تقرير اخباري : النورس نيوز
أطلق النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو؛ اليوم بشريات حول السلام وتأكيده بأنه قبل نهاية شهر يونيو الجاري؛ سيتم التوقيع على الوثيقة النهائية للسلام؛ ويبدو أن دقلو يعلن هذا الخبر الذي ظل ينتظره الشعب السوداني كاهم حدث بعد ثورة ديسمبر المجيدة؛ ينطلق من واقع وارضيه مهدها جيدا ويعلم مواقع لبنات بنائها؛ فبعد التوقيع على الوثيقة الدستورية بين المكون المدني والعسكري اعلنت الحكومة بعد تكوينها أن ملف السلام سيكون الأولوية في الـ(6) شهور الاولى من عمر الحكومة لان استمرار الحروب في المنطقتين(النيل الازرق وجنوب كردفان ) وإقليم دارفور فان ذلك يؤثر علي مسار الاقتصاد القومي ولن ينصلح حاله ، معتبرين أن سنوات الإنقاذ هدتها الحرب ولا يمكن أن يكون هناك بناءً وهدم في وقت واحد .
حينها تم تكوين اللجان وجعلت الحكومة والحركات المسلحة من جوبا مكاناً محايداً للتفاوض علماً بأن الجميع كان يعتقد بأن التفاوض سيكون في الخرطوم لان الحركان المسلحة كانت جزء من قوى إعلان الحرية والتغيير ، فكيف يشكلون جسم واحد ويتفاوضون مختلفين .
ويذكر أن الحكومة الانتقالية قد وافقت على القرار بكل تعقيداته وشكلت وفدها برئاسة الفريق أول محمد حمدان دقلو ( حميدتي ) نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي وقائد قوات الدعم السريع للبحث عن سلام كامل من أجل أن تنعم البلاد بالاستقرار ،بالإضافة إلى عضوية آخرين منهم الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي عضو مجلس السيادة ورئيس الملف السياسي الذي لعب دوراً مهما في تقريب المساحات والمسافات بين الحركات نفسها ، فامتص غضب المفاوضين مع إختلاف وجهات النظر وتعامل مع عملية السلام بمسؤلية كبيرة واضعا القوات المسلحة؛ إن تساهم في صناعة السلام وحمايته ولم تظهر بادرة خلاف مع الاطراف المتفاوضة لانه كان مقبولاً لدي كل الأطراف؛ ثم كان وزير الدفاع السابق الفريق أول ركن جمال الدين عمر الذي رحل وهو يؤدي واجباً وطنياً خالصاً تجاة السلام ، كخبير عسكري يعرف اسرار الحرب ومشاكلها ومناطقها .
والجدير بالذكر أن عدد من الخبراء العسكريين كل منهم وضع بصمته في خارطة السلام .
وبدأت المفاوضات بهدوء تام ورسمت الخطط من قبل المفاوضين المدنيين والعسكريين والسياسين ولكن ظهور مسارات مختلفة في عملية السلام غير إقليم دارفور والمنطقتين فظهر مسار الشرق ومسار الشمال ثم مسار الوسط وهذه المسارات قللت من الجهد المبذول لان ( الكيكة ) أصبحت مقسمة علي خمسة اجزاء يصعب ربطها من جديد وتقسيم المسارات جعل المفاوضين كل يضع شروطا صعبة وحكومة الجنوب وسط كل هذا وذاك بقيادة سلفاكير ميارديت رئيس جنوب السودان تحمل كل هذا العناء والتأخير غير المبرر بعد أن وضعت وثيقة الدستور في مسار السلام لإقليم دارفور والمنطقتين ووافق الجميع علي ذلك ولو كان الامر سار علي ذلك لانتهت المفاوضات قبل (6) أشهر من الآن واستقر السودان .
والناظر إلى الساحة السياسية يجد أن المفاوضات تسير بحكمة وفد السودان الذي لا يريد عداءً بل يريد إستقراراً للبلاد في مساراتها الاقتصادية والاجتماعية لحقن الدماء والاتجاه الكلي للانتاج ، وهذا لم يحدث حتي الان والوفد السوداني مازال يستخدم الحكمة بالفكر العسكري المتقدم ويمد الايادي بيضاء لكل الاطراف لكي تجلس علي مائدة وطنية وتشكل حكومة وطنية وينتهي بذلك مسلسل الحرب والنزاعات .
والان من خلال اللقاءات المباشرة وتفنية الفيديو وصلت المفاوضات إلى نتائج قيمة وضع فيها القائد عبدالعزيز ادم الحلو رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال شروطاً صعبة ولكنها يمكن أن تتحقق مطالباً بـ (40%) من الإنتاج في المنطقتين لصالح جماعته.
كما أن جماعات اخرى مثل مني اركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان وجبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة مازالو بعيدين ينتظرون دون أن يبدو راى في إكمال المفاوضات او الإنسحاب .
وهنا ظهرت الحكمة مرة اخرى لدي الوفد المفاوض الذي لايزال يستخدم الحكمة البالغة لأن الملف الأمني هو من أهم ملفات عملية السلام وقد وضعو كل ما يمكن أن يجعله ملفاً مكتملاً وجاهزاً لعملية السلام .
ولن يتم التعاون بين الاطراف المتفاوضة الا إذا وضعو في نصب اعينهم حاجة الشعب السوداني للإستقرار .
والوضع الاقتصادي مازال مترنحاً لانه متوقف علي عملية السلام والمعاناة تزداد يوماً بعد يوم .
وشهد ملف السلام تحركات كبيرة في الفترة الاخيرة ، واخر التطورات أن عبدالعزيز الحلو الذي توقف عن التفاوض لعدة اسباب الا إنه عاد مرة اخرى للمفاوضات ومسألة عودته مهمة قد تدفع المفاوضات للامام .
ويرى مراقبون أن بعثة الامم المتحدة من المتوقع أن يكون لها دور كبير في عملية السلام من خلال الضغط علي كل الاطراف وضمان تنفيذ إتفاقية السلام ، وعودة الحلو قد تكون جزء من الضغوط التي بدأت في وقت مبكر ومن المتوقع حسب ما أعلنت الوساطة ان 20يونيو من العام الجاري سيتم توقيع إتفاق السلام .
للأسف الشديد لم يجد ملف السلام إهتماماً من قبل الاعلام السوداني ولم يسلط الضوء عليه بصورة واضحة والاحزاب المكونة لقوى الحرية والتغيير اكتفت بمشاركة رمزية وهي مشاركة خجولة لان المكون العسكري هو من قام بالمفاوضات واستقل مالديهم من علاقات لقادة الحركات المسلحة وهذا الامر اثر تأثيرا كبيرا علي سير المفاوضات لان السلام يحتاج إلى اجماع وإتفاق لأن القضايا التي تناقش في اروقة المفاوضات جوهرية تمس جوهر السودان وهويته وكيفية حكمه ، فان ضعف التعاطي الاعلامي والاحزاب المكونة للحكومة تجاه قضية السلام امر ليس له ما يبرره فكان علي الإعلام التركيز علي قضية السلام لانها تساعد في عملية الاستقرار والتنمية في المستقبل خاصة وان الفترة الحاليه انتقالية والانتخابات إذا قامت فإن من يكسب فيها هم صناع السلام .