حرب الفاشر… أطماع غربية قديمة بثوب جديد

نورس نيوز : نبيل صالح

ظل المجتمع الدولي والمحلي والدول يحذرون الدعم السريع من استمرارها في الهجوم على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، لجهة تعرض آلاف الضحايا المدنيين جراء هذه الهجمات، وحذرت الولايات المتحدة الأمريكية الدعم السريع من ارتكاب مزيد من الانتهاكات ضد النساء والأطفال في إقليم دارفور، وتطور الحرب إلى صراع أثنى يحول المشهد إلى وضع أكثر بؤس وبشاعة.

 

ويعتقد المحللون والمراقبون أن الدعم السريع يصر على شن الهجمات على مدينة الفاشر لأسباب سياسية يعتقد المراقبون لأن تكون أولى خطوات فصل الإقليم الذي يساوي في مساحته مساحة دولة فرنسا، بينما حذر عسكريون ونشطاء حقوقيون من تفاقم الصراع من بين مجموعات مسلحة(الجيش والقوات المتحالفة ضد ميليشيا الدعم السريع) إلى حرب اثنية تشعل الإقليم برمته.

 

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش عن انزعاجه من استمرار الهجمات على مدينة الفاشر وسقوط آلاف الضحايا المدنيين من بينهم نساء وأطفال، وقال متحدث باسم الأمم المتحدة، السبت، إن الأمين العام أنطونيو جوتيريش “منزعج بشدة” إزاء تقارير عن هجوم واسع النطاق لقوات الدعم السريع السودانية على مدينة الفاشر، مضيفاً أنه دعا قائدها إلى إصدار أمر بوقف الهجوم فوراً.

 

وأضاف المتحدث، في بيان، أن جوتيريش حذّر من أن استمرار التصعيد يهدد باتساع رقعة الصراع على أسس قبلية في منطقة دارفور.
ويقول المحلل السياسي د. محمد جلال نقيب أن استمرار الهجوم ومحاولة الدعم السريع على مدينة الفاشر بهذه القوة يفسر بوجود أجندة خفية لتقسيم السودان وفصل دارفور وذلك لمحاولات الدعم السريع المستميتة للسيطرة على قلب الإقليم والمدينة الوحيدة التي ظلت في يد القوات المسلحة، واضاف نقيب في حديثه لـ”نورس نيوز” قد تكون التصريحات الامريكية إزاء هجمات الدعم السريع وتحذيرها لهذه الهجمات لا تعبر عن حقيقة الموقف الأمريكي بل عكسه تماماً، وأعرب نقيب عن شكوكه من مساندة بعض الدول الغربية للدعم السريع ومحاولة سيطرته على كل الإقليم لإعلان الإقليم دولة قائمة بذاتها واستند نقيب في شكوكه الأطماع الفرنسية القديمة على موارد إقليم دارفور الغنية، وقال ” فرنسا فقدت دول أفريقية في 2023م لكنها ما زالت تحتفظ بـ” تشاد” ودعمه لمخطط فصل دارفور يأتي امتداداً لهدفه في البقاء في الساحل والصحراء لثراء موارد هذه الدول، وتابع” لهذا اعتقد بأنه من الضرورة لدول الجوار والإقليم مساندة الجيش في دحر هذا المخطط الذي قد يطال مناطق أخرى في المنطقة والسودان نفسه”.

 

وتحتدم المعارك والاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المتمردة على الجيش في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد منذ أكثر من” 4″ أشهر والتي يسكنها نحو( 2) مليون نسمة، وذلك بهدف السيطرة على آخر معاقل الجيش في الإقليم المنكوب، ما يزيد من خطر وقوع الفظائع، ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
وحذر الخبير الأمني والاستراتيجي د. محمد علي جابر من سقوط الفاشر في يد ميليشيا الدعم السريع وقال جابر لـ”نورس نيوز” أن سقوط الفاشر في يد الميليشيا يعني عمليا انفصال إقليم دارفور وتحقيق الغرب هدفه الثاني بعد فصله لجنوب السودان، وأضاف جابر أن تصريحات المجتمع الدولي سواء أمريكا أو غيرها لا تعبر حقيقة حرصهم على المدنيين في دارفور وكان بإمكان هؤلاء الضغط بشكل حاسم على الدعم السريع للتخلي عن هجماته المروعة على عاصمة شمال دارفور وقال ” علينا ألا نثق في مواقف الغرب ونعول على جديتهم في إنهاء ما يحدث في دارفور بل بات من الضروري أن يلتف السودانيون حول وحدة أراضيه بتوحيد الكلمة وتفويت الفرصة للمتربصين لتقسيم السودان”.

Exit mobile version