“بينما يمضي الوقت” _ إليك سيدي “محمد الفكي سليمان” _ أمل أبوالقاسم
منذ فترة ولجنة إزالة التمكين تخرج إلينا نهاية كل أسبوع لتعلن عن إسترداد عدد لا بأس به من أصول ثابتة ومنقولة عقب إخضاعها للفحص من قبل جهات معنية وهذا طبعا (على ذمتهم) ومن حق كل متضرر اللجؤ إلى القضاء لإثبات الملكية بالسبل المشروعة او فالتؤول لحكومة السودان بعد استكمال كافة مراحل التقاضي. ومما لا شك لدينا فيه الفساد الذي عاث فيه البعض الكثير من رموز وقيادات المؤتمر الوطني وهذا باعتراف منسوبيه انفسهم ومطالبتهم بردع من ولغ فيه، بل تلمست الحكومة نفسها وعلى أعلى مستوياتها هذا الفساد وشرعت فى مكافحة من أطلقت عليهم (القطط السمان) طبعا هذا قبيل ان نعلم ان نعلم ان المداوين هم اس الداء.
هذه الجزئية مما تضطلع بها اللجنة معلومة للجميع ونتمنى أن تفصل فيها بما يتسق والعدل. لكن ما يهمني التطرق إليه هو إعفاء المسؤولين والموظفين تحديدا من الوظائف العامة بالمؤسسات والمرافق العامة ونتمنى أن يكونوا قد توخوا فيه العدل وتحروا الحياد وتملكوا الحقائق التي توصمهم بالضعف والفساد وعدم الخبرة وليس بموجب الانتماء للوطني الذي تقابله (الشرعية الثورية) في الحكومة الإنتقالية مع الوضع في الاعتبار الآلية التي أتت بهم لهذه المقاعد ودعوني للفت الانتباه إن لجنة إزالة التمكين لم تكن موفقة في قولها (سننظر في كثير من ملفات العاملين ومن لم يشارك في عمل ضد حكومة الحرية والتغيير تحشيد ومظاهرات فسيعفي من الفصل) ولعمري انه حديث لا يخلو من وعيد وابتزاز.
فإن كانت المحسوبية والوساطة في شغل الوظائف كانت ديدن العهد البائد حتى وان كان عبر منافذ الخدمة العامة ولجنة الاختيار ما أدى لتفشى البطالة وتشريد الكفاءات فينبغي ان تستأصل تماما في هذا العهد الجديد حتى يتمتع جميع أبناء الوطن بحقهم في التعيين وفقأ لشهاداتهم وتخصصهم وكفاءتهم.
قلت هذا ما ينبغي أن يحدث لكن أدعوك سيدي عضو السيادي عضو لجنة إزالة التمكين والفساد الأستاذ “محمد الفكي سليمان” إنابة عن اللجنة ولأنك كثير الحديث عن التفكيك (صامولة صامولة) وعن الشفافية وانت تقدم نفسك نموذجا. أدعوك سيدي لتطهير مؤسسات الدولة واجهزتها الرسمية من التمكين الجديد ولتبدأ بالقصر أولا ثم طوف على بقية الوزارات فستجد وانت تعلم بذلك تماما من أتى بأبنه أو شقيقه/ته، وزوجه/ته، وخطيبه/ته، اما الأصدقاء وزملاء الدراسة فحدث ولا حرج فقد تداعوا من كل فج عميق. وتمكين قحت ومحاصصتها ازكمت رائحتهما الانوف باعتراف الشركاء والقادة في المنابر العامة وعبر البيانات ما دفع لاقبالهم على بعض يتلاومون.
سيدي وبقية أعضاء اللجنة ان لم تبدأوا بأنفسكم فلا تحدثونا عن التمكين، إذ كيف لكم ان تقولوا ان (معظم العاملين تم تعيينهم بتوصيات ودون تمتعهم بأي خبرات أو مؤهلات) وانتم في الدرب سائرون؟ وكيف لنا أن نصدق ان ال (651) الذين تم رفتهم أمس سيتم ملء شواغرهم والخدمة العامة بالطرق القانونية وفتح التعيين للمنافسة العامة ان كان هذا هو الحال؟ وكيف يستقيم الظل والعود اعوج؟ نسيت ان اذكر كذلك وحيث انك سيدي تحدثت بضرورة ان يعرف الشعب أين تنفق أمواله حتى لا يتكرر خطأ الإنقاذ فإننا بالمقابل ندعوكم وحال تملك الدولة رسميا وقانونيا للأصول والمقتنيات المصادرة ان تطلع علينا بذات الشفافية وتخبرنا عن أوجه صرفها وتوجيهها وكل ما يخصها.