تقرير إخباري : رضا باعو –
لم يكن يدري وزير الدفاع الفريق اول ركن جمال الدين عمر أنها آخر ساعات له في الدنيا عندما أبلغ الصحفيين الذين انتظروا لساعات طوال مخرجات اجتماعه بان التصريح سيكون غدا يقصد اليوم الأربعاء وكان يمني نفسه بأن يمنح الإعلام خبرا أكبر خاصة وان ملف الترتيبات الأمنية بين الحكومة والحركة الشعبية شمال بقيادة مالك عقار أوشك علي الإنتهاء ولولا القدر لتم التوقيع عليه اليوم الأربعاء.
ظل وزير الدفاع الراحل بشوشا طيلة أيام تواجده مترأسا وفد الحكومة في ملف الترتيبات الأمنية ضمن مفاوضات السلام بجوبا ولم يشعر أحدا بأنه بعيدا عن الناس بل ظل (ود بلد) أصيل يتمتع بكافة صفات القادة تواضعا جما وادبا سمحا لكنه قوي داخل قاعة المفاوضات
آخر تصريح رسمي :
أخر تصريح رسمي لوزير الدفاع الفريق اول ركن جمال الدين عمر كان عقب جلسة المفاوضات بشأن الترتيبات الأمنية مع الحركة الشعبية الجبهة الثورية حيث أعلن خلاله التزامهم بالانتهاء من ملف الترتيبات الأمنية بينهم والحركة الشعبية شمال بقيادة مالك عقار في الموعد المحدد له وتوقع ان يكون ملف الترتيبات الأمنية مع الجيش الشعبي نموذجا لبقية حركات الكفاح المسلح وللحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو وحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور مستقبلا وقطع بأن الطرفين تعهدا بالعمل بذات الروح والعزيمة التي انجزوا بها الملفات الاخري حرصا علي تحقيق السلام الشامل في البلاد.
الخبر الأليم :
في الساعات الأولى من فجر اليوم الأربعاء أسلمت روح وزير الدفاع إلي بارئها إثر ذبحة صدرية داهمت الرجل في مقر إقامته بفندق بريمد بجوبا وهو الخبر الذي سرعان ماعم القري والحضر وانتشر وسط المفاوضين في جوبا وتعداهم إلي خارج الحدود.
مثل الخبر صدمة لشركاء الراحل من المفاوضين في الجبهة الثورية لماتميز به من طيب معشر وحسن خلق وحرص علي تكوين جيش قومي وطني موحد بعيدا عن الانتماءات السياسية يتشكل من جميع حركات الكفاح المسلح والقوات المسلحة والدعم السريع.
شهيد الواجب:
أحتسب رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة والنائب الأول لرئيس المجلس الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي وأعضاء المجلس وزير الدفاع الفريق اول ركن جمال الدين عمر محمد إبراهيم الذي اختاره الله تعالى الى جواره فجر اليوم بعاصمة دولة جنوب السودان واعتبروه شهيدا يدافع ويكافح من اجل استقرار السودان وسلامه وعزته.
وأكدوا إن الفقيد ظل طيلة فترة حياته العملية مثالاً للبذل والعطاء والتفاني من اجل الوطن وعزته ورفعته.
الجبهة الثورية تنعي الفقيد:
ونعت الجبهة الثورية السودانية الفقيد وتقدمت علي لسان رئيسها الدكتور الهادي إدريس باسمه واسم المجلس الرئاسى للجبهة الثورية السودانية بخالص التعازي الي رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان ونائب رئيس المجلس الفريق اول محمد حمدان حميدتي، واعضاء المجلس، في وفاة فقيد الوطن الفريق اول جمال الدين عمر وزير الدفاع، والتي حدثت وفاته المفاجئة في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان وتقدمت بالتعازي الي رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك وحكومته، وقوات الشعب المسلحة واسرة الفقيد.
الشعبية تنعي وتتعهد:
مثلت وفاة وزير الدفاع مفاجأة كبير للجميع هنا بجوبا خاصة الحركة الشعبية شمال بقيادة مالك عقار التي كانت آخر جلسة رسمية ترأسها الراحل مع وفدها المفاوض بقيادة ياسر عرمان حيث عقدت اجتماعا انجزت من خلاله العديد من النقاط في ملف الترتيبات الأمنية واتفقت مع الحكومة علي ضرورة إنشاء جيش قومي وطني غير مسيس وبدأت في مناقشة وقف إطلاق النار الشامل.كما كان متوقع ان تناقش مع وفد الحكومة برئاسة الفقيد اليوم الأربعاء وضعية الجيوش خلال الفترة الإنتقالية والمدة الزمنية ومن ثم انتهاء الترتيبات الأمنية للمنطقتين لكن القدر كان أسرع من الجميع.ونعي رئيس الحركة الفريق مالك عقار ورئيس وفدها لمفاوضات السلام ياسر عرمان وفريق التفاوض واطلقت عليه شهيد الواجب وشهيد السلام الذي كان حتي اللحظات الأخيرة من حياته باحثا عن السلام وانهاء الحروب وتعهدت بالعمل من أجل السلام وبناء جيش وطني مهني واحد لمصلحة جميع السودانين. واوضحت الحركة حسب تصريح صحفي حمل توقيع رئيسها الفريق مالك عقار ان وفدها كان اخر من التقي بالراحل في واجبا رسمياً ووصفت الفقيد بانه إنسانا دمث الخلق ومهذبا وشريكا حقيقياً من أجل السلام، وأضاف قد كنا قاب قوسين أو أدنى للوصول لإتفاق ترتيبات امنية نهائية هذا اليوم مع الوفد الذي يتولي رئاسته.
وتقدم عقار بالعزاء لمجلسي السيادة والوزراء وللقوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الاخري علي هذا الفقد الجلل ،وتوجه بالعزاء الحار لاسرته وابناءه واهله واصدقائه.
الجميع يبكون الفقيد:
توالت برقيات التعازي في الفقيد من كل الطيف السياسي بالسودان بالاضافة للحركات المسلحة المكونة للجبهة الثورية وغير المنضوية لها وأصدرت برقيات التعازي في الفقيد وعددت ماثره.
جنازة رسمية في جوبا:
ودعت حكومة جنوب السودان جثمان وزير الدفاع السوداني الفريق اول ركن جمال الدين عمر الذي توفي فجر اليوم بمقر إقامته بفندق بريمد بجوبا بجنازة عسكرية رسمية تقدمها نائب رئيس جمهورية جنوب السودان حسين عبدالباقي ممثلا لرئيس الجمهورية الفريق اول سلفاكير ميارديت بالاضافة لمستشار الرئيس للشؤون الأمنية الفريق توت قلواك رئيس فريق الوساطة الجنوب سودانية فضلا عن وزيرة الدفاع بدولة جنوب السودان انجيلينا تينج ورئيس هيئة أركان الجيش الشعبي لجنوب السودان.وعزفت الموسيقي العسكرية المارشات الحزينة لتعلن عن وداع حزين لفقيد السودان والقوات المسلحة ومفاوضات السلام بين الحكومة والحبهة الثورية وتم وضع جثمان الراحل في الطائرة الرئاسية تمهيدا لنقله للسودان
.العودة للبلد:
بعد إكمال كافة المراسم في دولة جنوب السودان التي لم تعطي الحضور بأن الفقيد من دولة أخري حيث قامت بالواجب وزيادة وعزفت الموسيقي العسكرية المارشات الحزينة لتعلن عن وداع حزين لفقيد السودان والقوات المسلحة ومفاوضات السلام وكان من الملفت في المراسم معزوفة(لن ننسي أياما مضت) ضمن مراسم الوداع حتي وصول الجثمان مكسيا بعلم السودان للطائرة الرئاسية ايذانا بالتوجه به إلي الخرطوم.ورافق جثمان الفقيد الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي لمفاوضات جوبا محمد حسن عثمان التعايشي الذي أعلن رسميا تعليق التفاوض لمدة اسبوع اعتبارا من اليوم بالاضافة لعضوية الوفد والملحق العسكري بالسفارة السودانية في جوبا وطاقم السفارة.