تقرير:النورس نيوز
حالة الإنقسام الحادة في المجتمع السوداني وقَواه السياسية الحاكمة والمعارضة الناجمة عن زعزعة الاستقرار في البلاد من اجل هدف واضح يتمثل في خلق صورة إيجابية للغرب وإظهاره بالمهتم بالسلام والاستقرار في السودان وإطلاق عديد من البيانات التي تتحدث عن العدالة والديمقراطية؛
وقد تبينت للسودانيين خطورة الاستهداف والذي تجلى في تعيين مجلس الأمن بعثة سياسية للسودان لمساعدة الحكومة الانتقالية والتمديد لليوناميد الأمر الذي حقق ما يريده الغرب من انقسامات وبالتالي انقسمت مواقف المجتمع وقواه السياسية موقفين الأول ينظر إلى تعيين البعثة السياسية الأممية بأنه ياتى فقط لتجميل صورة الدول الاستعمارية وجعلها مقبولة لدى الشارع السوداني وهي قد اعدت العدة منذ اكثر من ست سنوات للسيطرة على مستعمراتها القديمة واخضاعها تحت التاج الأوربي ويعد السودان مفتاح رئيسي في إنجاح هذا المنفستو الأوربي.
ولكن انتشار الوعي بين السودانيين هو المهدد الابرز لفشل مثل هذه المشاريع ولهذا عمد الغرب إلى إقرار تأجيج الكراهية بين السودانيين ومنع إشاعة التسامح بينهم حيث برز إلى السطح الجدل الكثيف في الأوساط السودانية حول الدين والمناهج التعليمية ونشر ماهو مخالف لاصول الدين والقيم ودمغ من يخالف ذلك بالتخلف والإرهاب في مقابل الليبرالية الحديثة كهدف واضح ظل معلنا لتغيذية مبادئ فرق تسود في ثوبها الجديد.
تفوق الأبيض
وقد اجمع مراقبون مطلعون على خبايا السياسة الدولية ان الدفاع المستميت للاوربين (بريطانيا وألمانيا) واستخدامهما لنفودها في فرض البعثة يصب في خانة تحسين صورة الاوربين والغرب عموماً لدى الشارع السوداني كون الإنسان الابيض هو القادر على حلحلة مشكلات السودانيين الذين يعبثون بمواردهم وبالتالي اقنعتا مجلس الأمن بإصدار قرار انشاء البعثة لأن هؤلاء الحمقى يحتاجون لمن يرسم لهم الطريق وينظم لهم أمر حياتهم وعلاقاتهم يتضح ذلك جليا في مهام البعثة وصلاحيتها في وضع الدستور وسن القوانين والانتخابات وتقديم النصح للأجهزة لشعب يضج بالكفاءات والخبرات على المستوى الوطني والدولي، فضلا عن تمتعه بقيم خاصة بفض النزاع تدرس في الجامعات الغربية.
وهم الاستقرار
بينما يرى خبراء اكاديميون ان الغرض من وجود البعثة هو جعل الغرب كأنه صانع سلام وهذا وهم لأن الغرب هو الذي يقف وراء الاستفزازات والصراعات في السودان ويكرس لحالة الإنقسام والتشظي لتمرير اجندته وَاهدافه؛ واوضح الخبير إن زعزعة استقرار الوضع في السودان لها هدف واضح هو خلق صورة إيجابية للغرب ، الذي يهتم بالسلام والاستقرار في السودان من خلال بياناته حول العدالة.
إلا أن المحلل السياسي الدكتور إبراهيم محمد ادم يرى ان الدول الغربية التي سعت لإصدار قرار البعثة استفادت من حالة عدم الثقة بين مكونات الحكومة الانتقالية وقد عملت على تخويف رئيس الوزراء بأنه سيفقد حكمه من قبل مهددات تجلس بالغرب منه فى كابينة القيادة وبالتالي سارع بإرسال الخطاب يطلب فيه إرسال بعثة سياسية لكل السودان.
عدد من الناشطين اشارو الي أن الأمم المتحدة ظلت تستخدم أدوات الصراع والعدوان وتاجيج الكراهية في وقت تتوفر فيه الخبرة الإقليمية (على سبيل المثال مكافحة الفصل العنصري) كونها طريقة سلمية لحل النزاعات وهي تجارب أثبتت نجاحها وفاعليتها في جنوب أفريقيا ورواندا.
واشاروا إلى أنه وبفضل تأجيج الكراهية بين السودانيين يبدوا الغرب وكأنه صانع سلام.
بينما يربط الدكتور والخبير القانوني الدرديري محمد أحمد بين هذا الحرص والتكالب الغربي على فرض سيطرته على السودان والتدخل في شأنه عبر قرارات اممية وما هو متوقع من خفض المسئولية الوطنية حيث يقول في هذا الصدد “عندما يحل اليوم التاسع والعشرين من يونيو الجاري ينبغي على السودانيين ان يتذكروا ان ذلك كان هو الموعد المضروب، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2363، لخروج آخر جندي اجنبي مفوض تحت الفصل السابع من دارفور. وعليهم أيضا ان يتذكروا انه بسبب طلب حمدوك للاكروا، ثم بسبب رسالته التي سحبت، ضاعت تلك الفرصة على السودان ولن تواتي فرصة اخرى مثلها قريبا.
كما وعليهم ان يستعدوا في ٣١ ديسمبر المقبل إما للتمديد ليوناميد لما بعد نهاية العام الجاري، أو لتخويل صلاحياتها تحت الفصل السابع للبعثة الجديدة. وبشكل خاص يتعين على السودانيين، بدءًا من اول العام ٢٠٢١ والى امد لايعلمه الا الله، ان يتهيأوا لقبول فكرة انهم لم يعودوا مستقلين بممارسة شئونهم عامة وصلاحيات الفترة الانتقالية خاصة.