عصام الدين خضر: لهذه الاسباب (…..) نحجت الصين فى دحر كورونا
حوار : النورس نيوز
بدأت جائحة كورونا الوباء الفايروسى الخطير الذى اجتاح العالم من دولة الصين و تحديدا من مدينة ووهان حاضرة مقاطعة خوبى ومثلت الحكومة الصينية بكل مؤسساتها سدا منيعا لمنع انتشاره وسخرت كل امكانياتها المهولة لمجابهة التحدى و خرجت للعالم وأعلنت بلسان العارف لقدراته ان الفايروس إن ضرب اى دولة بخلاف الصين لقضي عليها.
واصدرت الحكومة الصينية تعليمات وتوجيهات صارمه لمنع تفشى المرض ، قابلها الشعب بالجديه اللازمة و طبق كل ما طلب منه و كانت الحكومة تبث الطمأنية فى نفوس الجاليات الاجنبية وتعطى الطلاب منهم تحديدا رعاية خاصة و ترى ان لا خوف عليهم وأن الافضل لهم البقاء بيد انها لم لمنع من اراد الذهاب لبلده و قدمت كل ما يمكن من مساعدات.
وفى ظل انتشار غير مسبوق للفايروس و مخاوف كبيرة تنتاب كل العالم حكومات و شعوب اعلنت الحكومة الصينية ان مدينة ووهان باتت خالية من الوباء و ما تبقى من الفايروس ببعض المقاطعات فى الطريق للقضاء عليه ، بل ان الصين سعت لمد يد العون لبعض الدول التى فتك بها الوباء على راسها ايطاليا.
(النورس نيوز) وقفت على التجربة الصينية فى دحر وباء كورونا والتقت القائم باعمال السفارة السودانية فى بكين الوزير المفوض عصام الدين خضر للوقوف علي التجربة لتكون بمثابه هادئ و مرشد لشعب و حكومة السودان بعد ان بات الوباء يطرق الابواب فى اعقاب ظهور حالتين مثبتتين بالخرطوم بجانب حجز العشرات فى امكان الحجز الصحى فماذا قال:
صف لنا الوضع بالصين عند اكتشاف اول حالة ؟
الوضع في الصين كان خطير والاصابات بدأت في شكل رشقة كثيفة من الحالات اربكت الرأي العام والحكومة في بداية الامر الا ان الامر لم يستغرق وقتا طويلا حتي تم تحديد خطة احتواء الوباء وانزالها للقواعد في شكل سلسلة تعليمات من القيادة السياسية علي مستوي الحزب الي افرعه في المقاطعات الي المدن الاحياء حتي مستوي الافراد.
اذن التعامل كان سريعا.
فمنظومة العلاقات في الصين رأسية ومحكمة وفاعلة جدا مما اسهم في ايصال رسائل التوعية بصورة فورية لكل افراد الشعب بصورة حازمة وملزمة،اضف الى ذلك فان العلاقة بين الشعب والحزب والجهاز التنفيذي تتسم بدرجة عالية من الموثوقية والانصياع للقيادة مما جعل امر السيطرة علي المرض مسألة وقت فقط.
هل يعنى ذلك تكاملت الجهود؟
نعم وافلحت الصين في خاتمة المطاف في قطع سلسة انتقال العدوي بين الافراد واستخدمت في سبيل تحقيق ذلك امكانات بشرية وتقنية مذهلة من مرحلة الكشف المبكر الي مرحلة الخضوع للعلاج للمصابين او المراقبة للحالات المشتبه بها.
برايك اين تكمن كلمة السر فى هذا العمل الكثيف ؟
كلمة السر في نجاح الصين في احتواء المرض تمثلت في محورين،الثقة في القيادة والانصياع التام من الشعب
اذا تمت مقارنة الوضع فى الصين باعتبار ان الفايروس انتشر نلاحظ فرق كبير فى نسبة الاصابات و الخسائر مع الدول الاخرى.
انت كمراقب كيف تمكنت بكين من السيطرة على الفايروس؟
الصين فى سبيل منع الانتشار قطع سلسلة انتقال العدوي اعتمدت اجراءات صارمة تمثلت في اغلاق المدن وحظر التجمعات والتنقل عبر المواصلات العامة والاستخدام الالزامي للكمامات والخضوع لاجراءات فحص درجة الحرارة بصورة فردية عند مداخل المجمعات السكنية والسوبر ماركت فضلا عن ايقاف الدراسة و تمديد اجازة عيد الربيع العطلة الاهم في روزمانة الصين لاطول فترة في تاريخ الصين الحديث وحدت بذلك من خطر محدق في حال عودة الموجات البشرية المليونية بعد انتهاء اجازاتهم.
كيف تعاملت الحكومة مع الجاليات الاجنبية خاصه الطلاب ؟
أبدت الصين خلال فترة قمة الوباء اهتماما خاصا بالاجانب خصوصا الطلاب في بادرة نبيلة من الشعب الصيني حيث وصل اهتمامهم بهم لدرجة توفير امدادات الغذاء ومياه الشرب مجانا لهم وذلك بعد ان فرضت عليهم عدم الخروج نهائيا من مجمعاتهم السكنية الجامعية ولازالت هذه الاجراءات قائمة في المدن التي لم تستقر بها الاحوال بصورة كاملة حتي الان.
كيف تنظر لفشل دول كبرى و عجزها عن وقف الجائحة ؟
لم يكن بامكان اي دولة اخري انجاز ما انجزته الصين علي صعيد السيطرة علي الوباء،فدول مثل ايطاليا وفرنسا والولايات المتحدة تقف عاجزة امام الحد من انتشار المرض فيها علي صغر مساحاتها الجغرافية وتعدادها السكاني اذا ما قورن بالصين.
وماهو السر فى ذلك ؟
المقدرة والعزيمة والروح الوطنية كانت من اعظم الدوافع التي ساعدت الصين في احكام سيطرتها علي الاوضاع بسرعة وكفاءة.. بناء مستشفيات ضخمة بسعات استيعاب ضخمة خلال ايام وتقديم خدمات العلاج للمواطنين والاجانب مجانا وتسخير كل اجهزة الدولة كل في موقعة لمعالجة اثار الاجراءات الاستثنائية قدم مثالا فعليا للعالم في كيفية كسب المعارك بجنود غير مسلحين هم افراد الشعب الصيني.
الان هنالك هلع عالمى و خوف .هل عايشتم مثل هذه الاجواء بالصين؟
لا بل ظلت الحكومة الصينية تكرر بحزم بان الذعر اخطر من الوباء وان الاشاعات ستقود لحالة زعر غير مبررة وطالبت الشعب بالثقة والهدوء والصبر.
طوال فترة الوباء لم تخل ارفف المحال التجارية من الامدادات الغذائية ولم يلجأ الناس لشراء كميات كبيرة من الغذاء وتخزينها كما حدث في دول اخري.
هل تأثر الوضع العام بالحظر والاجراءات ؟
مارست البلديات اعمالها ولم تتكدس الاوساخ ظلت كل المدن بما فيها اوهان مركز الوباء امثلة للنظافة والترتيب لم تتأثر خدمات المياه والكهرباء والمستشفيات للحالات الغير طارئة لم يحدث نقص في الادوية فيما عدا الكمامات التي تمت تغطية العجز في امداداتها في وقت قصير وعاد الوضع لطبيعته
الان تكاد بكين ان تلعن خلوها من الفايروس لمن يعود النجاح فى الوقت الوجيز ؟
يعود الفضل في نجاح الصين في القضاء علي الوباء والتحكم فيه للادارة الحكيمة التي اتت كنتاج تراكمي لتجارب وتحديات مماثلة مرت بها الصين خلال مختلف حقب تاريخها.. الانضباط المجتمعي وعدم التفلت خارج المنظومة و العقل الجمعي الموجب الذي يستهجن التغريد خارج السرب ويعزله بحزم هما ما يميز الصين وهما ما اسهما في تجاوزها للازمة الحالية وسيسهم في تجاوزها لاي تحدي مستقبلي بكل ثقة.