المفاصل ..
ولين العظام ..
وضيق التنفس ..
وكل هذا لم تولد به ..
بل أصيبت به لاحقا , من سوء المناولة ..
كما يقول خبراء شحن الزجاج ..
( والجاتها جاتها من الأرض ماجاتها من تال السماء )
◼️ مشكلة الديمقراطية في السودان هي في فساد البيئة الحاضنة ..
فأحزاب طائفية مشروقة بفكرة الزعيم البركة .. وتعطس عندما تسمع تداول كرسي الزعامة..
◼️وأحزاب رحمها مخصب بالديمقراطية المركزية
.. فلن تنجب ديمقراطية ليبرالية .
و لو عن طريق الحقن المجهرى وولادة الأنابيب ..
فهل يختلط الزيت بالناس كما صاح هانئ رمزي أمام القاضي في فلم (محاأحزتوأحزتمنللتمنللللتمنللي
️ أحزاب تطالب الجيش بالبقاء في ثكناته ..
ثم تتسلل إليه ليلا لينفخ فيها من روحه . فتحكم و تدلدل رجليها …
◼️لابد أن حميدتي التقط ذكاء سؤال الطبيب وأهميته عندما يستفسر أم الطفل المريض عن وزنه .. ليحدد جرعة الدواء فكلما قل الوزن قلت الجرعة ..
وقياسا على هذآ فأظننا نحتاج لديمقراطية ( اتنين سي سي ).. مكسورة في درب ملح ( عسكرى)
والحال يطيب إن شاء الله.
◼️ نعم كتبت من قبل عن الديمقراطية الرابعة .
وعماذا أعددنا لها ؟..
و هل اصلحنا أحزابها .. وحررنا نقاباتها ..؟!
ورسمنا المسافات بينها والجيش؟..
كل هذا لم يحدث ..
ولهذا يستغرب البعض من الوضع الحالي ..
بعد ذهاب الانقاذ والأحزاب التى ظلت ترفع شعارات استعادة الديمقراطية .. تجفل الآن من الإنتخابات ..
بل ويصل المسار الدرامى إلى حدود الإدهاش القصوى , عندما يقوم العساكر بتخويف المدنيين بالديمقراطيه!!
وأنا ومعي قليل مثلي . نعرف سر هذا الجفلان ولن نبوح بهذا السر .. كما لن تبوح صديقة البنت ( البكر ) لماذا تجفل صاحبتها من فكرة الزواج ..
ولكن دعونا نتخطى الحقيقة مؤقتا .. ونأتي ببنت عمها فقد تفي بالغرض ..
◼️السودان أيها السادة غير مهيأ لديمقراطية معيارية مثالية ولابد ان نبدأ بديمقراطية نسبية ..
مثل صيغة أحزاب الحوار مع البشير .. وصيغة أحزاب قحط مع البرهان وحميدتى ..
وطالما تصرمت التجربة الأولي , وأصبحت في ذمة التأريخ … فدعونا في الثانيه نعكف عليها .. ونقوم بترميمها ..( شفتو كيف) ..
ونكمل نواقصها ..
وأول هذه النواقص هو أن يعترف الطرفان ببعضهما البعض .
وأن تكون العلاقة بينهما علاقة طبيعية خالية من عقدة أوديب..
وخالية من مخافة كشات النظام العام ..
فهي علاقة محللة بوثيقة .. أيا كان رأينا فيها .. فهي عبارة عن تسوية ..
وهكذا يجب أن تقال بلاخجل .. وبلا لف .. أو دوران ..
حتي يستطيع الطرفان أن يعملا بارتياح ..
ثم بعد ذلك معالجة العقدة الأكبر .. وهي إلغاء حظر المنظومات السياسية غير الموقعة على مايسمي بالوثيقة الدستورية ..
إلا من يدينه قانون الجنايات ..
حسنا …
فاذا كانت هذه هي بنت عم الحقيقة ..
فتعالوا للحقيقة نفسها ولنحسب ..:
الاوعية التى تمارس السياسة الآن في السودان هى ..:
◼️ أحزاب لها سابق تجارب فاشلة ..
وحال مائل حتى الآن ..
◼️ وحركات مسلحة الديمقراطية ..
عندها طوب مرصوص .. لتتسور به حائط الحكم ..
◼️ ونقابات مسيسة مسروقة من أهلها الفئويين ..
تعبئ الآبري الأحمر في قنينات الكولا
و هي تضحك على نفسها .. قبل أن تضحك على الناس ..
◼️ وفئة عسكرية .. وجدت من وضع على كتفها عنقريب جنازة..
لاتعرف كيف تصلي عليه ..
◼️ ثم زعامات قبلية وأهلية ..
يحولون مقاعدهم بين الأنظمة , كما يحول رواد المساطب الشعبية هتافاتهم , في مبارة ملولة ….
كل هؤلاء لن يأتوا بديمقراطية معيارية ولاديمقراطية( مرقة دجاج حتى)
ولو رأتهم الديمقراطية في زقاق .. لولت منهم فرارا .. ولملئت منهم رعبا ..
ولوضعت كمامتها على أنفها وعقمت أيديها , خشية أن تصاب بكورونا سياسية
◼️ فماهو الحل إذا ؟ ..
◼️ وهل يمكن القفز فوق هذا الواقع ..؟؟
◼️أم نتعامل معه رويدا .. رويدا ؟
◼️ في الحقيقة لابد أن نجلب ديمقراطية , على قدر قروشنا. ( مكوناتنا السياسية) ..
ونبدأ باقرار ذلك ..
ثم نبحث عن صيغة توافقية ..
نؤطرها بانتخابات ..
لانمنع منها أحدا ..
ثم نقر للجيش بدوره في العملية السياسية في الوقت الراهن ..
على أن يقنن هذا الدور بنصوص واضحة ..
وأعتقد أننا في الأمة الإصلاح والتجديد .. أفضل من كتب عن دور المؤسسة العسكرية في المسرح السياسي..
وأظن أيضا .. أن هذا الورق موجود في أرشيف الأخ مبارك المهدى ..
◼️ يعوزنا قبل ذلك أن ننهى هذا الحفل التنكرى ..
وأن نقابل بعضنا البعض بوجوهنا الحقيقية ..
ثم نبدأ على بركة الله ..
◼️ ساعتها لن تكون الديمقراطية مجرد (خط آوت ..).. يقذف اليه حميدتى الكرة , كلما ضاق ذرعا بالشركاء ..
ولن تكون مجرد مطرق يقع بها على ظهر الحزب ( اب عيونا حمر) .
بل ستكون أول مشروع سياسي سودانى .. يشتل في طين القرير السودانى ..
ويثمر .. ويشيل ..
ولو كان إنتاجه نصف شوال في أول مسور .