إلى الطيب مصطفى في زنزانة المجد – حسين خوجلي
تحية الوعد الوثيق الذي إنبثق منذ أن التقت الأرواح وهي تركل الدنيا والدنايا هاتفة ( صلُح الفؤاد فعافى كل وشيجةٍ إلا الأخوة في رحاب الباري)
لقد ادخرناك أخي الطيب لمهمة الدفاع عنا واليوم يغمرنا الحياء حين نجد أنفسنا في مهمة المنافحة عنك، فهل يا تُرى تُجدي مفردات السفح في الدفاع عن القمة السامقة؟
بالله عليكم ما الذي تستطيع اللغة بكل قواعدها وبلاغتها وفصاحتها الترافع في حق رجلٍ إبنه شهيد، ورأيه سديد، وتاريخه مجيد؟
ماذا تفعل غير موهبة الانحناء والتواضع أمام هذا الرجل الباذخ وهذه الأسرة الكبرياء؟
بل ماذا تصنع أفعل وأقوال الصحفيين والاعلاميين وأصحاب الحرف والبيان في حق رجلٍ تصبغ دمعته ضفاف الآيات صبراً : ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)
بل ويفتر ثغره وجداً في ذكرى نشيد المحنة والاستشراف اليقيني لسلطان الشهداء سيد قطب:
و استنكر الكذب الصّراح ورده الحرّ الأبي
لكنما الأحرار في هذا الزمان هُمُ القليل
فليدخلوا السجن الرهيب و يصبروا الصبر الجميل
و لْيَشهدوا أقسى رواية ..
فلكل طاغية نهاية..
و لكل مخلوق أجل …
هُبلٌ .. هُبل
أخي طيب إن شعبك ينتظرُ على أحر من الجمر المقالة الصهيل، ويبشرك بأن شمس الغيبوبة قد آذنت بالرحيل.