حاوره بجوبا : رضا باعو –
قطع الأمين السياسي للجبهة الثورية خالد محمد إدريس بأن الإتفاق الذي تم التوقيع عليه بين الحكومة ومسار الشرق بالحبهة الثورية يعد إنتصارا كبيرا لأهل شرق السودان الذين ظلوا يعانون كثيرا .وكشف أن أسباب تأخير التوقيع كان بهدف الحصول علي أكبر مكاسب لأهل الشرق وأشار إلي إن الوفد المفاوض من قبل مسار الشرق يتمتع بقدرات تفاوضية كبيرة مكنته من طرح قضايا الإقليم بصورة مقنعة للحكومة والوساطة الجنوب سودانية.
واثني ادريس علي تفهم الوفد الحكومي والوساطة الجنوب سودانية لمطالب اهل الشرق واشار الي انهم صبروا علينا كثيرا وتحملوا تعقيدات قضايا الشرق وقطع بان التحدي يكمن في تنفيذ الاتفاق علي ارض الواقع واشار الي ان ممثلي المسار سيجوبون جميع مناطق الشرق للتبشير بالمكاسب التي تحققت عبر مفاوضات جوبا. وأكد إدريس في حوار مع (النورس نيوز )عقب التوقيع علي الإتفاق النهائي بين الحكومة ومسار الشرق بالجبهة الثورية عدالة مطالب جميع مكونات شرق السودان وأشار إلي إنهم في مسار الشرق مع جميع مطالب اهل الاقليم وأوضح أن القضايا التي تم رفعها ضمن المسار في مفاوضات جوبا تلبي حاجة إنسان الشرق وهي: العدالة والحق في توفير الخدمات. وأوضح أنها تضم كافة المطالب التي تنادي بها مكونات الشرق وتعهد بالعمل على تحقيقها علي أرض الواقع ،من خلال الإتفاق الذي تم التوقيع عليه وأكد ان المكاسب التي حققتها الجبهة كبيرة وتعبر عن احتياجات إنسان الشرق الذي ظل يعاني لفترات طويلة من تدهور الخدمات وأشار إلي أنهم لايبحثون عن مناصب من خلال منبر جوبا بقدرما يسعون للحصول علي حقوق إنسان الشرق.
تلك القضايا طرحتها (النورس نيوز) في ثنايا الحوار التالي:
ماهي أسباب تأخير التوقيع علي الإتفاق النهائي بينكم والحكومة ؟
اولا لابد أن نشكر الوفد الحكومي بقيادة رئيس وفد الحكومة المفاوض الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي النائب الأول لرئيس مجلس السيادة ورئيس فريق الوساطة الجنوب سودانية توت قلواك اللذان تحملا الكثير من مطالب اهل الشرق وساهما بشكل كبير في خروج الإتفاق بشكله الحالي،لانريد ان نقول انه كان هناك تعنت من قبل الحكومة بالإضافة إلى للمسؤولية المشتركة بين الطرفين وسعينا من أجل الحصول علي حقوق إنسان الشرق ومطالبه العادلة التي ظلت مهملة طيلة الفترة الماضية كما أننا لابد أن نشير للروح الطيبة التي سادت بيننا ووفد الحكومة ويظهر ذلك من خلال حديث عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي الذي أكد أن مظالم اهل الشرق منذ الإستقلال لم تجد الاهتمام الكافي وهذا الإتفاق يعتبر مكسب كبير لأهل شرق السودان.
وقعتم اتفاقا علي الورق..لكن يبقي التحدي في التنفيذ علي أرض الواقع..ماهي آليات تنفيذه؟
اتفقنا علي جملة آليات جزء منها ضمن القضايا القومية التي تتبناها الجبهة الثورية وأخري خاصة بالمسار فستكون هناك لجان وآليات مشتركة لتنفيذ الإتفاق علي أرض الواقع ونحن كجبهة ثورية لدينا مطلب يتمثل في تمديد الفترة الإنتقالية حتي نتمكن من تنفيذ ماتم الإتفاق عليه فهناك مشروعات وقضايا تحتاج إلى وقت حتي يتم تنفيذها.
لازالت هناك أصوات تتحدث عن أنكم
لاتمثلون اهل الشرق ولاتملكون تفويض ماتعليقكم؟
الاتفاق الذي وقع بين مسار الشرق والحكومة ملك لكل شعب شرق السودان
حيث قمنا بتضمين قضايا كل الناس في الشرق وخاطبنا القضايا على المستوى السياسي ووجدنا وضع إداري مميز في إطار الحكم الفيدرالي ونحن نؤكد باننا لانبحث عن مناصب أو مكاسب شخصية من وراء هذا الإتفاق بقدرما نبحث عن حقوق اهلنا في الشرق الذين عانوا كثيرا خلال الفترة الماضية. فمثلا اتفقنا على صندوق إعمار يمول محليا بجانب بنك اهلي يستقطب تمويل من الداخل والخارج وإقامة مشروعات تنموية تزيل التهميش الذي لحق بالجميع خلال الفترة الفائتة واعتقد هذه مكاسب لإنسان الشرق وسيكون البرهان الواقعي فيها تنفيذها علي أرض الواقع وعندما يري الناس ان مطالبهم قد تحققت عندها سيقتنعون بأننا نبحث عن حقوقهم ومطالبهم ولا أجندة شخصية لنا وراء ذلك سوي ان يتمتع أهلنا بالخدمات التي هي في الأصل حقهم.
ماهي رؤيتكم لمابعد التوقيع علي الإتفاق النهائي؟
ستبدأ وفودنا في المغادرة للشرق والتبشير بما تم الإتفاق عليه وسنشركهم ونضعهم في الثورة باعتبارهم أصحاب المصلحة الحقيقيين وعندها نثق في أنهم سيدعمون الإتفاق ويحرسونه لأنهم الأكثر تضررا من تدهور الخدمات خلال العقود الماضية،نحن لسنا طلاب سلطة وكل مااتفق عليه سيتم تنفيذه بمشاركة ومعاونة جميع اهل الشرق لانهم أصحاب القضية ونحن اجتهدنا من أجلهم ولانريد من أحد جزاءا ولاشكورا.
متي سيدخل الاتفاق حيز التنفيذ؟
بمجرد التوقيع النهائي علي إتفاق السلام الشامل بين الحكومة والجبهة الثورية فنحن جزء من الجبهة الثورية وسيكون لدينا ممثل موجود وهو الأمين العام للجبهة الشعبية للتحرير والعدالة عبدالوهاب جميل وهو كان كبير مفاوضي مسار الشرق بالإضافة للاستاذ اسامة سعيد رئيس مؤتمر البجا المعارض وغيرهم سيكونوا موجودين لمناقشة القضايا القومية ضمن الجبهة الثورية وبعد ان يتم التوقيع النهائي سيدخل حيز التنفيذ فورا.
هل تثقون في جدية الحكومة وتنفيذ هذا الإتفاق؟ ام تتوقعون تباطوء منها؟
لا اعتقد ان الحكومة يمكن أن تمارس علينا التسويف في تنفيذ هذا الإتفاق فالثقة والروح التي كانت سائدة بيننا كبيرة جدا وهشا يمثل ضمان لتنفيذ إتفاق بمراقبة ومتابعة دولية وفي ظل وساطة حكومة جنوب السودان علي رأسها الرئيس سلفاكير ميارديت الذي ظل متابعا لكل عملية التفاوض منذ بدايتها كما أن الحكومة جادة لأنها حددت الستة أشهر الأولي من عمرها لتحقيق السلام في البلاد وهي تضعه أولوية قصوي بالنسبة لها ولذلك تم تكليف النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي برئاسة وفد الحكومة وتولي ملف السلام بالإضافة للفريق أول شمس الدين كباشي ومحمد حسن التعايشي عضوا مجلس السيادة وهذا كافي بالنسبة لجعلنا نثق في جدية الحكومة وتنفيذها لهذا الإتفاق.
هل تتوقع أن تجدوا معارضة من قبل بعض الكيانات الرافضة لمسار الشرق؟
في العمل العام طبيعي ان يحدث رفض من بعض الأصوات هنا وهناك وهذا لايمثل بالنسبة لنا هاجس فنحن سنقوم باشراك اهل الشرق ونبشرهم بالمكاسب التي حصلنا عليها وكلنا ثقة في أنهم سيساندون هذا الإتفاق ويدعمونه لأنهم تضرروا كثيرا، اما الرافضين لمسار الشرق نقول لهم العبرة بما تم الإتفاق عليه ونحن نمد لهم أيدينا بيضاء أن هلموا لنعمل سويا من أجل تنفيذ الإتفاق علي الأرض ونحن نؤكد أن الاتفاقية ملك لكل اهل الشرق وليست محصورا علي فئة بعينها وأقول لهم كفانا صراعات وخلافات فاهلنا يستحقون منا ان نقدم لهم الكثير بدلا من التفرق والتشرذم فهدفنا واحد لذا لابد أن نضع أيدينا فوق أيدي بعض من أجلهم.