القيادي بحزب الأمة القومي إمام الحلو لـ”النورس نيوز”: المؤتمر الوطني أقصى نفسه بموقفه الغريب من الإجماع السوداني (2)

فتح الممرات عمل مقبول ولكن لا يرقى إلى مستوى المفاوضات.

مصير السودان قاتم مع استمرار الحرب واستهلاك القدرات الوطنية..

 

النورس نيوز: هبة علي

مواصلةً في حوار “النورس نيوز” معه، طالب القيادي بحزب الأمة القومي إمام الحلو، المؤتمر الوطني وروافده أن يعلنوا موقفاً واضحاً يسهم في المجهود الوطني لوقف الحرب، مُفصلاُ مبررات موقفهم من المؤتمر الوطني و إقصاءه، وتطرق الحلو إلى مخرجات منبر جنيف وما إذا كانت تصلح لبنة لإتفاق قادم، واختتم حديثه برؤيته لمستقبل السودان في حال إستمرار الوضع الحالي..

 

_يرى البعض أن إقصاء المؤتمر الوطني هو  إستمرار وتجديد للأزمة.. ماذا تقول ؟

إقصاء المؤتمر من أين؟ لا أعتقد أن هنالك إقصاء للمؤتمر الوطني، نحن نطالبه وروافده أن يعلنوا موقفاً واضحاً ويكون بيان بالعمل، اعتقد هذا مطلب معقول وموضوعي حتى يمكن للمؤتمر الوطني أن يسهم في المجهود الوطني لوقف الحرب، أما إذا كان يسعى إلى تأجيج نيران الحرب بحجة ان الحرب تتيح له العودة للسلطة مرة أخرى، هذا إتجاه بعيد عن إتجاه الوطني ومدمر ولن ينتج إلا مزيداً من الهلاك والدمار للوطن وتفتيته وتقسييمه، الاقصاء هو سياسة المؤتمر الوطني التي انتهجها إضافة إلى سياسة الأحادية وفرق تسد، نحن في حزب الأمة لدينا الخبرة والتجربة في السعي للحوار ولدينا تجارب مع المؤتمر الوطني خلال ثلاثين عاماً من إدارته لشؤون البلاد ونعلم ان جميع اتفاقاته غير أصيلة، وإنما هي تكتيكات سياسية ولذلك لا توجد إمكانية إتاحة فرصة او فسحة من الأمل للتعامل مع المؤتمر الوطني إلا إذا غير توجهاته فيما يتعلق بالحرب، أما توجهاته السياسية فهي قضية أخرى تعالج في إطار العمل السياسي المستقبلي في إطار المرحلة الإنتقالية او المشروعية الانتخابية وفق القوانين التي تحكم العمل السياسي المستقبلي سواء كان في إطار المرحلة الانتقالية، ونعتبر المؤتمر الوطني أقصى نفسه بموقفه الغريب والشاذ من الإجماع السوداني الكامل على مستوى الشعب وجماهير الشعب وعلى مستوى قواه السياسية والمدنية والمجتمعية وضرورة سرعة وقف هذه الحرب وانهاءها ومعالجة تداعياتها وآثارها والانتقال إلى مرحلة جديدة يعاد فيها البناء على أسس من التوافق الوطني والتسامح ومباديء حقوق الإنسان وكذلك القضايا الأساسية التي يسعى إليها الناس عندما يقف صوت السلاح، والمؤتمر الوطني بعيد عن جميع هذه القضايا.

 

_كيف تقرأ مخرجات جنيف والتوصل لإتفاق فتح الممرات؟
للأسف محادثات لم تخرج بالشئ المطلوب لجهة أن الفكرة كانت بحسب إعلان الميسرين والوسطاء أنه لقاء طرفي الصراع الجيش والدعم السريع لوقف إطلاق النار والعدائيات وهو إستمرار لما بدأ في جدة في مايو العام السابق، نتائجه لم ناجحة في إطار الهدف الذي أعلن، أما فتح الممرات عمل مقبول ولكن لا يرقى إلى مستوى المفاوضات، وهنا السؤال هل الوسطاء لديهم القدرة على إتخاذ قرارات توقف الحرب أم لا، ولابد للقوى السياسية المدنية ان تنظر لهذه المجهودات الدولية بصورة اشمل، ولابد من وضع استراتيجية تجمع هذه الآراء بحيث تؤطر لعمل دولي يسعى لوقف هذه الحرب، ولابد من وقف توفير السلاح الذي يأتي من دول أخرى وميسر لاشعال نيران هذه الحرب وكذلك وقف اللوجستيات لابد أن يكون هذا من الأهداف المرجوة.

 

_ماتم الوصول اليه هل يمكن أن يصبح لبنة يُبنى عليها إتفاق قادم؟
لا توجد محاولة للتحكيم في كيفية ترتيبات محادثات جنيف طبعاً ممثلى الدعم السريع وصلوا حسب التفاهم معهم لكن ممثلى الجيش لم يصلوا إلى جنيف كانت توجد محاولات لترتيبات في القاهره أيضا اجهضت وهذه دلائل على عدم الجدية للوصول إلى حل نهائي من كافة الأطراف أنا أعتقد أنه حتى الآن لم نتوصل إلى قناعة بضرورة إنهاء هذه الحرب سواء كان من طرفي الصراع نفسهم و داعميهم من الداخل والخارج وحتى من الوسطاء أنا أعتقد أنه لم تتوفر الإرادة الكافية حتى الآن للضغط كما نشاهد الضغط الموجود في بعض بؤر النزاع حولنا سواء كان الإقليم أو الدولى وهذا حقيقة يخلينا نعيد قراءه المشهد السوداني والعوامل التي تؤثر به وهذا مسؤولية القوى السياسية و المدينة و المجتمعية الوطنية لابد من وجود عمل مؤثر أكثر من الاعتماد على المجهودات الدولية و المجهودات الدولية ينبغي انها تكون مساعده للمجهود الوطني و ينبغي المجهود الوطني ان يوضح ما هي المساعدات المطلوبة له في إطار وقف هذه الحرب و معالجه تداعياتها سؤالك هل يمكن ان يصبح لبنة يبني عليها اتفاق لا اعتقد ذلك وأنا أعتقد أنه وصلت هذه المجهودات إلى منتهاه و لابد بالرغم من التحالف القام بعد محادثات جنيف ولكن اعتقد انه لابد من تغيير الصوره الذهنيه كما يقول بعض المفكرين تحويل الصورة الذهنية إلى وجهة أخرى في كيفية وقف هذه الحرب و التفكير خارج الصندوق كما يقولون في إبداع وطني للوصول إلى التفاهمات مع طرفي الصراع وأنا أعتقد أنه القدرة الوطنية تستطيع إذا توحدة قواها و استجمعت قواها أن تؤثر على مسار الحرب و التعامل مع طرفي النزاع بالحكمة طبعاً و بالمسؤولية الوطنية في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار و العدائيات ثم ينتقلون إلى مرحلة أخرى في معالجة التباينات و الاختلافات في إطار وطني شامل.

 

_في حال إستمرار الوضع الحالي مامصير السودان؟
مصير السودان قاتم، ضرورة قراءة الوضع الحالي واستشراق المستقبل بمقارنات تاريخية، إستمرار الحرب واستهلاك القدرات الوطنية والموارد في الآخر وفي ظل عدم وجود إنتصار حاسم لأحد الأطراف هو انهاك يحدث للطرفين و خطورة الانهاك أن هذه الأطراف ستتفكك وتتحول إلى أمراء حرب ويصعب التحكم فيها من الطرفين، المآل ان هذه القوات تفقد السيطرة من قيادتها وتتحول إلى مليشيات تسيطر كل منها على مناطق ولكن السيناريو الليبي بل الأسوأ منه لانه سيكون في مناطق كثيرة وعلى خلفيات قد تكون إثنية أو قبلية ويصعب بعد ذلك التعامل مع هذا الواقع القاتم المؤلم، ونتمنى أن لا نصل لهذه المرحلة ويتواصل الضغط وتجميع القوى الوطنية السودانية في إطار واحد وجبهة واحدة وضرورة وقوف الشعب السوداني كله أمام قيادة واحدة موحدة جامعة هدفها واحد وهو إستعادة الوضع الطبيعي للدولة السودانية.

Exit mobile version