بلا أقنعة – ساعدنا بالهدوء يا أكرم- زاهر بخيت الفكي
استدعت ذاكرتي المثل الشعبي العميق (البُوم بعجبوا الخراب) عند قراءتي لمنشور في صفحة أحد أنصار الإنقاذ يقول فيه ( حزب المؤتمر (الدقير) يأسف لسجال الشيوعي (أكرم) والأمة (البدوي) ، إبراهيم الشيخ يتوسّط بين الوزارتين ، البدوي يرفض ويطلُب من حمدوك التحقيق) خُبث وشماتة لا تحتاج لمن يُفكفِك أقواس المنشور ويُفسر لنا المُحتوى ، ومن حقه في جو الحُريات المُتاح أن يقول ما يُريد وأن يتمنى ما يتمناه ، وأمثال هؤلاء غاية أمانيهم أن يسود الخراب البلاد وتفشل الثورة ، وما على الحكومة (إلّا) الصمت حيال هذه التُرهات وعدم الاعتراض عليها ما دام غسيل خلافاتها منشور في العراء ، للما شاف يشوف والما سمع يسمع.
درجنا في هذه الزاوية على تذكير الساسة من القُدماء والجُدُد بأن لا تفّترضوا في هذا الشعب السذاجة واعلموا أنّ الشعب يحمل من الوعي ما يستطيع أن يُميز به بين الحقيقة والوهم وبين الصدق والكذب ، ولن يستطيع كائن من كان أن يُحقق بطولة (بيننا) بلا انجاز حقيقي ، والوهم والشو لن يقودا إلّا للفشل ، واعلم يا دكتور أكرم أنّ الدعم المعنوي الذي حصلت عليه من الشعب السوداني كان بسبب (الصدق) الذي تعاملت به في بداية الجائحة وحديثك للمواطن بأنّك لا تمتلك حتى الحد الأدنى من أدوات مُكافحة كورونا بسبب النظام الصحي المُتهالِك الذي ورثته من الإنقاذ ، بالطبع (صدّقناك) ولذلك كان التعاطُف الكبير معك.
أمّا ما يحدُث بينك ووزير المالية البدوي (الأن) يضعه البعض في قالب الفهلوة ومحاولة الصُعود على ظهر الخلافات للوصول بها إلى مجدٍ لن يتأتى هكذا ، وراعي الإبل في البوادي البعيدة يُدرِك أنّ وزارة المالية في دول (المؤسسات) هي الجهة الوحيدة المنوط بها استلام وتوزيع الموارد حسب الأولويات والمشاريع وأهميتها ، وما يحدث من شدٍ وجذب ومُطالبات هو شأن حكومي (داخلي) يجب أن يحدُث بعيداً عن المواطن الذي لا يعنيه كيف دخلت الأموال المعنية إلى الخزانة العامة وكيف خرجت منها إلى أغراض أخرى ، المواطن يحتاج منك إلى خدمات محسوسة تتعلّق بصحته ، وإلّا فارفع يدك واترك الأمر للغير.
لن نشُك مُطلقاً بأنّ لوزارة المالية نظام مُحاسبي (سيستم) للداخل والخارج من أموال ومن السهل استخراج كشف حساب يتضمّن كُل المُعاملات كما موجود في أي مؤسسة مهما كان حجمها فما بالك بوزارة المالية ، أما كان الأجدى أن ترفع مظلمتك للعُقلاء في حكومتك لحلها قبل أن ترفعها للرأي العام يا أكرم .؟ ومثل هذه الخلافات يترصّدها أصحاب الحلاقيم الكبيرة ومن لديهم القُدرة في النفخ على كير الصراع لتوسيع أي خلاف قد يحدُث لاتخاذه منفذاً للدخول به لإضعاف قُدرات الثورة ولعرقلة أي طريق قد يقود إلى النجاح.
ساعدنا بالهدوء للخروج من هذه الأزمة والقضاء على هذا الوباء يا أكرم..
صحيفة الجريدة