《1》
“كما أقر الإجتماع تكوين وحدات ثورية من شباب المقاومة تكون جاهزه علي مدار الساعة للتعاطي وبحسم مع تجمعات ومظاهرات الكيزان في أي موقع كان والتي تتجاهل قوات الشرطة التعامل معها”.. الفقرة عاليه من خبر تداولته مواقع التواصل الاجتماعي أمس عقب اجتماع ضم عدداً من لجان المقاومة.
《2》
شرطة ولاية النيل الابيض تلقي القبض علي عدد من لجان المقاومة بكوستي وتودعهم الحراسات وذلك لإعتداءهم علي منزل أحد مواطني المدينة واتلاف وتكسير عدد 7 عربات…(خبر في الوسائط)..على خلفية تصدي لجان المقاومة بكوستي لما يُعتقد أنها تحركات مضادة من فلول النظام…
《3》
الخبران أعلاه كافيان لرسم صورة قاتمة لمستقبل قاتم إذا ما استمرت الأحوال على ماهي عليه، وتوارت الأجهزة الأمنية وتخلت عن مسؤولياتها الدستورية الوطنية، وسيكون القادم أسوأ إذا استمرت حكومة الثورة في دس رأسها في الرمال إزاء مايحدث من فوضى جراء تراخي المؤسسات الأمنية في أداء واجبها، وتمدد اجسام غير قانونية لملء الفراغ الأمني ، فاستسهال هذه القضايا الحساسة سيغرق البلاد في دوامة الفوضى على نحو لا أول ولا آخر له…
الدولة المحترمة لا تُدار بهذه “السبهللية” ولاتسند مسؤولية حفظ الأمن فيها إلى الكتائب الثورية، وكتائب الظل والمليشيات الحزبية والاجسام غير القانونية، فهذه مسؤولية وطنية دستورية تقع على عاتق الشرطة وبقية الأجهزة في المنظومة الأمنية الشاملة..
قزمت “الإنقاذ” الدولة السودانية وانتزعت رداءها القومي ، وأضاعت هيبة مؤسساتها العسكرية والشرطية والأمنية، عندما وضعت كل صلاحيات هذه المؤسسات القومية في أيدي المليشيات الحزبية وكتائب الظل والأمن الشعبي…
قزمت “الانقاذ” الدولة السودانية، وانتزعت رداءها القومي ، وحولت أجهزتها التنفيذية والسياسية والقضائية إلى أجهزة حزبية عندما “مكّنت” عناصرها من جهاز الخدمة المدنية القومي، ومن كل الأجهزة القومية التي سبقت الإشارة إليها، فتحولت من دولة الوطن الى دولة الحزب، واصبحت الدولها كلها ضيعة يتحكم فيها غلمان المؤتمر الوطني وبلا مؤهلات، حدث كل ذلك عندما أدار الحزب الدولة بواسطة “الكتائب” الامنية الحزبية، والعناصر الفاشلة المغرورة…
تفجرت ثورة ديسمبر التراكمية الشعبيةلتغيير هذه الأوضاع المقذذة، ولإزالت كل هذه التشوهات ومظاهر الفوضى و”البلطجة”، ومن أجل بناء دولة القانون والمؤسسات وكرامة الانسان وتحقيق العدالة الاجتماعية وإدارة التنوع على أسس سليمة…
فإذا سارت ثورة التغيير على ذات النهج الممقوت بتشكيل كتائب ثورية لحفظ الامن والتصدي للكيزان ومن في حكمهم من المعارضين الآخرين بذات النهج نكون قد خسرنا أعظم ثورة في تأريخ السودان، ولن يفيدنا بعدها عض أصابع الندم…
شخصياً لا ألوم شباب المقاومة، فهؤلاء شباب صادقين كفروا بالسياسة وخبروا ألاعيبها، يطاردهم الخوف من سرقة ثورتهم والعودة إلى مربع نظام البشير، ويرون بأم أعينهم التراخي والاسترخاء الأمني ، وتساهل الحكومة وتهاونها في حسم الفوضى التي تمددت في كل المجالات، مقروناً ذلك بالحماس الثوري واحساسهم بعظم التضحيات والثمن الذي دفعوه، كل ذلك يجعل الثورة متقدة في نفوسهم ولم تخمد جذوتها وأي تصرف منهم في هذه الحالة هو تصرف “ثوري” كالذي يحدث لحظة الثورة التي يقود تصرفاتها العقل الجمعي الثائر، ولهذا أضع كل اللوم على عاتق الحكومة التي لازالت تتعايش وتتساهل مع هذه الفوضى ، وتتهاون في الحسم القانوني مع مثيري الفتن من فلول النظام المخلوع وغيرهم وتترك الباب موارباً للجان المقاومة ليملأوا هذا الفراغ الأمني ، فلتسد الحكومة كل الثغرات ولتقم وزارة الداخلية بواجبها في حفظ الأمن وتتحمل مسؤوليتها الدستورية، فلماذا تترك عملها الى لجان المقاومة؟ وهل وزير الداخلية خارج منظومة الحكومة؟ أم تراه في جزيرة معزولة أو دولة داخل دولة، ستتحمل حكومة الثورة كل مايحدث من ننائج…اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة