أمس الأول قضيت النهار بكامله فى التجوال مع جارنا فى البحث عن أدوية منقذة للحياة لزوجته ، بعد طواف على أكثر من عشرة صيدليات وجدنا دواء واحد فقط من جملة ثلاثة أدوية كنا نبحث عنها ! كتبت قبل شهر من الأن سلسلة مقالات وطالبت بإجازة تسعيرة مجلس الأدوية والسموم الجديدة للأدوية وانتقدت وزير الصحة على الغاء التسعيرة .أستغربت جدا أن الجهة التى خرجت للرد على مقالي ليست وزارة الصحة بل هى لجنة الصيادلة المهنيين التى قالت إن إجازة هذه التسعيرة يثقل كاهل المواطن !
اليوم بعد مضى أكثر من شهر انضمت لجنة الصيادلة المهنيين لقائمة المحتجين وهى تقدم الأن مذكرة مع المستوردين عن الوضع الكارثي للدواء فى السودان .
بعد مضى اكثر من شهر خلت ارفف الصيدليات من الأدوية حتى البندول معدوم وتضاعفت أسعار الأدوية المحلية، دواء مقدم من الشركة المصنعة السودانية بمبلغ مائة جنية استغلت بعض الصيدليات التى يتوفر لها مخزون منه ظروف الندرة وهى تبيعه بمبلغ ثلاثمائة وخمسون جنيه .السادة مستوردي الأدوية مع لجنة الصيادلة المهنيين ولجنة تسيير الصيادليات بولاية الخرطوم قدموا مذكرة لرئيس مجلس الوزراء مطالبين بمبالغ دولارية لدعم الدواء وهددوا باضراب جديد ! وجهة نظرى المسالة أصبحت لاتحتمل المذكرات والاضرابات . الحقيقة أن الدولة الان لاتملك دولار لكى تمنحة للمستوردين او الصناعة المحلية .
الحل هو إجازة التسعيرة المقدمة من المصانع المحلية وأقترح إجازة الأسعار التى تم الاتفاق حولها وتاجيل ما لم يتم الاتفاق حوله حتى على الاقل نسمح بتدوير ماكينات المصانع .
علمت أن هناك لجنة من مجلس الوزراء تعمل الأن على هذا الموضوع بالتعاون مع لجنة الطوارئ الصحية وهذا شئ مقبول يشكر عليه مجلس الوزراء ولجنة الطوارئ الصحية ولكن نهمس فى آذانهم أن الإجتماعات أخذت اكثر من زمنها فى وقت يحتاج فيه المرضى لجرعة دواء منقذة للحياة .
موضوع الأدوية التى تقبع فى مخازن المستوردين يجب أن توزع فورا فى السوق بالاتفاق مع لجنة تسيير المستوردين مع مرعاة فروقات الأسعار.
والدكتور ياسر ميرغني الأمين العام لجمعية المستهلك قام بجهد كبير فى التنوير بمخاطر التخزين العشوائى للأدوية التحية والاحترام له ولمباحث التموين والسلع الإستراتيجية التى كشفت عن تخزين عشوائى للأدوية وهذا امر يدق ناقوس الخطر ويدعو لمراجعة شركات التوزيع .اما إستيراد الأدوية المتبقية فاقترح فتح عطاء جديد بالتنسيق مع مستوردي الدواء يراعى فى العطاء الشفافية والسرعة المطلوبة فى استيراد الدواء ومعايير الجودة والسعر المناسب .الدواء يتعلق بصحة الناس ولايحتمل الجدل والانتظار والتسويف والخطب الحماسية .
ساعات معدودة يمكن أن تحل الملف وأى حلول غير عملية سوف تؤدى إلى الإنتظار شهور طويلة أخرى ويؤدى ذلك إلى وفاة مئات المرضى يبحثون عن جرعة دواء .