نبض للوطن-أحمد يوسف التاي – انتهازية زهير السراج
في العام 2014 أغلق جهاز الامن صحيفتنا الصيحة، وفتح في مواجهة كل صحافييها بلاغات في نيابة امن الدولة بأثر رجعي (ثلاثة اشهر للوراء)،وهذه سابقة لم تحدث من قبل، وواجهنا جميعاً اتهامات عقوبتها الإعدام…
بعد استئناف الصددور في العام 2015 دعا السكرتير الصحفي لرئيس النظام المخلوع كلّ رؤساء تحرير الصحف لمؤتمر صحافي للبشير عدا شخصي ، وقد كنتُ رئيس تحرير ثاني أكبر صحيفة في البلاد ، وكتبتُ مقالاً بعنوان (عزل الصيحة) هاجمتُ فيه رئاسة الجمهورية وإعلامها بهذا الخصوص… في تلك الأثناء كانت حربنا مشتعلة على فساد نظام المؤتمر الوطني، فلم نكن ندعه يلتقط انفاسه حتى سمى البعض صحيفتنا (جهنم)، فقد كانت صيحة على الفاسدين ولم يسلم منها حتى أشقاء البشير فقد تناولنا ملف فساد عبدالله البشير في مشروع توطين العلاج بالداخل وأراضي (الأسرة المالكة)، حتى أن والي الخرطوم آنذاك عبد الرحمن الخضر ذات مرة اعترف للزميلين الظافر ويوسف الجلال بأن الصيحفة ولدت مُهابة واي مسؤول من الصباح بفتحها وهو خائف من أن تتناوله….
كنتُ وبلا فخر أقودُ حملة مكافحة الفساد مع زملائي بالصحيفة منهم مدير التحرير يوسف الجلال، محجوب عثمان، صديق رمضان،ماهر أبو الجوخ عبد الحميد عوض، نبوية سر الختم، والهضيبي يسن وآخرين، وقد اخذنا نصيبنا جميعنا من الاعتقالات والإيقاف من الكتابة مرات عديدة والمضايقات المتلاحقة..
المهم تم استثنائي في العام 2015 من تلك الدعوة لمؤتمر البشير ، علمت من داخل القصر ُ أن البشير أوعز لدائرته الإعلامية بعزل (الصيحة) من مؤتمره الصحافي وأدركتُ أن عزلنا عن الدعوة نتيجة لخطنا المصادم ونهجنا في تناول قضايا الفساد، وهو الخط الذي ازعج النظام وحمله على إغلاق الصحيفة واقتحام قوة من المباحث التابعة لنيابة امن الدولة لمكاتبنا وأخذ ما يقارب الطن من المستندات التي توثق لفساد النظام، بينما واجهتُ شخصياً أكثر من 150 بلاغ في نيابة أمن الدولة ونيابة الصحافة في الخرطوم وفي مدني…
أن يعزلنا النظام الدكتاتوري الفاسد من مؤتمراته الصحافية فذلك أمرٌ يبدو مفهوماً في إطار مواجهتنا الشرسة معه والتي بدأتها من أول يوم وطأت قدماي بلاط صاحبة الجلالة في العام 95 وامتدت حتى سقوط النظام في 11 إبريل 2019، لم نهادن ولم نداهن، ولم تلن لنا قناة، لكن أن تعزلنا أيضاً حكومة الثورة التي نعتبر نفسنا شركاء أصيلين فيها، وتدعو عشرة رؤساء تحرير فقط منهم ستة (كيزان) وثلاثة ظلوا مقربين من نظام “الكيزان” حتى لحظة سقوطه، فهذا ما يجعلننا نتساءل عن معايير الدعوة للمؤتمر الصحفي الذي عقده حمدوك مع عدد محدود جدا من رؤساء التحرير بمنزله…
اولاً أنا لستُ ضد دعوة رؤساء التحرير (الكيزان) للمؤتمرات الصحافية فهذا حق مشروع لأي صحافي دون استثناء او عزل، لكني بالتأكيد ضد انتقائهم لهذه المؤتمرات دون غيرهم استنادا على علاقات شخصية وشلليات، واتساءل لماذا تجاهل زهير السراج (صاحب هذه الطبخة النية)، لماذا تجاهل دعوتي كرئيس تحرير لأكبر صحيفة في السودان، والاوسع انتشاراً ؟ وإذا برر “السليك” عدم دعوة قادة شبكة الصحافيين السودانيين لأن ليس من بينهم رؤساء تحرير او كتاب فبم يبرر تجاهل رئيس تحرير الصحيفة الأولى في السودان والأكثر طباعة وتوزيعا وتأثيراًً ويدعو صحف لاتتجاوز طباعتها ثلاثة الف نسخة بينما نطبع أكثر من (كل الصحف مجتمعة) لاحظوا انا قلتُ (كل) الصحف مجتمع…
وماعلاقة الانتهازي زهير السراج بالعمل الصحافي أصلاً، ومن أعطاه الحق حتى يقترح لحمدوك عقد المؤتمرات ودعوة الصحافيين لها ويتبجح بذلك في مقاله؟ وهل يعتقد السراج أن المهاترات والاسلوب الركيك والسباب الذي ينشره في عموده يجعل منه صحافياً على نحو يؤهله لتحديد من هم رؤساء التحرير الذين يحق لهم حضور مؤتمرات رئيس الوزراء؟ فبأي حق يفعل السراج ذلك…فهل علاقته بحمدوك التي تباهى بها ذات مرة تعطيه الحق لفعل ذلك؟!..زهير السراج انت لست صحافياً ولاتعلم ابجديات العمل الصحفي واتحداك ان تكتب خبراً صحيحاً او تقريراً، وإيقافك في السابق عن الكتابة ليس لأنك خطير ومقاوم شرس بل للشتارة و(النبز)..
أعود وأقول ان زهير السراج ليس مؤهلاً للعب اي دور في إدارة دفة الاعلام الرسمي وانصح رئيس الوزراء ان يبعد عنه شلليات الانتهازيين فهؤلاء سيكونون وبالاً عليه ولعل أول (خرمجة) من هذا السراج قد جرّت على رئيس الوزراء كثيراً من المصاعب والبلبلة والمواجهة مع شبكة الصحافيين السودانيين التي ظلت ولاتزال تدافع عن حقوق الصحفيين والحريات وتواجه الأساليب الملتوية التي يدار بها ملف الاعلام ، وعليه أرى أن البيان الذي اصدرته (الشبكة) والذي انتقدت فيه هذه الانتقائية والنهج (الكيزاني) القديم في إدارة ملف الاعلام لهو بيان يعبر عنّا بصدق ونقف معه بحق ….اللهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين