من الحكايات التي اقترح أن تُطبع وتؤطر على مداخل المستشفيات العامة والخاصة ومنازل الموضى وتشاع بالبرامج الطبية بالقنوات هذه الحكاية المضحكة والمرشدة:
فقد جاءت في أصول الكافي أنه مرض أحد مشايخ الصوفية فعاده مريدوه وأطالوا المكث عنده حتى أضجروه. فلما ارادوا المغادرة قالوا:
يا مولانا ادع لنا
فرفع يديه وقال:
اللهم علمنا آداب العيادة!
جنود الحملة
ولأننا سنستقبل بعثة الأمم المتحدة مكرهين وسوف تمتلئ مرافقنا بشذاذ الآفاق من كل موظفي الملل والنحل الأممين، فقد أعجبني ما ورد في محاضرات الراغب في تعريف الشعوب حتى نسهل على شعبنا التعامل معهم.
فقد سئل أحدهم عن أولاد أمهات من شعوب شتى:
ولد السوداء؟
شجاع سخي
ولد الصفراء؟
هم انجب اولاداً وألين أجسادا وأطيب أفواها
ابن الرومية؟ (الأوروبي)
صلفٌ ومعجبٌ وبخيل
ابن العربية؟
أنِفٌ حسود
من قوانين الاخلاق
من أدب الذوق والمعاملة الذي يجب أن نضمه إلى ثقافتنا قول علي كرم الله وجهه:
التعزية بعد ثلاث تجديد للمصيبة
والتهنئة بعد ثلاث استخفاف بالمودة
الخواف ربى عياله
من النصائح اللطيفة لسفيان الثوري أنه أمر بعدم الاقتداء قط بصاحب عيال فإنه قل أن يسلم من التخليط وعذره دائما في أكل الشبهات والحرام قوله: عيالي
وقد اختصرها الخيال الشعبي السوداني في مقولة: ( الخواف ربى عياله)
حميرٌ وشياطين
من النصائح المهداة للفرقاء والمتفاوضين قول الشافعي:
من استُغضب ولم يغضب فهو حمار
ومن استُرضي فلم يرض شيطان
فلا تكن حمارا ولا شيطانا
وللدناقلة مرافعة
لي أحد الأصدقاء من قبيلة الدناقلة وهي قبيلة اشتهرت بالاستكشاف والهجرة وأدب الاسفار ومعرفة الشعوب. وقد كان يردد علي هذا المأثور حتى حفظته مرافعة عن أهله بطرف خفي:
قيل في عوارف المعارف كتب على قبور العرب في الصين حديثا نبويا يقول:
(موت الغريب شهادة ومن مات غريباً مات شهيدا)
وكان بشر الحافي يقول يا معشر القراء سيحوا تطيبوا فإن الماء اذا كثر مكثه في موضع تغير، أي فسد
ويقال إن ابراهيم الخواص كان لا يقيم في بلد اكثر من أربعين يوم
الخطة الاسكانية الجديدة
تعجبت جداً حين علمت أن هنالك في مدينة كسلا أحياءً للبني عامر خالصة وأحياء للنوبة خالصة مما يصادم أدبيات المدينة والمدنية والتعارف وخطة الاسكان التي تعارف عليها المجتمع المعاصر.
وحين وقعت تلك المصادمة المؤسفة ابرقت أحد عقلاء الشرق بنصيحة الفاروق لولاته:
(مروا الأقارب أن يتزاوروا ولا يتجاوروا)
وفسره الغزالي بأن التجاور يورث التزاحم على الحقوق وربما يورث الوحشة وقطيعة الرحم
إني أحلم بحارة سودانية تتوسع بالنسق التالي: شمالي وجنوبي وشرقاوي وكردافي وفوراوي ووسطي وآخر من الأقلية البيضاء
سلوك أولاد البلد
ومن أدب المعاشرة المجتمعية أن تنظر لحال نفسك، فإن كنت حزيناً فلا تذهب لأهل الفرح وإن كنت فرحاً فلا تذهب لأهل الترح ومنها قول سيدنا علي:
(الانقباض بين المنبسطين ثقل والانبساط بين المنقبضين سخف)
مبدأ اقتصادي
من المذاهب الاقتصادية لأهل العرفان في سبل العيش حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم:
إذا صليتم الصبح فافزعوا إلى الدعاء وباكروا في طلب الحوائج.. اللهم بارك لأمتي في بكورها
بنطلونات شرعية
أدهشتني جداً الأحكام التي كانت تصدر ضد لابسات البنطلونات باعتبار أنها من موجبات التشبه بالرجال مع أن السراويل التي لا تصف ولا تشف هي الأستر ومن الذي يُستدل به على ذلك:
مرت إمرأة على حمار فهوى الحمار في وهدة فسقطت المرأة فاعرض عنها النبي بوجهه فقالوا: يا رسول الله انها متسروله.
فقال المعصوم: (اللهم اغفر للمتسرولات من أمتي. أيها الناس اتخذوا السراويلات فانها من أستر ثيابكم وخذوا بها نساءكم اذا خرجن)
سودان الحريات القادم
من المواصفات التي اصبحت عسيرة على طالبي الاقامة في بلادهم أو في بلاد الغير المواصفات التي وردت في نهج البلاغة عن المصر أي البلد الذي يستحق السكنة والاقامة:
(لا تسكن إلا في بلد فيه سوق قائمة، ونهر جاري وطبيب حاذق، وسلطان عادل)