الطريق الثالث _ خطاب الكراهية للإسلاميين – إلى أين ؟! _ بكري المدني
أحد الأصدقاء صور لنا فيديو لإبنه الصغير ( 4 سنوات تقريبا)وهو يقول له (انت كوز )فيبكي الطفل بحرقة شديدة ولا يسكت ويسكن إلا بعد ان يسحب الأب توصيفه متراجعا (لالا -خلاص انت ما كوز )!
هذا المقطع عكس حالة الكراهية التي سادت المجتمع مؤخرا تجاه الاسلاميين عموما والتي نجح فيها خصومهم السياسيون من خلال خطاب مكثف أثناء وبعد الثورة وما زالت الحملة مستعرة.
لم يقتصر خطاب الكراهية على التنفيذيين في العهد السابق ولا عضوية المؤتمر الوطني وعناصر الحركة الإسلامية مع خطل ذلك ولكنه تمدد ليشمل كل التيارات الإسلامية السلفية منها والطائفية.
رغم أن أول وأبرز شهداء الثورة السودانية من التيارات الاسلامية إلا أن اول مواطن تم التحرش به أيام الاعتصام كان عضوا في حزب التحرير (الاسلامي) أحد أبرز القوى السودانية التي عارضت الإنقاذ وتم كذلك أبعاد كل ذي خلفية إسلامية من فعاليات الثورة وكانت خيمة الإخوان المسلمين هي الوحيدة التى تعرضت لهجوم على أرض الاعتصام!
المؤتمر الشعبي الذي قدم عددا من الشهداء في الثورة أبرزهم الأستاذ أحمد خير ومن المصابين هشام الشواني لم تسلم عضويته وقيادته من التحرش وأبرز المحطات في ذلك ما حدث للشعبي في قاعة (قرطبة)بالصحافة.
في مدني تم ضرب عدد من المواطنين وإهانتهم وبعضهم رجال كبار في السن جلدوا على ايدي شباب في عمر أبنائهم باعتبار أنهم كيزان وشاركوا في مسيرة للإسلاميين وقريب من هذا تم التحرش بآخرين في الدمازين وكوستي (مرتين)!
ذو النون الناشط السياسي المثير للجدل تعرض اول الأمر لتحرش في ساحة الاعتصام حتى اضطر للاحتماء بمباني القيادة العامة وتعرض مؤخرا لاعتداء كبير في سنار فقط لأن خلفية الرجل إسلامية على الرغم من انه فارق التيار الإسلامي منذ سنوات ومثله في ذلك هشام الشواني في بعض الروايات.
الصحفي ابراهيم بقال تم التحرش به في أكثر من فعالية وتعرض للاعتداء مرة وإعلاميون كثر غيره تعرضوا للتحرش والاعتداءات ولم يكن بينهم صحفي يساري واحد !
أمس ألغى حزب منبر السلام العادل مؤتمرا صحفيا كان من المفترض ان يتحدث فيه الأستاذ الطيب مصطفى بعد ان تجمع عدد من الشباب حول دار الحزب وقاموا بالتشويش على المؤتمر الصحفي.
جماعة الدكتور غازي صلاح الدين وجماعة الدكتور محمد علي الجزولي والدكتور عبدالحي يوسف ليست أحسن حالا ولكل جماعة منها أكثر من موقف يدلل على حالة الرفض التي تواجهها سياسيا واجتماعيا.
تنشر مظلة الكراهية هذي الأيام بشكل أوسع لتدخل عضوية كيان الأنصار وحزب الأمة تحتها والى جانب بقية التيارات الإسلامية أما السادة الاتحاديون ومنهم المجموعة الأكبر من المعتقلين السياسيين أيام الثورة على النظام السابق فوضعهم اليوم أقرب للأيتام على مائدة اللئام !
في بعض الأحيان تجاوز خطاب الكراهية الإسلاميين إلى الإسلام نفسه وذلك من خلال عبارات ومنشورات صادمة جدا.
ينشر خصوم الإسلاميون خطاب الكراهية تجاه كل ما هو إسلامي بأيديهم وأيدي بعض الشباب المنفعلين باللحظة الثورية ويترجم بعضهم شعور الكراهية لحالات اعتداء.
ان خطاب الكراهية الراهن يطرح السؤال الكبير والمخيف إلى أين يمكن يذهب بالإسلاميين والى أين يمكن يقود خصومهم بل وإلى أين يمكن أن يؤدي بالجميع ؟!