وجه وزير الصحة د. أكرم علي التوم المؤسسات الصحية الخاصة بفتح أبوابها لتقديم الخدمة للمرضي مع الالتزام بتوفير أدوات التعقييم لمنع انتقال أي عدوى بمرض “كورونا” وشدد على ضرورة تحويل المرضى المشتبه فيهم إلى مراكز العزل، ودعا الكوادر العاملة في المرافق الحكومية لعدم عزل نفسها والالتزام بتقديم الخدمة مع المحافظة على لبس الأدوات الواقية والتعقيم المستمر، وتحويل المرضى ذوي الأمراض المزمنة والحالات الطارئة إلى المراكز الصحية على أن يتم تشغيل المراكز بطاقة أعلى، وأكد أن وزارته ستعمل علي توسيع الخدمة الصحية وإعادة فتح المراكز الصحية تدريجياً، بجانب تدريب الكوادر التي تعمل في مراكز التبليغ عن حالات “كورونا” ورفدهم بارشادات معينة.
حديث وزير الصحة دحض الشائعات التي ظلت تردد باستمرار توجيهه بعدم إستقبال المرضى، سواء أكان مرضى الحالات الحرجة أو الباردة بخلاف مرضى كورونا، وأنه يوعز الأطباء والكوادر الصحية بعدم التجاوب مع نداءات المواطنين المتواصلة لضرورة فتح المستشفيات، بحجة عدم وجود الألبسة والأجهزة الواقية ضد (كوفيد19) المستجد.
سبق وأن تناولنا في هذه المساحة مناشدة لمرضى الفشل الكلوي، والذين تضرروا لوقت من الأوقات مع بداية إنتشار الجائحة بالسودان إلى توقف مراكز غسيل الكلى عن العمل، وتقليل ساعات العمل في بعض المراكز الأخرى، وناشدنا وزارة الصحة بمراجعة هذا القرار غير الموفق، والحمدلله عادت الأمور لطبيعتها في المراكز المعينة وحتى داخل مستشفى الذرة بالخرطوم، عادت الجرعات مجدداً لتدخل جسد مرضى السرطانات بعد فترة توقف أيضا لذات الاسباب المذكورة.
بالفعل كثر الحديث حول عشوائية وتخبط في العديد من المستشفيات الحكومية والخاصة خلال القترة الماضية، وراح ضحية تلك المعاملة التي وصفها الكثيرون باللا إنسانية، العشرات ممن لم يجدوا مستشفى واحدا يستقبلهم ويخفف عنهم آلامهم، ومنهم من كانت حالته (متأخرة) فشل ذووه في إيجاد جهاز تنفس أو غرفة عناية مكثفة، وهناك من لم يجد طبيبا ليفحصه من الأساس.
كل هذه الاشكالات كانت متوقعة مع بداية ظهور المرض بالبلاد، مع عدم توفر المعينات الطبية لمواجهة الوباء سواء اكان أجهزة أو البسة واقية أو حتى مراكز عزل، وبالتالي كان من الطبيعي اللا يكون هناك استعداد كافي من قبل كوادر القطاع الصحي بمختلف فئاته، ساعد في إحجام الكوادر الصحية التكتم المستمر من قبل أسر وذوي المرضى بعدم الكشف عن حقيقة الإصابة أو تاريخها أو أسبابها، الأمر الذي أدى لدخول المئات من هذه الكوادر في العزل، وبالتالي حدث التجفيف الكبير للمستشفيات والمرافق الصحية وخروجها من الخدمة لفترات ليست بالقصيرة، والعامل منها أغلق ايضا لأيام بغرض التعقيم.
قرار الوزير أكرم حتما سيجد المناهضة من قبل بعض الأطباء والكوادر الصحية كما شاهدنا وسمعنا بعضهم يصف الوزير بالفاشل، وتحريض على عدم التعاون معه وتعريض حياة الكادر للخطر، مع إستمرار إنتشار الجائحة وإرتفاع نسبة الوفيات، يضاف إليه عدم إلتزام المواطنين أنفسهم بالحجر المنزلي وإستهتارهم، ومناشدات الوزير المستمرة بضرورة البقاء بالمنازل، وتهاون وتساهل السلطات الأمنية مع كسر المواطنين المستمر للحظر مع البنية الصحية المنهارة، سيصعب من مهمة الوزير والحكومة معا، وسيجعل السودان تحت رحمة الجائحة لأشهر، وحتما ستكون معها الخسائر فادحة على الجميع، لذا فتكامل الأدوار الرسمية والشعبية هو المخرج الوحيد من هذه الأزمة القاتلة.
وأشار إلى خلافات سياسية بين المكونات الطبية دعا لتركها خلال المرحلة الراهنة، واتهم عدداً من المكونات بالعزوف عن تقديم الخدمة والاكتفاء بتقديم النقد لبقية الكادر العامل.
صحيفة الجريدة