تقرير إخباري : النورس نيوز
في مثل هذا اليوم من العام 2019م؛ أفلت دولة الإسلاميين بعد شروق شمسها على مدى ثلاثة عقود قضتها في سدة الحكم السودان؛ كانت عقود مفعمات بالأمل والعمل والتحدي من جهة وبالخيابات والثارآت َمن جهة أخرى ، سقطت دولة الإسلاميين المعروفة اصطلاحاً (بالانقاذ) على اصوات الجماهير التي خرجت للشارع تطلب العيش الكريم وتحسين الاقتصاد ومعالجة اعوجاجه؛ ولكن سرعان ما تحولت تلك المطالب الاقتصادية إلى سياسية بعد دخول القوى الحزبية في السودان على خط الاحتجاجات التي استمرت خمسة شهور حسوما سقطت بعدها الإنقاذ وطوت حقبة أكثر من ربع قرن من الحكم.
المارشات العسكرية
صبيحة “الخميس” الحادي عشر من أبريل؛ 2019م عزفت الموسيقى العسكرية انغامها ايذاناً بنهاية حكم الإنقاذ؛ وخلع رئيسها عمر البشير، بدأت المارشات العسكرية تزف ساعة النصر على الآلاف من المواطنين الذين احتشدوا امام قيادة القوات المسلحة؛ واعتصموا لمدة لا تتجاوز الخمسة ايام تعالت الهتافات الجماهيرية بصورة هسترية فرحةً بطئ صفحة الإنقاذ؛ واستشرف مستقبل عنوانه الأبرز حسب شعاراتهم “الحرية والسلام والعدالة” ضاقت الشوارع والحواري والأزقة في العاصمة والولايات بالجماهير التي تداعت بعد عزف الموسيقى العسكرية عبر أثير إذاعة وتلفزيون السودان، كانت الجماهير ملهوفة لمعرفة حاكم السودان القادم وما هو لونه وطعمه، وعند منتصف النهار أطل رجل من أهل الإنقاذ ترصع النجوم والنياشين بزته العسكرية؛ عبر الشاشة البلورية وبصوته الخافت هو يقول “عليه اعلن انا وزير الدفاع رئيس اللجنة الأمنية العليا اقتلع ذلكم النظام والتحفظ على راسه بعد اعتقاله في مكان آمن”؛ كان ذلك الصوت هو صوت الفريق أول ركن عوض ابنعوف وزير دفاع حكومة البشير، نعى ابنعوف الإنقاذ وأعلن عن نفسه قائداً للبلاد تحت مسمى رئيس المجلس العسكري الانتقالي ولمدة عالميين؛ ولكن اتت الرياح بما لا تشتهي سفن ابنعوف الذي غادر بعد سويعات من بيانه الأول، كانت حجته في المغادرة السريعة القول بانه يريد تماسك المؤسسة العسكرية ثم إعلان عن جنرال لم يكون معروفاً لدى الناس كل الناس بديلا عنه وهو الفريق ساعتئذ والفريق أول حالياً عبدالفتاح البرهان الذي صعد لرئاسة المجلس العسكري الانتقالي ولاحقاً لرئاسة المجلس السيادي.
ذهول كبير
حالة من الذهول ارتسمت على محيا قواعد الإسلاميين بعد سقوط دولتهم وأصاب عقول بعضهم الشلل الجمعي؛ لاحقاً طالت الاعتقالات قياداتهم، وبينما يظل السؤال الملح هو لماذا سقطت دولة الإسلاميين وكيف، “النورس نيوز” وضع السؤال على طاولة القيادي بالحركة الاسلامية دكتور أمين حسن عمر الذي قال في اقتصاب “الإنقاذ بدأت دولة اسلاميين وانتهت إلى دولة عشائرية”؛ مبيناً أن هذا التحول هو السبب الاساسي في سقوطها، فيما يقول القيادي الاسلامي دكتور حاج ماجد سوار (للنورس نيوز) إن الإنقاذ استوفت كل السنن ( و لن تجد لسنة الله تبديلاً ) التي تؤدي لزوال الملك؛ وقال سوار إن الظلم والفساد والتنازع الداخلي يمثلوا أهم اسباب سقوط الإنقاذ؛ مهتدياً بقول الله تعالى “ولا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم”
رفض مشروع التغيير وطرد الحركة الإسلامية؛ كان هو بمثابة انتهاء صلاحية الإنقاذ؛ هذا ما قاله القيادي بالمؤتمر الشعبي صديق محمد عثمان (للنورس نيوز)؛ وأشار صديق إلى أن الإنقاذ استغرقت كل ما أنجزته الحركة الاسلامية في سبيل الحفاظ على السلطة وأضاف” الواقع ان مشروع الحركة الاسلامية كان قد ادى الى توسيع القاعدة الاجتماعية المنوط بها اصلاح النظام السياسي وبالتالي فان كل الفترة بعد المفاصلة قضتها الانقاذ في صراع مع مشروع الحركة الاسلامية تحاول إيقاف تطوره ومنع اثاره لكن هذا هو ذات المشروع الذي اسقط النميري حينما حاول ملاواته ولذات الأسباب تبدو قحت هزيلة جدا في صراعها معه الان” على حد تعبير عثمان.