وبالرغم من أن الجيش الذي يقصده كل صاحب حاجة أمنية، وبالرغم من تعامله بحياد مع كل الأطراف من هذأ المنطلق الذي تفرضه طبيعة مهامهم والتى هي بمنأى عن التسيس وغيره إلا أنه ومن أسف لم يسلم لا من هذا أو ذياك. هذا ما ختمت به المقال السابق وازيد بأن القوات المسلحة وعندما آوت الثوار في حرمها لشهر أو يزيد وشكلت لهم حماية وانخرط بعض ضباطها مع الثوار في إحياء الليالي الثقافية وغيره وصمها الكثيرون بالضعف والمهانة ضاعف من هذا الوصف ما لاقوه لاحقا من تنكر وتعرض الكثير من الضباط والرتب العليا للتحرش والرشق الجارح بالكلمات ومقابلتهم لذلك بصبر وجلد. ثم ظل طيلة الفترة الفائتة تنتاشه سهام النقد والتقليل من كل الأطراف وعندما لجأ اليه نهاية الأسبوع الفائت مجموعة من عضوية الوطني وبعض المغبونين ممن انخرط في المسيرة بعفوية وهم يرددون ( شعب واحد جيش واحد) في إشارة للهدف الذي ينشد تفويض الجيش لاستلام السلطة مؤقتا وهو حق مشروع لكل مواطن سوداني اي كان لونه السياسي وسنة قديمة اتبعت في الحقب الفائتة، وبالرغم من أن الجيش تعامل مع المسيرة بإغلاق حدوده ونشر قواته حول المكان إسوة بالمسيرات التي ما انفكت تخرج لعام إلا أنه لم يسلم من الاتهامات ولم تسلم الشرطة السودانية التي تعاملت بما يلزم حد اعتقالها لأفراد من ذات الاتهامات للحد الذي طولب فيه بإقالة وزير الداخلية. ألم اقل انه لم يسلم لا من هذا ولا ذياك
فالقوات المسلحة السودانية وربما لأول مرة منذ تأريخها الحربي البعيد المؤرخ ب 1925م عام انشائها وهي ومن ذاك الوقت تخوض أشرس المعارك داخليا وخارجيا بينها مشاركتها في الحرب العالمية الثانية، ربما لأول مرة تتعرض لهجمات تنال من تماسكها وقوتها التي تتقدم بها على الأعداء والمتربصين بها وبأمن السودان كيف لا والجيش السوداني يحتل المرتبة رقم (69) على قائمة أقوى جيوش العالم، فضلا عن تصنيفه ضمن أقوى عشرة جيوش في القارة الإفريقية وفقأ لاحصائيات موقع (غولبال – فير – بول) الأمريكي لعام 2919م والذي يضم (137) دولة حول العالم، ويعتمد على العديد من العوامل أبرزها القوة البشرية والعتاد العسكري، إضافة إلى قوة الدولة الاقتصادية وموقعها الجغرافي. كل هذه الميزات والتقدم وضعه موضع تربص ومحاولة تفتيته بزرع الفتن والشائعات حتى يصبح لقمة سائغة لهم وتدفعهم لاستخدام كل ما هو غير مشروع لضعضعة هذه الصخرة لكن هيهات.
الآن انتقل مربع الفتنة من الداخل إلى الخارج واستهداف القوات الأمنية في أعلى قيادتها، كما بدأت حرب البيانات والأخبار المفبركة تتناثر هنا وهناك أغراضها معلومة للقاصي والداني و(إذا كان البتكلم مجنون فالبستمع عاقل) او كما يقول المثل الشعبي.
المرة القادمة نفصل هذه المخططات المستترة خلف البيانات والتقارير وتظاهرات (ناس برا) .