الطلاب السودانيين بووهان …. يستغيثون من كورونا
تقرير : النورس نيوز –
صرخة مدوية اطلقها الطلاب السودانيون للحكومة الانتقالية لانقاذهم باسرع ما يمكن فى ظل تتزايد المخاوف و الهواجس بتزايد وتيرة انتشار الفيروس العنيد (كورونا ) المعدى من مدينة ووهان حاضرة مقاطعة خوبى الصينية ، ووهان التى اصبحت بامر كورونا السجن الكبير للفيروس القاتل ، جهود خارقة تبذلها السلطات الصينية لاحتواء الوباء الذى ضرب اجزاء واسعة فى الصين و تخطاه لدول اخرى ، فى وقت عجزت فيه بكبن حتى الان رقم تاكيدات حكومتها بان (المرض لو ضرب اى دولة غيرها لفتك بها فى الحد من انتشاره او ايجاد مصل يقضى عليه ، فى وقت ازدادت فيه مخاوف الاسر السودانية و قلقلها و هى تترقب وصول ابناءها فى اى لحظة بعد ان اعلنت الحكومة الانتقالية عبر ارفع قيادتها (رئيس المجلس السيادى) مسئوليتها عن نقل الطلاب السودانيين من المنطقة الموبوءة (اوهان ) للخرطوم ، بيد ان تعقيدات بالغة عرقلت الجهود الجبارة التى تبذلها سفارة السودان ببكين ، ممثلة فى القائم بالاعمال الوزير المفوض عصام الدين الخضر حالت دون الايفاء بالموعد الذى حدد بشكل مبدئى بناء على مطيات الواقع الاربعاء من الاسبوع المنصرم تتعلق كلها بملابسات الطيران.
قتلنا الذعر :
الجالية الطلابية بووهان الصينية البالغ عددهم (159) طالب بمعية اسرهم وجهوا نداءا بسرعة اجلائهم بعد ان احكم الفيروس الخناق عليهم و ضاقت ظروفهم الاقتصادية خاصه اولئك الطلاب الذين ذهبوا للصين بحثا عن العلم على نفقتهم الخاصه و اشاروا فى استغاثتهم ان مقاطعة خوبى التى تمثل ووهان حاضرتها اصبحت مغلقة تماما و معزولة باوامر من الحكومة الصينية خوفا من انتشار المرض و ان ادارة الجامعات التى تحتضن بعض من الطلاب اصدرت هى الاخرى توجيهات بعدم التحرك خارجها ، ومع بذل الادارة الجهد المطلوب لتوفير الاحتياجات الضرورية للطلاب على حسابها و الاخر على نفقتهم ، الا ان هنالك اعداد كبيرة من الطلاب السودانيين و اسرهم خارج دائرة ادارة الجامعات يقيمون فى اماكن اخرى داخل المقاطعة هم الاكثر تضررا و قالوا انهم يعيشون تحت ضغط رهيب و ان مطلبهم الوحيد هو الاجلاء و لا خيار غيره و انتقد رئيس الرابطة فى تصريحات اعلامية لقضيتهم وقال انه تم على استحياء و ان بعضه مارس التشويش بنقله عودة 500 طالب فى وقت توكد فيه المعلومات ان المأساة ليست فى كل عموم الصين و انما فى مقاطعة خوبى(معقل الطلاب السودانيين ) على وجه الخصوص حيث باتت معزوله برا و بحرا و جوا و ان اغلاقا محكما اعلنته السلطات الصينية حتى لا يتسرب الوباء لباقى المقاطعات الاحد عشر .
تصنيف الطلاب :
وصفوا بالثروة القومية و هم عدد كبير من الطلاب قصدوا الصين ابتعاثا من قبل الحكومة و هم يمثلون 60% او منحا تحصلوا عليها من الجامعات الصينية او عبر القبول الخاص.الجالية الطلابية بووهان يمثل طلاب الدراسات العليا فيها الاغلبية و ان معظمهم على اعتاب التخرج و معظمهم ان لم يكن جلهم يدرسون علوم تطبيقية البلد فى حاجه لها ، و هذا يجعل امر الاهتمام بهم و العمل على اجلائهم بالسرعة المطلوبة امر غاية فى الاهمية ،مع العلم ان كل الدول عدا القليل جدا اجلت منسوبيها .
استثمار فى الازمة :
معلومات موكده تحصلت عليها (النورس نيوز ) اشارت الى ان الجهود التى بذلتها بعثة السودان ببكين ، بالتنسيق مع وزارة الخارجية و هيئة الطيران المدنى المعنية باجراء تعاقدات مع شركات تجارية اسهمت تعقيدات مالية مقرونة بمحاولات شركات بعض الدول ممارسة قدر من الطمع ، الاستثمار فى الازمة برفع قيمة التعاقد و جعلها تعجيزية متجاوزة السقف المالى الممكن ، كل ذلك حال دون الايفاء بالمواعيد المبرمة لنقل طلاب السودان من المقاطعة المبوءة بالفيروس.
ضجر و قلق :
طول الامد و ترقب السفر خوفا من الفيروس المزعج فى ظل تزايد حجم الاصابات و الوفيات ، دفع اسر الطلاب لتسيير تظاهرة احتجاج امام وزارة الخارجية لدفعها للتحرك بجدية لاجلاء ابنائهم ، فضلا ان بعض الطلاب اصدروا بيانات و مناشدات نددوا فيها بالتاخير و المماطلة التى تمارسها الحكومة فى ترحليهم ، بل ان بعضهم اتهم السفارة بالتقصير ، بيد ان مصدر مسئول بالسفارة ببكين اكد للموقع ان البعثة على تواصل مستمر مع الطلاب عبر خطوط هاتف مفتوحة لبث الطمأنية و تبليغهم بالتطورات اولا باول ووضعهم فى الصورة مع الوقوف على احوالهم و انها تمارس كل الجهد المطلوب لاجلائهم .
اصل الحكاية :
تشير المعلومات الى ان جهود اولية لنقل الطلاب بدعم دولة صديقة تعثرت ، الامر الذى جعل البعثة تلجأ و بتنسق مع الجهات ذات الصلة فى الخرطوم لتاجير طائرة تجارية من احدى الدول ، غير ان اسعارا تعجيزيه و اجراءات معقده وضعتها الدولة ، حالت دون اكتمال العقد و استمرت المحاولات فى تسابق مع الزمن مع الحكومة التنفيذية بالخرطوم ، وو استقر التفكير فى نقل الطلاب عبر الطيران التجارى وقطعت محاولات مع احدى الشركات الصنينة اشواط بعيده بتنسق مع الخارجية الصينية ، غير ان الامل تبدد بعد تراجع بكين عن اكمال المهمة و اعتزرت رسميا عبر الخارجية للبعثة السودانية لقناعتها بانها قادرة على احتواء المرض و ان اى خطوة من هذا القيبل تعتبر هزيمة للسياسة التى وضعتها و ذلك لقناعتها الراسخة بانها تمتلك من القدرة ما يجعلها تسيطر على الوباء و تقضى عليه ، و انها تحكم السيطرة عليه و لا تشجع الجاليات للخروج لجهة ان البقاء للجاليات افضل اضمن لقطع الطريق امام انتقال العدوى وأنها لايمكن ان تقوم باجراءات تتناقض بها تفسها. و مع تزايد الاحباط بعد فشل المساعى كلها تجددت الامال مرة اخرى بعودة دولة صديقة مرة اخرى للمشهد و تجديد التزامها بنقل الطلاب السودانيين. و تبقى فقط اكمال عمليات الاجراءات وتحديد زمن الرحلة.
فلاش باك:
يرجع تاريخ ظهور الوباء بالصين حسب رصد وزارة الصحة الصينية لديسمبر من العام الماضى حيث ظهرت اول حالة بمدينة اوهان ، و اكتشف العلماء الصينيون ان الفيروس من سلالة كورونا، ما أدى لتفشي الالتهاب الرئوي الفيروسي، لكن لا يزال هناك الكثير من الأمور المجهولة عن الفيروس، بما في ذلك كيفية انتشاره و الامصال التى يمكن ان تقضى عليه برغم تكثيف الجهود من قبل العلماء الصينيون لبحوثهم .
جهود صينية و لكن :
السفير على يوسف سفير السودان السابق فى بكين اشار للجهد الضخم الذى تبذله الحكومة الصينية وتسخيرها لكل الامكانيات لاحتواء الفيروس و غير ان المرض ما زال يواصل الانتشار و ان الوضع ليس بالسهل و لفت للمخاطر الكبيرة بسبب عدم التوصل لمصل ناجع للقضاء عليه و طالب الحكومة لبذل كل الممكن و مهما كلف ذلك لاجلاء الطلاب السودانيين من اوهان ووجه الدعوة لشركات الطيران السودانية بان تسهم فى هذه القضية الانسانية و تساعد فى اجلاء الطلاب الذين تترقب اسرهم القلقة وصولهم فى اى لحظة