دخل ساعاته الأولى الحظر الكامل..رصاصة الرحمة
الخرطوم: النورس نيوز
دخل حظر التجوال والاغلاق الشامل ساعاته الأولى اليوم “السبت” كخيار لجأت إليه الدولة مؤخراً بعد ظهور حالات تنذر بتفشي مرض كورونا، بالبلاد؛ سيما العاصمة الخرطوم. وبالرغم من تحذيرات من قبل مراقبين من خطورة القرار لآثاره الإقتصادية الكارثية، بإعتبار أن إقتصاد البلاد لا يسمح بذلك فضلا عن أن معظم من يقطنون ولاية الخرطوم يعتمدون على رزق اليوم باليوم، ويعملون في وظائف هامشية تسد فقط إحتياجاتهم اليومية في ظل إرتفاع الأسعار وأزمات في الوقود والخبز والكهرباء ، مما يعرض هذه الشريحة لضغوطات أكثر لا طاقة لهم بها.
وطبقاً للخبير الإقتصادي د. محمد الناير؛ أن الدولة لن تستطيع تنفيذ قرار الحظر الكامل، لأنه يحتاج إلى مقومات، وقال في حديثه “للنورس نيوز” إنه كان من الأجدر للدولة أن تنظر للتجارب الخارجية، مشيرا إلى حدوث إنفلات أمني في بعض الدولة التي أعلنت الحظر الكامل من هجوم على السلع الإستهلاكية بطريقة أزعجت هذه الدول ما إضطرها للتراجع عن القرار، لافتا إلى أن دول أخرى نجحت في الإغلاق الكامل لجهة أن لديها إمكانيات عالية تستطيع إيصال سلع أساسية للمواطن حتى باب منزله بدون مقابل، وتسأءل الناير كيف للدولة إغلاق المواطنين لمدة 3 أسابيع وأكثر من 65% من الشعب تحت خط الفقر، فضلا على أن نسبة عالية من الشعب تعمل بنظام اليومية في مصدر رزقه ويعتمد على خروجهم من المنزل وذهابه للعمل لكي يستطيع أن يحصل على الحد الأدنى لإحتياجات أسرهم.
وقال الناير كان للدولة أن تلجأ إلى خيار آخر أفضل يتناسب مع ظروف البلاد الإقتصادية بإعطاء العاملين بالقطاع العام إجازة عامةلمدة أسبوعين أو ثلاثة مع إستثناء المؤسسات الحيوية مثل المواني البحرية وكذلك المؤسسات الخدمية الأخرى، بجانب رفع ساعات الحظر وتقليل ساعات التحرك، مبينا أن الدولة تعاني من مشكلات إقتصادية عديدة وحاليا يتم مراجعة الموازنة التي منذ البداية لم تكن واقعيه تتسم بالتضخم وتعتمد على المعونات الخارجية بنسبة 30% والذي لم يأتي منه شئ، وأيضا إعتمدت بترول الجنوب والذي إنخفضت إيراداته بتراجع أسعار النفط عالميا، وتابع جميعها تعقيدات تواجه وزارة المالية بسبب إصرارها على موازنة يجب إعادة النظر فيها في أسرع وقت ممكن.
فيما رئيس قسم الدراسات الإقتصادية بمركز الراصد د. الفاتح عثمان “للنورس نيوز” إن الحظر الشامل سيتم تطبيقه فقط في ولاية الخرطوم ولكن بحكم ان ولاية الخرطوم تعتبر مركز التجارة والصناعة فغالبا سيحدث تأثر كبير علي كل ولايات السودان بسبب الإغلاق الكامل لها وهو ما سيؤدي إلى موجة تضخمية عالية جدا في السودان خاصة في المواد الغذائية بالرغم من ان الحكومة سبق لها أن خططت لتوزيع مواد غذائية على طائفة كبيرة من الأسر ذات الدخل غير المنظم وايضا على مجموعة كبيرة من ذوي الدخل المحدود لكن دائما يوجد فرق كبير عند التطبيق بسبب ضعف نظام الإحصاء في السودان وضعف هياكل الدولة وعجزها عن التواصل الجيد مع المواطنين
وتوقع حدوث قلاقل واضطرابات أمنية جراء العجز عن شراء الغذاء في ظل عدم وجود مصدر دخل بسبب الإغلاق الكامل وهذه أشياء حدثت في العديد من دول العالم كما ستتاثر موازنة الحكومة خاصة في الولايات و المحليات بسبب هذا الإغلاق بالرغم من أنه لا يشمل سوي ولاية الخرطوم.
وتخوف الفاتح من ان يطول الإغلاق الكامل إلى ما بعد عيد رمضان، وقال انه أمر متوقع في حالة انتشار فيروس كورونا، وقال في حال حدوث ذلك سيتسبب في إفلاس العديد من الشركات الصغيرة وايضا فقدان ملايين المواطنين لمصدر دخلهم، وتوقع أن تسمح الحكومة للمصانع وأعمال البناء وربما الأسواق الكبري لتخفيف الضغط علي المواطنين كما فعلت دول عديدة لتخفيف الإغلاق وتجنب انجرار البلاد الي الفوضى.