عرمان (للنورس نيوز) : قررنا الذهاب من الكفاح المسلح للسلمي
حاوره بجوبا : رضا باعو
قطع نائب رئيس الحركة الشعبية شمال بقيادة مالك عقار ياسر عرمان رئيس وفد الحركة المفاوض بعدم وجود بوادر وحدة مع الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو واوضح ان السبب في ذلك ان الطرف الآخر يرفض وأضاف نحن علي استعداد علي الدوام ان ننسق معهم وتابع الوحدة أصبحت بعيدة المنال واردف التنسيق فقط حتي لايتضرر أحد المنطقتين.
وقال عرمان في حوار مع (النورس نيوز) لن نكون رهينة في جيب أي احد وأضاف نحن قررنا بشكل استراتيجي الذهاب من الكفاح المسلح الي الكفاح السلمي وأوضح أنه أثبت فاعلية في الإطاحة بنظام البشير
واشار الي ان هناك متغيرات داخلية وإقليمية ناخذها في الحسبان واوضح ان جماهير المنطقتين ترغب في السلام وحتي في استقبال رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك خلال زيارته لكاودا كانت الرسالة الاطهر هي رغبة الجماهير التي أتت للسلام وقال يجب أن نحقق السلام.
استأنفتم الجلسات مع الحكومة من أين بدأتم النقاش؟
الجلسات هي مبنية على الإتفاق الاطاري الذي توصلنا إليه مع الحكومة والاتفاق الاطاري ناقش قضايا مهمة بالنسبة للسودان والمنطقتين الآن هناك ثلاثة وثائق وثيقة تخص الترتيبات السياسية ووثيقة تخص الامنية واخري القضايا العالقة البارزة هناك(١٥) قضية بارزة من ضمنها الترتيبات الأمنية لكل السودان والان نتجه لترتيبات امنية تشارك فيها كل الجبهة الثورية وان امكن كل الحركات المسلحة لإعادة وضع أسس جديدة للقطاع الأمني بكامله بما في ذلك هيكلته وعقيدة عسكرية جديدة وبناء قطاع امني تشارك فيه كل القوي المسلحة السودانية يستند علي خبرة القوات المسلحة ومؤسساتها التي لها الان أكثر من مائة عام وقطاع امني يشارك فيه الدعم السريع ويوفر مالديه من قوة وقطاع امني تشارك فيه الحركات المسلحة بقوتها وخبرتها وتنوعها في كل أنحاء السودان لان السودان يحتاج لقطاع امني قوي يكون حامي للديمقراطية ونظام الحكم المدني وحدوده ويدافع عن مقدرات هذا الشعب ضد اي تدخل خارجي وهذه قضية مهمة وايضا سنناقش قضايا كثيرة ومتنوعة من بينها كيفية مشاركة الجبهة الثورية في كل ولايات السودان ويشارك الآخرين في كل ولايات السودان كذلك حتي نبني بلد علي قوي سياسية تنتشر في كل السودان،كذلك نناقش العاصمة القومية وهي الان بها قضايا كثيره وفيها سكان اصليين وليس صحيح ان العاصمة ليس لديها سكان اصليين فهناك الجموعية والبطاحين وهناك(٨) ملايين يمثلون كل السودان والعاصمة الان رمز لكل السودان وتعاني من مشاكل عميقة في البني التحتية وتطورها واستيعابها للبشر،و هناك فرق بين اقليم الخرطوم والعاصمة التي يجب أن تستوعب الثقافات وان تحتاج لإصلاح في البيئة والانسان والثقافة وان تعكس السودان كله وهذه قضية أيضا تحتاج لمعالجة بروح الثورة والتجديد والعصر وهذا أمر مهم،أيضا نحن طرحنا لأول مرة غير صحيح اننا كنا نناقش محاصصات لتمثيل الجبهة الثورية والحركات المسلحة في كل مستويات الحكم نحن الان وصلنا هذه المرحلة، كلنا نناقش قضايا الثروة والارض والحكم وايضا نحن لدينا قضية لم تحل بعد هي قضية الحكم الذاتي الحكومة لديها مقترحات حول حكم إقليمي وسنناقش هذه المقترحات،كذلك تمثيل النساء سيناقش ضمن هذه الخمسة عشر قضية.
هل طرحتم نسبة محددة للنساء؟
نحن نتحدث عن (٤٠) للنساء علي كافة المستويات لذلك نحن ندخل المرحلة الاخيرة بروح الشراكة ونعتقد أننا في خلال اسبوع يمكن أن نصل لاتفاق شامل وتبقي آخر مسار ومسار المنطقتين في الجبهة الثورية،والجبهة الثورية ستصل لاتفاق نهائي مع الحكومة وستكون جزء من شراكة جديدة تسعي لبناء السودان وماسنغعله سيؤثر على القوي الاخري من الكفاح المسلح التي لم توقع.
تحدثت عن الخرطوم والجموعية والبطاحين..هناك مظالم تاريخية حول الأرض في الخرطوم هل ناقشتم معالجة هذه المظالم؟
تم الإتفاق علي اشراك المكونات التي تكون العاصمة القومية هذه العاصمة تحتاج قضايا الارض والبيئة والخدمات وقضايا السكان والترييف الذي شمل العاصمة ونهب الاراضي ومنحها للمستثمرين وتهجير السكان من أراضيهم المهمة التي أصبحت أراضي استثمارية الي خارج المناطق في العاصمة من قبل وقفنا ضد مجموعات كانت تعمل علي اقتطاع مناطق مهمة في مقرن النيلين لملعب للقولف رفضنا ذلك وكان المتعافي ومجموعته يريدون أن يبنوا واجهات علي النيل ويقفلوا الواجهات لصالح المجموعات الجديدة ذات النهب التي تسمي ذلك استثمار،نحن الان نتجه الي اتجاه جديد ولكن ليس لظلم أحد أو خلق مظالم جديدة بل لإنهاء كل المظالم في العاصمة والأقاليم حتي لاتكون العاصمة مخزنا لتكديس السودانيين بل تكون عاصمة للاستنارة والثقافة والتعامل الإنساني بين جميع السودانيين.
بادرتم عدة مرات للجلوس مع الطرف الآخر من رفاقكم في مجموعة عبدالعزيز الحلو..تحدثت انت عدة مرات الرؤية الموحدة لقضايا
المنطقتين…هل هناك اي بوادر لإعادة اللحمة بينكم ومجموعة عبدالعزيز الحلو من جديد؟
لاتوجد بوادر وحدة بسبب ان الطرف الآخر يرفض لكن نحن علي استعداد علي الدوام ان ننسق معهم الوحدة أصبحت بعيدة المنال التنسيق فقط حتي لايتضرر أحد المنطقتين، الرئيس سلفاكير ميارديت ملتزم حتي الان وابلغنا رسميا بالوصول الي تنسيق بين الطرفين نحن في كل الأحوال قررنا أن ننهي الحرب بشكل استراتيجي لمصلحة أهلنا في المنطقتين ولن نتاخر عن ذلك ولكن في اي وقت رغب الطرف الآخر فنحن علي استعداد.
حال لم يتضمن مسار عبدالعزيز الحلو في الاتفاق ووقعتم ضمن الجبهة الثورية علي الاتفاق النهائي..كيف سيتم معالجة قضايا المنطقتين في هذه الحالة؟
معالجة الامر كما تعلم ان عبدالواحد محمد نور في دارفور ليس جزء من الجبهة الثورية وفي المنطقتين يعتمد ذلك علي عبدالعزيز نحن سنذهب الي اتفاق سلام نهائي متي وجدنا سلام عادل لقضايا المنطقتين وقضايا السودان ككل نحن قررنا بشكل استراتيجي ان نذهب من الكفاح المسلح الي الكفاح السلمي الكفاح السلمي أثبت فاعلية في الاطاحة بنظام عمر البشير، هناك متغيرات داخلية وإقليمية ناخذها في الحسبان جماهير المنطقتين ترغب في السلام وحتي في استقبال عبدالله حمدوك خلال زيارته لكاودا كانت الرسالة الاطهر هي رغبة الجماهير التي أتت للسلام ويجب أن نحقق السلام ونحن علي استعداد للتنسيق لكننا لن نظل رهينة في جيب أي احد.
ماهي رؤيتكم للسودان مابعد السلام؟
هذا سؤال جيد ومهم نحن نريد أن نستخدم هذه الاتفاقية لتجديد الفترة الانتقالية فالفترة الانتقالية يجب أن تتجدد الفترة الانتقالية وكل الأخطاء التي صاحبت بدايات الفترة الانتقالية يمكن تصحيحها عبر هذه الإتفاقية نريد أن نضخ دماء في جديدة وقوي اجتماعية جديدة وان ندفع بقوي معظمها من الهامش لمرافي إستكمال الثورة السودانية ويجب أن نعمل جميعا لإحداث شراكة تضم القوات المسلحة والدعم السريع وقوي الحرية والتغيير ولجان المقاومة والحكومة الحالية والجبهة الثورية،نحن نسعي ليس لإحلال بديل لأحد وليس ان نستبعد أو ننافس اي احد بل نريد لهذه الاتفاقية ان تستكمل أهم قضايا الثورة وهي السلام،وانت تعلم ان الثورة دعت للحرية والسلام والعدالة وهي ركن من فرائض الثورة.
تحدثت عن الدعم السريع في أنه جزء من المنظومة الحالية وقام بدور كبير خلال الثورة ومابعدها..لكن هناك أصوات لازالت تتحدث عن الدعم السريع كمليشيات ماهي رسالتك لهم؟
اريد ان اقول بوضوح أن الدعم السريع اصبح في مابعد الثورة قوة ردع في مواجهة الإسلاميين الذين يريدون أن يعودوا للسلطة نحن لسنا في مقام مدح الدعم السريع والتغزل فيه لكن نحن نتغزل في بلادنا الحبيبة ونقول من ضمن مكونات بلادنا الحالية قوات الدعم السريع مثلما قوات الحركات التي هي جزء من القوات في بلادنا ومثل القوات المسلحة هي قوي رئيسية المطلوب الان هذه القوي يجب أن تتوحد في منظومة امنية تابعة للسودان وتستطيع نقل السودان من الضعف والهشاشة فالسودان يعاني من هشاشة من القطاع الامني ونقل السودان لقطاع امني قوي يستطيع حماية السودان، استبعاد الدعم السريع غير ممكن وغير مفيد في نفس الوقت ويهدر طاقات ويهدر جهود،استبعاد الحركات أيضا غير ممكن وغير مفيد بالنسبة للسودان وكذلك استبعاد القوات المسلحة غير مفيد وغير ممكن للسودان،ماهو المفيد والممكن للسودان ان نعيد ترتيب وتكوين منظومة وقطاع امني جديد لخدمة السودان وليس لخدمة اي جماعة أو افراد أو مجموعة وان يكون القطاع الامني ملك للسودانيين يخدم تحديث البلد وتطويرها وينتقل بها الي مرحلة جديدة وينهي الحروب،نحن نريد أن نعبر من الماضي الذي نعرفه كلنا الماضي شاركت في حروبه القوات المسلحة والدعم السريع كان جزء من الحرب نحن أيضا كنا جزء من الحرب لكن كلنا نريد أن نكون جزء من السلام،السؤال ليس كيف كنا في حالة الحرب بل السؤال كيف سننتقل الي مرحلة وحالة السلام نحن نريد أن نذهب للسلام الذي هو مستقبل بلادنا.
كيف تنظر لتوقيع إتفاق السلام في جنوب السودان وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ،ومساهمته في تحقيق السلام في السودان..تحدي اقتصادي كبير يواجه البلدين في الفترة المقبلة ماهي رؤيتك في ذلك وكيف يمكن أن يستفيد البلدين من امكانياتهما عبر وحدة إقتصادية بينهما ؟
كما تعلم تحدثنا من قبل أنه يجب أن لا ننظر للعلاقة بين البلدين من ثقب الباب يجب أن ننظر إليها بباب مفتوح علي التاريخ والمصالح والثقافة والعلاقات المشتركة ولذلك نحن نري ضرورة قيام اتحاد سوداني بين الدولتين المستقلتين لكل دولة رئيسها وبرلمانها كما يوجد الاتحاد الأوروبي يجب أن يوجد الاتحاد السوداني جنوب السودان والسودان كانوا لمائة عام دولة واحدة الجنوبيين هم الاقرب إلينا في شعوب المنطقة ويجب أن نذهب لاتحاد في كل هذه المنطقة كل شرق إفريقيا والقرن الإفريقي ومصر وليبيا وتشاد هي جزء من المحيط الحيوي للسودان نحن نوجد في قارة تعاني من التهميش والضعف والقارة الإفريقية تستحق إن تتحد أكثر مما يتحد الأوربيين، الأوربيين الأقوياء إذا اتحدوا فلماذا لاتتحد القارة الأفريقية نحن نريد أن نستفيد من تجربة انفصال الجنوب وإذا صعب علينا توحيد السودان في دولة واحدة يمكن أن نوحده في دولتين هذه امتداد لرؤيتنا القديمة التي ناضلنا من أجلها ولن نتركها ابدا ولذلك نحن ندعو كل المثقفين والوطنيين السودانيين والوطنيين والمثقفين في جنوب السودان للعمل من أجل إتحاد سوداني بين دولتين مستقلتين وحينما قلنا ذلك خلال التوقيع على الإتفاق الاطاري كان الرد إيجابيا من رئيس دولة جنوب السودان الفريق اول سلفاكير ميارديت هذه الثورة يجب أن ترد الإعتبار للعلاقات المشتركة بين دولتي السودان.
هل تتوقع التوقيع علي الاتفاق النهائي بين الحكومة والجبهة الثورية بكل مكوناتها خلال هذه الجولة مثلا؟
اعتقد أنه يمكن أن يتم التوقيع خلال شهر طبعا انا لست منجما أو ضاربا للرمل ولا حاوي ولا أستطيع أن احدد لك توقيتا بعينه ولكن بحكم تقديراتي وخبرتي اعتقد انه في خلال شهر يمكن التوقيع علي الاتفاق النهائي بين الحكومة والجبهة الثورية هذا حدث عظيم يتماشي مع الاعلان الإفريقي لإسكات صوت البنادق في إفريقيا خلال العام الحالي يجب أن يحدث وعلي شعبنا يجب أن ينتظم بشكل عام من أجل السلام والضغط علي كل الأطراف لإحداث شراكة حقيقية من أجل مستقبل السودان،السلام هو اصعب من الحرب وبطبيعته معقد فيه قوي إقليمية ودولية السودان الان في غاية من الضعف والهشاشة ولايحتمل الصراعات بل يحتمل السلام وان نمضي للامام وهذا ماندعو له ويجب أن يكون(٢٠٢٠) عام السلام في السودان وان تنتهي الحروب ويجب أن تكون هذه آخر الحروب وان نعالج قضايا مناطق الهامش معالجة حقيقية،ويجب أن نبني مجتمع لاعنصري وقد اثرنا ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وفد الحكومة لمفاوضات السلام وذكرنا ماحدث من مقالة غاية في السوء والرداءة نشرت في جريدة الانتباهة فنحن الان يجب أن نسعي لمستقبل جديد لبلادنا وان نتعلم من دروس قاسية علي رأسها الإبادة وانفصال جنوب السودان وان نبني بلد جديد يليق بالسودانيين وتضحياتهم ويليق بالشعب السوداني الذي يضم إمكانيات كبيرة ومتعلمين والإنسان السوداني هو أعز مانملك.
خمسة وثلاثين عاما أو يزيد أمضاها ياسر عرمان في النضال..هل يمكن أن يعتزل عرمان العمل السياسي عقب توقيع السلام وماهي الوجهة القادمة؟
طبعا هناك كثير من موجات العمل السياسي دفعت بي الي أراضي وأماكن لم اكن اريد الوصول إليها ومن المؤكد اني بعد توقيع إتفاق السلام لن اسعي لأي منصب تنفيذي سواء في الحركة أو الحكومة وهذا عهد قطعته علي نفسي وانا موقن بأني سانفذه لأني حينما وقعنا إتفاق السلام في اتفاقية نيفاشا في العام(٢٠٠٥) عرضت علي خمسة وزارات ورفضت ان اكون جزء من الجهاز التنفيذي في ذلك الوقت والآن ستجدني عند كلمتي ولن اكون في اي جهاز تنفيذي في الحركة أو الحكومة وامنياتي التي تبقت لي هي ان أقوم بكتابة تجربتي وكل ماشهدته والتقيته من اناس شجعان وشهداء واوفياء في تجربة تستحق أن يطلع عليها الشباب بكل مسالبها وعيوبها وكل ماحدث فيها صعود وهبوط ومن خيبات ونجاحات وهذا ماساعمل عليه،أمر آخر تبقي لي كل الطاقات التي ستكون لي سابذلها من أجل قيام اتحاد سوداني بين دولتين مستقلتين هما السودان وجنوب السودان بما اتيح لي من معرفة وتحربة وعلاقات ومن تجربة ونحن ننتمي الي الدولتين وانا دائما في حياتي شعرت أن في قلبي وفي خاطري وفي ذهني دولتي السودان يحتلان نفس المكانة في قلبي وعقلي وهذا مانريد ان نعمل عليه ومانقدمه من جهد بسيط ومقل لمصلحة السودانيين والسودانيات في الدولتين.