هل هنالك ما يستدعي بقاء كل البعثة التي قوامها (49) مراقب عسكري، وعدد (4000) من العساكر، و(760) من الشرطة التابعة للأمم المتحدة، إلى جانب (1740) من الشرطة المشكلة، و(533) موظف دولي، فضلا عن (881) موظف وطني وعدد من الوظائف المؤقتة ومن المتطوعين؟ وماذا ان علمنا ان ميزانية العملية المختلطة للفترة من أول يوليو 2019م إلى 30 يونيو 2020م بحسب ما رشح في الميديا بلغت (517.505.600) دولار أمريكي)؟ اما كان الأجدي ان يمنح هذا المبلغ لحكومة السودان لتسير به ما تضطلع به البعثة مضافا للدعم تحت إشراف ممثلين فقط بدلا من هذا الكم الكبير من الأفراد انتفت مسببات وجودهم وانتهى امدهم؟ ام في استبقاءهم تحسب لأمر ما؟
أعلاه ما ختمت به مقال الأمس واتمنى ان نجد إجابات شافية عملية. وقد كان هذا بشأن (اليوناميد). ولنعرج مجددا لصلب القضية التي يجب أن تؤرق مضاجع الجميع والبلاد بلا أدنى شك مقبلة على استعمار حديث وانتداب تحت عدد من الدول الغربية التي جاءتها السوانح على طبق من ذهب ومن عجب استعمار بمباركة حكومتنا المبجلة بما في ذلك العسكر الذين نعلق أمن بلادنا وأمانها على رقابهم. وافق السيادي وعلى رأسه الفريق أول ركن “عبدالفتاح البرهان” على استقدام البعثة الأممية التي طلبها حمدوك مطلع العام الجاري مع بعض التعديل الذي استطاع صناع القرار من الغرب وعملائه الالتفاف عليه باستبقاء (اليوناميد) محشودة الجند والعسكر من جهة وتضمين بنود تمنح ذات الصلاحيات الأمنية.
اطلعت أمس على كافة بنود قرار الأمم المتحدة رقم (2525) الخاص بالسودان والذي اجازه مجلس الأمن الدولي 4 يونيو 2020م ما يعني ان لا تراجع عن الأمر ولا ادري بماذا تجدي التحفظات التي ابداها مجلس الأمن والدفاع أمس فيما يلي شأن البعثة (يونيتاماس) وقد قضى الأمر أو على وشك.
القرار الذي اطلعت عليه وقد دفع به البعض إلى وسائط الميديا مشفوعا بالتصفيق وكأني بهم لم يقرأوا التفاصيل التي تسلبنا تماما الإرادة الحرة وتضعنا تحت وصاية دولتين من دول الغرب لسان حالهم الآن ضحكات صفراء ونديم على رشفات كأس الانتصار. علاما يا ترى يصفق أبناءنا؟ الأن حكومتهم التي يؤيدونها بلا بصر ولا بصيرة قد نالت مرادها وليس بالطبع مراد الشعب مسلوب الإرادة المغلوب على أمره؟ أم ترى نكاية في بعض شركاء الحكم ممن تململ وعارض الخطاب بتهاون وليس حسم وحدة؟ إلى أين ينتوى ان يقودنا هؤلاء؟
ثم للذين يصفقون بلا وعي ولا إدراك فقط أدعوكم الوقوف على تجربة الدول التي طبق فيها ذات القرار وخضعت لوصاية ذات البعثة ودونكم العراق نموذجا حرب قبلية وتشرزم طائفي واحتراب أهلي وفوضى عارمة قادت لتمزيق البلاد وكل هذا تحت سمع وبصر البعثة الأممية ان لم يكن بسببها.
أبناء شعبي الأحرار والوطنيين اعلموا ان الذين شاركوكم الاعتصام بفرحة وليس هنالك ما يدعوهم لذلك والهم وطني خالص، وكذا الذين يحشرون انفهم في قضايانا الداخلية وهو ما لا يحدث في أضعف الدول من الجوار وغيره، اعلموا انهم إنما يعملون لأنفسهم ويرتبون لمستقبلهم في بلادنا.. أصح يا ترس وانتبه لما يحاك بك، فالزمن بنا يمضي
ولات ساعة ندم، وادعوا الله صادقة ان يسخر لنا من يقطع الطريق على هذه الحكومة جمعاء.