لم يصل قادة الحزب المخلوع الى الدرك الأسفل من الهاوية، ولم يعش واحد منهم فقراً مدقعا او يعاني من عجز علاج ابنائه في المستشفيات ، الذين بالتأكيد لم يقفوا يوماً في صفوف الخبز ، ولم يزعجه هم الإيجار بل مازالت أسرهم تعيش رفاهية الحكم من الأموال التي كنزوها او تلك التي تأتيهم من الشركات والمؤسسات التي وضعوا اياديهم عليها وهي ملك حر للشعب وعاش إبراهيم غندور في (بحبوحته) ايام بقاء النظام تجبراً وبعد زواله كأن شيئاً لم يحدث و عاش في نعيم لا ينضب فالرجل كان يرفع شعار حماية العمال والدفاع عن حقوقهم وعاش العمال في عهده أسوا سنوات الفقر والضنك، بالمقابل كانت رفاهية غندور تتسع
وخرج رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول بروفيسور إبراهيم غندور بعد غياب وقال إنه من الغرابة في زمن التصريحات غير المسؤولة، و في الوقت الذي لم تعلن فيه القوى الحاكمة بعد تخليها عن شعار الثورة المرفوع المتمثل في الحرية والسلام والعدالة أن يهدد قادة الغفلة فصيلاً من شعبهم بالويل و الثبور والمسح من على وجه الأرض، وفي زمن الفشل الحكومي في كل شيء. وقال غندور على صفحته الرسمية (خرج علينا أحدهم ليهددنا بقانون (قراقوش العصر الحادي و العشرين) لتكميم الأفواه و منعنا حقنا الطبيعي حتى في التعبير عن رأينا في الأوضاع الراهنة على وسائل التواصل الاجتماعي. نقول له ان ممارسة حقنا السياسي ليست منحة من أحد، وهي حق أساسي من حقوق الإنسان كفلته كل عهود حقوق الإنسان الدولية والشرائع والأعراف. وتابع: لن يخيفنا قانون وضعته مجموعة سياسية محدودة العدد والأفق عن ممارسة ذلك الحق. فحقوقنا ليست منحة من أحد وفي سبيل ممارسة تلك الحقوق، نحن على استعداد تام لدفع المقابل سجناً كان أو غيره. فالظلم لن يدوم و الظالم لن يظل هانئ البال إلى الأبد) .
أنظروا من يشتكي الظلم ابراهيم غندور الطبيب الثري صاحب الأملاك فحديثه هنا قد لا يستدعي عندك الرغبة بالضحك فقط انما يجعلك اول ما تفكر به وتتوق اليه هو معرفة كم هي درجة حرارة جسم الرجل، فالحمى ربما تكون سببا مباشراً في هذيان الشخص وعدم شعوره بنفسه.
غندور الذي نَقَل فؤاده حيث شاء من هوى السلطة وملذاتها يجيئُ اليوم يستند على عصا أطلالة الباكيات ليبكي فردوسه المفقود وكؤوس راحه، التي أفرغها بفعل سياساته وسياسات حزبه الكذوب واقفاً على سراب بقيعة يحسبه من شدة ظمأه ماء ولكنها الأحلام التي تأبى وتتأبي أن تبارح شواطئ نهر تطلعاتهم الحرام
ويقول ان قوانين الثورة وحكومتها وضعتها مجموعه محدودة العدد وينسى أن هذا العدد المحدود يمثل ملايين من البشر خرجت في يوما لمناهضة ظلم لم يشبه ظلم غندور ، في ثورة زلزلت عرش فرعونه في باحة القيادة العامة
والحكومه الجديدة لم تظلم غندور في شيء إلا أنها حولته من قيادي بارز (معجب بنفسه ) الى ناشط خلف الكيبورد لا يجيد سوى فنون التباكي ويشتكي الظلم فماذا كان يقول غندور لو أخضعته الحكومه الى تحقيق في كل ما يملكه، وجعلت لجنة التفكيك تزوره في بيته مرة واحده ، ماذا لو كان غندور يرافق قيادات حكومته في سجن كوبر باعتباره واحد من منظومة حكم فاسد وظالم كل الوزراء فيه يجب محاسبتهم ومساءلتهم وتقديمهم لمحاكمات لو حدث هذا كيف كان يصف لنا غندور شكل الظلم الذي يقع عليه.
وبعيدا عن معاناة غندور من الظلم الذي يقع عليه ما علاقة ظهوره بتصريحات الفريق محمد حمدان دقلو على قناة كيزانية ٢٤ وعلاقته ايضاً باعتذار دقلو لدولة قطر ، وسؤال أخر أكثر براءة ماعلاقة ظهور غندور بتصريحات و(نفشة ) الكباشي، الأيام ستجعل العبارات أكثر وضوحاً .
طيف أخير :
خليك بالبيت
صحيفة الجريدة