الطريق الثالث _ المجد للضفائر والوجه الحسن ! _ بكري المدنى

الغموض أحد مشوقات العمل السياسي السري وهو من عوامل نجاحه أيضا إضافة لعوامل أخرى من بينها (الشكل والمضمون ) وتجمع المهنيين توفرت له الكثير من عوامل النجاح فلقد بدأ جسما غامضا يعبر عن نفسه ببيانات مؤثرة ولما ظهر للواجهة بعد سقوط النظام السابق ظهر بوجوه مختلفة عما اعتاد الناس مطالعتها في العمل العام فكان هناك الشاب بهي الطلعة الدكتور ناجي الأصم ومولانا التاج الذي يسدل ضفائر شعره بشكل لافت إضافة الى مسحة غريبة وغربية في مواساة الضحايا والتعبير عن التضامن والأحزان غير مألوفة عند (بنى السودان)!

من العوامل التى زادت من تأثير تجمع المهنيين أثناء وبعد نجاح ثورة ديسمبر الظافرة ما أشيع عن علاقة بعض أعضائه بمدير جهاز الأمن والمخابرات الوطنى الأسبق الفريق أول مهندس صلاح قوش مضافا الى ما نسب لقوش من دور في تقويض نظام الإنقاذ عبر اللجنة الأمنية من الداخل وبعض اعضاء تجمع المهنيين وقوى إعلان الحرية والتغيير من الخارج

كثير من الأدوار تنتهي والأشواق تتبدد عندما تذوب العوامل الاولى للنجاح وتسقط علامات الزينة ويبقى الجميع أما الحقيقة المجردة وغير بعيد بعد نجاح الثورة إذا بتجمع المهنيين مجرد جسم عادي تشكل من عضوية بعض القوى السياسية التى تحاول انتزاع العمل النقابي من عضوية النظام السابق والذي هضمته بعد عملية ابتلاع كبيرة وشرهة

نجحت الإنقاذ في السيطرة على العمل النقابي وتوجيهه لأنها مثلت تنظيميا سياسيا واحدا وحتى من كانوا ضمن النقابات في عهد الإنقاذ من غير ذوى الانتماء السياسي لحزبها الحاكم كانوا من القلة غير المؤثرة وغير المختلفة اصلا مع النظام السابق على الخطوط العريضة للعمل العام

مشكلة تجمع المهنيين انه ضم عضوية أكثر من تنظيم سياسي لأحزابنا التى تتباين في مواقفها ورؤاها ولا يكاد يجمع بينها موقف استراتيجي جامع إذا افترضنا أن إسقاط الإنقاذ لا يدخل ضمن المواقف الإستراتيجية وإنما هو من المواقف التكتيكية للقوى السياسية المختلفة والأعمال الإستراتيجية مرحلة تالية

سقط النظام وسقط تجمع المهنيين في عوامل فشل العمل الجماعي والجبهوى في السودان وأعاد تجارب سقوط التحالفات ليعود التجمع إلى عوامله الأولية ممثلة فى الأحزاب التى شكلته وإن احتفظ أي منها باللافتة والاسم!

سقط تجمع المهنيين وضاع حتى الأسلوب الراق في كتابة البيانات ولم تبق إلا الطلة البهية والوجه الحسن للأصم وضفائر مولانا التاج الطويلة!

صحيفة السودانى

Exit mobile version