بينما يمضي الوقت _ البعثة الأممية.. (اليوناميد)… وما بينهما(1) _ أمل أبوالقاسم
منذ نحو شهرين أو أكثر والصحف الورقية متوقفة عن الصدور فقط تعمل الإلكترونية بنصف طاقة الأولى، بل الأحرى ان الحياة العملية برمتها شبه متوقفة، وخلال هذه الفترة جرت مياه كثيرة تحت الجسر وفقأ للأحداث المتلاحقة التي يمور بها جوف الساحة السياسية التي تلقى بظلالها على الاقتصادية والصحية والاجتماعية، وبات البلد كل يوم في شأن جديد وفقاً لتداعي الأحداث سيما السياسية سوا ان كان على المستوى الداخلي او الاقليمي.
مما جرى في تلكم الفترة وناقشته الصحف الإلكترونية من خلال الأخبار والكتابات والتقارير يستوقفني موضوع أو قضية (ان جاز التعبير) البعثة الأممية التي سبق وأن تقدم بطلبها رئيس مجلس الوزراء الدكتور “عبدالله حمدوك” . هذا الأمر الذي وجد استهجانا واستنكارا واضحا لدى عدد مقدر من الشعب السوداني الذي رفض الوصاية او وضع السودان تحت الانتداب مجددا بعد عقود من الوطنية الخالصة صرف النظر عما يعتريها من هنات طالما انها حرة الإرادة. المهم في الأمر أن هذا الرفض الذي تم التعبير عنه بطرق عدة تراجع قليلا بعد أن خفف من غلوائه النقاط التي حددها حزب الأمة القومي رافضا لأخرى، ثم اخيرا الخطاب الذي دفع به المجلس السيادي محددا أيضا لبنود بعينها تجعل من البعثة سياسية فقط بمهام ليس بينها عسكرية واخريات، هذا إلى جانب إدراجه رفض وجود اليوناميد وضرورة مغادرتها عزز ذلك نقل رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن “عبد الفتاح البرهان” تأكيداته عبر إتصال هاتفي إلى رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي في دارفور (يوناميد) “جيرما يا ماما” بشأن موقف السودان الرافض لنشر قوات عسكرية ضمن البعثة السياسية الاممية التي ستحل محل (يوناميد). هذا بحسبان مناقشة الأمر خلال الجلسة التي عقدت فعليا أمس الأول بمجلس السلم والأمن الأفريقي فيما يلي القرار حول مستقبل (اليوناميد). بيد ان ما حدث هو إلغاء خطاب” حمدوك” واعتماد خطاب “البرهان” مع تجاوز طلب مغادرة البعثة كون الخطاب وصل المقررون متأخرا بعد إتخاذ القرار، وهنا تحدونا تساؤلات نعرض إليها لاحقا ولكن قبل ذلك دعوني أعرض قليلا على بعثة (اليوناميد) سيما في آخر أيامها قبيل التجديد لها لشيء في نفس بن يعقوب وما صاحب ذلك.
*نواصل*