افادات حمدوك …ردود هادئة واجابات عالقة
تقرير إخباري : النورس نيوز
ازدحمت الاسافير و اشتعلت السوشيال ميدا بطرح وجهات نظرها ( مع او ضد فى سودان ما بعد ثورة التاسع عشر من سبتمر ) حول اللقاء الذى اجراه التلفزيون القومى مع رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك عشية امس .اللقاء جاء بعد يوم من الذكرى الاليمة لمجزرة القيادة بكل تفاصيل جراحاتها الاليمة على كل الشعب السودانى و اسر الضحايا المكلومين و المفقودين على وجه خاص لفقد أبنائهم.افادات رئيس الوزراء حول مجمل قضايا الراهن بكل تعقيداتها كانت شفافه وواضحة و اتسمت بنقد الذات خلافا لما كان يحدث فى السابق فى كل الملفات سياسية و اقتصادية و عدلية فضلا عن رسم الأطر الاساسية لبناء سودان مختلف يحقق احلام من مضوا الى رحاب ربهم و هم يتوقون لدولة العدالة و الاخرين الذين اكتوا بنيران الاسعار و جحيم الغلاء الفاحش فى ظل سطوة ضعاف النفوس الذين يستغلون المحن و الجوائح لتحقيق الثراء.افادات حمدوك التى صدرت عنه فى هدوء لم يمارس فيه الغش باعلانه لوعود كاذبه و لكنها بثت الامل فى ان القادم افضل تضع ملامحه حكومة انتقالية مثلت نموذج سودانى مختلف لشراكة المدنيين و العسكر فضلا عن اعلانه بشكل حاسم ان البعثة الاممية التى دار لغط كثيف حولها سارت به الاسافير هى بعثة اممية صرفة تحت البند السادس ليس من ضمن اعضائها عسكرى واحد.
توقيت مختلف
بالطبع تبايت وجهات النظر من قبل المراقبين حول تقييمهم للقاء ، ففى وقت وصف بالممتاز و ان إجابات حمدوك شافية ووافية ومقنعة وواثقة وتعكس المامه الدقيق لدرجة التفاصيل بكل القضايا والتحديات التي تواجه حكومته ،راى اخرون ان الاجابات لم تلامس القضية الاساسية لحل مشاكل معاش الناس بشكل حاسم و قريب؛ و يرى محللون ان رئيس الوزراء انه واثق و متفائل بالنجاح رغم كل التحديات؛ وان ظرته إلى التعاون مع الاشقاء والاصدقاء تتجاوز المساعدات والهبات الظرفية إلى سقف اعلى هو سقف التعاون البناء الذي يخدم ويفيد كل الاطراف.و يرى السفير الصادق المقلى فى حديثه (للنورس نيوز) ان حديث حمدوك اتسم بالصراحة و لم يرد أن يدفن رأسه في الرمال و ان اجوبته برهنت على أنه ممسك بكافة تفاصيل أداء حكومته و ما يحمد له أنه اعترف بأخطاء و قصور الحكومة؛ بيد أن في مجمل طرحه تباشير تبعث بالامل و التفاؤل بعد أن أخذ اليأس يشق طريقه في نفوس المواطنين.
التحديات ماثلة
مراقبون يرون جملة من التحديات الكثيرة التي ما زالت ماثلة؛ وعلى رأسها معاش الناس و تحقيق السلام و عودة السودان و استعادة مكانته في محيطه الإقليمى وفك طوق العزلة الدولية والحصار الاقتصادي الذى انهك موارد البلاد حيث جعلها خارج المنظومة الدبلوماسية و يعتقدون انه ليس من الإنصاف كما أشار إليه حمدوك ان نحكم على تجربة عمرها تسعة اشهر فقط أعقبت نظاما اقتصاديا منهارا و خزينة خاوية كما قال الفريق أول حميدتي؛ و يضيف المراقبين أن رئيس الوزراء رغم أنه أشاد بالمساعدات من دول الخليج لكنه لم يعطى إجابة شافية عن مصير بقية المبالغ التي سبق و ان وعدت به الإمارات و السعودية؛ والمتمثلة في 2 و نصف مليار دولار؛ و قد أفلح في أن سحب البساط من تحت كل أقدام المزايدين و الذين ظلوا يشككون في مرامى البعثة الأممية تحت الفصل السادس.. و يطلقون الحديث على عواهنه.. حيث تحدثوا عن وصاية دولية و انتقاص لسيادة الدولة بل استعمار.و اكدوا ان من يحاولون التشويش هم انفسهم من وضعوا السودان تحت الوصاية الدولية تحت الفصل السابع في دارفور لأكثر من عشر سنوات و من قبلها اليوناميس قبل انفصال الجنوب؛و اكثر من 60 قرارا تحت الفصل السابع و وضع السودان قيد النظر في مجلس حقوق الإنسان
تساؤلات عالقة
راى اخر لمراقب فضل حجب اسمه يشير الى ان اللقاء رغم انه طوف على معظم الملفات في سياق الأحداث التي تتفاعل في السودان والأسئلة التي تثيرها تلك الأحداث في أذهان الرأي العام .فان الاجابات كانت عالقة و خص فى مقدمتها قضية مرض الكورونا وأثره الصحي على الناس وخطط الدولة لمحاصرة المرض وتقديم الخدمات العلاجية للمصابين به وبقية الأمراض و هي قضية الساعة التي كان من المتوقع أن تدور حولها أسئلة مباشرة ويطمئن الناس من خلال الإجابات عليها بأن حكومتهم بسطت سيطرتها على الوضع الصحي بعد ثلاثة أشهر من تفشي الوباء وأنها الآن تعالج في الآثار الجانبية للإغلاق الذي فرضته على الناس، و يرى أن الحصيلة التي خرج بها المشاهدون في هذا الملف كانت متواضعة.وكذا الحال بالنسبة للوضع الاقتصادي الراهن ومعاش الناس أو الرؤية المستقبلية للخروج من الضائقة المعيشية والتحول إلى حال الرخاء الاقتصادي.
وفي اجاباته على الأسئلة المتعلقة بقضية السلام وسرعة تحقيقه أو العدالة واستكمال مؤسساتها أو مدى تماسك قوى الحرية والتغيير كان رئيس الوزراء أكثر ميلاً للتبرير والدفاع عن واقع يشهده الناس ويصعب تبريره أو الدفاع عنه.