الفاشر.. مدينة تكسّر عند أبوابها صلف الجنجويد

تقرير إخباري : النورس نيوز

من وقت لآخر تحاول مليشيا الدعم السريع السيطرة على مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور من خلال عمليات التدوين العشوائي الذي تمارسه اتجاه السكان لكنها مع كل مره تفشل في ذلك وتجرجر أذيال الخيبة بعد دحرها من القوات المسلحة والقوات المشتركة حتى أمس السبت وهي تتلقى هزيمة جديدة بالجهة الجنوبية الشرقية لمدينة الفاشر من قبل القوات المشتركة التي قتلت العشرات من المليشيا واستلمت 10 عربات بعتادها فيما لاحق الطيران الحربي الفّارين من جحيم المعركة.

إنتصار وسيطرة
في إنتصار جديد سيطرت القوات المسلحه السودانية والقوات المشتركة على مواقع لمليشيا الدعم السريع شرق مدينة الفاشر والاستيلاء على آليات وتدمير أخرى.
وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أن الجيش والقوة المشتركة، تمكنا إستعادة السيطرة على مؤسسات مدنية وخدمية بمدينة الفاشر بينها المستشفى الجنوبي، وذلك بعد مواجهات عنيفة مع مليشيا الدعم السريع، وأضاف : (الأبطال في الفاشر حرروا المستشفيات والمساجد من دنس المليشيا التي استباحت المؤسسات المدنية والخدمية.
بدوره أعرب المبعوث الأميركي للسودان توم بيريلو، عن قلقهم إزاء الهجمات التي تشنها مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر، ودعا بيريلو، المليشيا لوقف الهجوم.

 

 

هلع وخوف
قال الكاتب الصحفي عبد الماجد عبد الحميد أن توسلات المليشي عبدالرحيم دقلو وقادته الميدانيين فشلت لسحب أكثر من 150 عربة قتالية من حدود السودان مع تشاد ودفعها للهجوم علي مدينة الفاشر خلال اليومين القادمين حيث تخطط عصابة التمرد السريع لهجوم جديد على المدينة التي حصدت كل الصف الأول من قادة المليشيا ودفنت آلافاً منهم تحت التراب.
وأضاف عبد الحميد في منشور على (الفيسبوك) أن العصابة المحيطة بدقلو أصابها هلع وخوف من شراسة القوات المشتركة التي صدت أكثر من 133 هجوماً علي العاصمة التاريخية لدارفور .. زيادة على ذلك يري زعماء العصابة أن دقة ضرب الطيران صار حاسماً في المعركة وأتضح أنّ أسراب الطيران الحربي السوداني لاتفارق سماء كل مدن دارفور وباتت تشكل عاملاً حاسماً في ملاحقة وضرب جنود وآليات وتجمعات المليشيا وخطوط إمدادها المختلفة.

 

 

تفاصيل هجوم
الخميس الماضي هاجمت مليشيات الدعم السريع مدينة الفاشر بثلاثة محاور الجنوبي الشرقي و الشرقي و الشمالي الشرقي واستخدمت المليشيات جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة و الدانات بالإضافة إلى الراجمات حيث استمر القتال (5) ساعات متتالية.
وقالت الفرقة السادسة مشاة بالمنطقة العسكرية الغربية في صفحتها الرسمية بالفيسبوك أنها دمرت عدد (12)، عربه قتاليه للعدو بطاقمها وجرح وقلت آخرون.
وصدت القوات المسلحة و الغرفة المشتركه والمستنفرين والمقاومه الشعبيه و قوات قشن الهجوم برقم (133) لمدينة دون خسائر في الأرواح والعتاد.
وهاجمت مليشيات الدعم السريع ايضاً بقوة تقدر بنحو (20) مركبة الوحدة الإدارية الصياح التابعة لمحلية مليط، وخلال هذه المعارك فقدت المليشيا عدد من المنتسبين لها وقادتها أبرزهم عبدالرحمن قرن شطة والعقيد عيسي مديو فضل الملقب (بقفل).

 

مبرر أهمية
يقول مدير مركز الراصد للدراسات السياسية والاستراتيجية، الخبير العسكري الفاتح محجوب أن معركة الفاشر اكتسبت أهميتها من كونها عاصمة إقليم دارفور وأنها آخر ولايات دارفور التي لا زالت في يد الحكومة السودانية.
وحول إهتمام المجتمع الدولي بالفاشر وتحذير المليشيا من الهجوم عليها دون المناطق الأخرى يشير محجوب في حديث
لـ (النورس نيوز) أن الفاشر آخر مكان لجأ إليه نازحو دارفور هرباً من الدعم السريع بالتالي فإن حياة ما يزيد من مليون نسمة في المحك إن تمت هزيمة الجيش السوداني.

 

 

معارك متقطعة
ومنذ عدة أشهر تشهد مدينة الفاشر معارك متقطعة بين الجانبين حيث تسعى مليشيا الدعم السريع للسيطرة على المدينة التاريخية، لكنها تواجه مقاومة قوية من الجيش وحلفائه.
وشهدت المدينة الخميس، مواجهات دامية بين الجيش ومليشيا الدعم السريع قتل فيها العشرات بينهم عبدالرحمن قرن شطة أحد أبرز قيادات الدعم السريع.
واستمرت المعارك بين الطرفين لأكثر من 6 ساعات وسط تحشيد اعتبر الأكبر منذ احتدام الاشتباكات في المدينة قبل أكثر من 4 أشهر. وذكر الجيش والحركات المسلحة الموالية له أنهما تمكنا من صد هجوم كبير على المدينة.

 

حصار مطبق
قبل إندلاع تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية في أبريل من العام الماضي كان هناك شبه إتفاق
غير معلن بين الجيش ومليشيا الدعم السريع والحركات المسلحة على إبقاء الفاشر بعيدة عن النزاع، وعلى أن تحميها القوات المشتركة المكوّنة من قوات الحركات المسلحة الموقّعة على «اتفاقية سلام السودان» في جوبا، وهي «حركة العدل والمساواة» بقيادة جبريل إبراهيم، و«حركة تحرير السودان» بزعامة مني أركو مناوي، و«تجمع قوى تحرير السودان» بقيادة الطاهر حجر، و«التحالف السوداني» الذي كان تحت قيادة الشهيد خميس عبد الله أبكر، و«حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي» بقيادة الهادي إدريس، وذلك إلى جانب الجيش والمليشيا التي تجاوزت الاتفاق وحشدت منذ أبريل الماضي، حشدت قوات كبيرة حول الفاشر، وطوّقت المدينة من الجهات كلها، وبدأت عمليات عسكرية في محاولة منها للسيطرة عليها. إذ شرعت في قصف المدينة بالمدفعية الثقيلة مع شنّ هجمات متفرقة، مستهدفة مقرّ قيادة الجيش والقوات المتحالفة معه؛ ما أدى إلى حركة نزوح كبيرة خارج المدينة نحو القرى والمعسكرات المتاخمة لها، وخلق أزمة إنسانية كبيرة للمدنيين الذين وجدوا أنفسهم تحت حصار مطبق.

Exit mobile version