ريشموند..”من شابه أباه فما ظلم”
غاني المريخ: عشقتُ الكرة أكثر من الدراسة..وأشقائي لا يعرفون كيف تُركَل
الخرطوم : النورس نيوز
لم يكن أكثر المتفائلين في الخرطوم الوطني، يتوقع أن ينجح المهاجم صغير السن عديم التجربة الذي تعاقدوا معه في أكتوبر من العام 2018 في أن يتوج هدافاً للممتاز من خلال موسمه الأول والأخير مع النادي ليصبح أصغر هداف في تاريخ كبرى المسابقات الكروية السودانية، الأمر الذي فتح أبواب المريخ على مصراعيها للمهاجم الغاني ليحقق الخطوة الأولى نحو تحقيق حلمه باللعب لأكبر أندية القارة وصولاً للحلم الأكبر وهو ملاعب القارة العجوز..
(النورس نيوز) التقطت القفاز وجلست مع ريشموند انتوي لتوثق حكايته منذ لحظة الميلاد حتى يومنا هذا الذي يترقب فيه المهاجم ذو العشرين ربيعاً زوال الوباء العالمي وعودة الحياة لطبيعتها ليعود لممارسة هوايته في مغازلة شباك المنافسين واستكمال رحلة التألق مع المريخ.. فإليكم الحلقة الأولى من قصة أصغر هداف في مسيرة الممتاز:
ولد ريشموند انتوي في العاصمة الغانية أكرا في حي يسمى (قيت)، وذلك يوم السابع من شهر أغسطس عام ٢٠٠٠، ليصبح ثاني أبناء العم انتوي بعد شقيقه الأكبر .. ريشموند حكى للنورس نيوز عن أسرته الصغيرة، وقال: نحن أسرة مكونة من خمسة أفراد، أبي وأمي ونحن ثلاثة أشقاء اثنان من الذكور إلى جانب بنت واحدة وهي أختي الصغرى التي تدرس في المدرسة الآن ويضيف: أنا ترتيبي الأوسط في الأسرة بين أختي الصغرى وشقيقي الأكبر الذي يمتهن الطب، حيث يعمل طبيبا في أحد مشافي أكرا…
ويواصل المهاجم الشاب في السرد ويقول: أمي كانت تعمل في السابق للمساعدة في توفير أعباء الأسرة لكنها توقفت منذ سنوات وتحولت إلى ربة منزل بعد أن وصلنا سن الشباب وبدأت مع شقيقي الأكبر في المساهمة في منصرفات المنزل ومساعدة والدنا.
الدراسة
شأنه شأن جل الأطفال ممن يقطنون العاصمة الغانية أكرا، كان الالتحاق بالمدرسة أمراً ضرورياً ولازمًا لريشموند الذي يتطرق في سرده لهذه النقطة ويقول: أسرتي تؤمن بأهمية العلم والتعليم بشدة، حيث كان والداي حريصين على أن ألتحق بالمدرسة وأن أحصل على نصيب من التعليم والدراسة وهو ما فعلته، حيث أكملت المرحلة الابتدائية التي تمتد لأثني عشر عاماً في غانا منذ سن الرابعة وحتى الخامسة عشرة، وتشمل مرحلة التعليم ما قبل المدرسي.
عشق المستديرة
لم يبدأ اهتمام الغاني ريشموند بكرة القدم بعد تقدمه في السن أو بعد أن قضى سنوات في فصول الدراسة، ولم ينبع عشقه للساحرة المستديرة من اختلاطه بالزملاء في المدرسة أو الأصدقاء في الحي، بل كان ارتباطاً نشأ معه منذ سنوات ميلاده الأولى قبل حتى أن يلتحق بالمدرسة.. عن قصة علاقته مع كرة القدم يحكي ريشموند ويقول: لو أن هنالك حباً ينشأ بالفطرة فهو قصة حبي لكرة القدم التي بدأت معي حتى قبل بلوغي العام الثاني من عمري، فمنذ أن كنت طفلًا صغيراً كنت مولعاً بطريقة لا تصدق بكرة القدم، حيث كنت أملك كرة صغيرة في المنزل اشتراها لي والدي، وما كنت أفارقها لحظة بل أضعها بجانبي في السرير عندما أكون نائماً.. باختصار كنت أصبح وأمسي بكرتي الصغيرة وألعب بها في كل أرجاء المنزل.. ويضيف: بعد أن كبرت قليلاً صرت ألعب بالكرة أمام المنزل وبعد التحاقي بالمدرسة لا أذيع سراً أن قلت إن اهتمامي بلعب الكرة كان يفوق اهتمامي بدروسي ودراستي رغم توبيخ والداي المستمر لي خصوصا أمي ومطالبتي بالالتفات للدراسة والاهتمام بالمستقبل، لكني لم أكن أفكر في شيء ولا أعبأ كثيراً بما يمكن أن يحدث مستقبلاً، فكلما كان يهمني وقتها ويسعدني أن ألعب كرة القدم لأطول وقت ممكن يومياً.
على خطى الوالد
صحيح أن عائلة ريشموند لم يكن يكن فيها الكثير من الرياضيين أو من سلكوا طريق الاحتراف سواء في كرة القدم أو غيرها من أنواع الرياضات المختلفة.. غير أن أسرته كان بها لاعب كرة قدم محترف وهو والده والذي يبدو أن ريشموند سار على خطاه واقتفى أثره محققاً مقولة من شابه أباه فما ظلم .. وعن تلك القصة يحكي المهاجم الشاب ويقول: في عائلتي لم يكن هنالك الكثير من الرياضيين أو لاعبي كرة القدم المحترفين، لكن على ما يبدو أنني ورثت حب كرة القدم وشغفها من والدي الذي كان لاعباً محترفاً حيث لعب قبل سنوات بعيدة للعديد من الأندية الغانية، ويقال عنه إنه كان لاعباً ماهرًا ومميزاً.. ويضيف ريشموند ضاحكا: أشقائي لا علاقة لهم بكرة القدم بل لا يعرفون حتى كيف يتم تسديد الكرة ولا أذكر أنهم فكروا مجرد تفكير في ركل الكرة سواء شقيقي الأكبر أو شقيقتي الصغرى، ويختم ريشموند بالقول: يبدو أنني الوحيد في المنزل الذي سار على خطى والده، وأنا سعيد بذلك.
تقرأ غداً
ترقبونا غداً مع الحلقة الثانية من حكاية أصغر هداف في تاريخ الممتاز..حلقة نسرد من خلالها الخطوات الأولى لتحول ريشموند من لاعب هاوٍ إلى الدرجات الأولى من سلم الاحتراف .. هوية من اكتشف موهبته وما قام به ليفتح أبواب الاحتراف وامتهان كرة القدم أمام ريشموند.