البرهان في الصين.. التحالف مع “التنين” لمواجهة التحديات

تقرير إخباري : النورس نيوز

حققت مشاركة رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي بالعاصمة الصينية بكين نتائج كبيرة خاصة في المجالات الإقتصادية بالتوقيع على عدد من الإتفاقيات بين البلدين التي من شأنها أن تدفع بعجلة البلاد خاصة أن بعد حسم المليشيا وإنهاء الحرب ستتسع الأنشطة الإقتصادية و هي فرصة للسودان ليبني علاقات قوية مع الصين مستندة على تجارب مميزة سابقه معها.

 

تحقيق أهداف
ووصف مجلس السيادة الإنتقالي زيارة البرهان للصين بأنها ناجحة وتاريخية وحققت أهدافها بعد أن أجرى عدد من اللقاءات الثنائية مع عدد من الرؤساء ورؤساء الوفود المشاركة في أعمال المنتدى لتعزيز آفاق التعاون المشترك بين السودان وتلك الدول وضرورة تقويته في كافة المجالات، كما استعرضت اللقاءات مجمل تطورات الأوضاع فى السودان والقضايا ذات الإهتمام المشترك، كما عقد رئيس مجلس السيادة والرئيس الصيني شي جين بينغ ، لقاءاً ثنائياً تناول أوجه التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات السياسية والإقتصادية والخدمية والتنموية والعسكرية ، وسبل تعزيزه، وتطورات الأوضاع في السودان، كما تطرق اللقاء إلى العديد من القضايا والملفات ذات الإهتمام المشترك.

 

إتفاقيات مختلفة
كما شرف البرهان مراسم احتفال توقيع عدد من الإتفاقيات الاستراتيجية والتعاون المشترك بين السودان والصين شملت مجالات الإقتصاد والتنمية ، والطاقة والتعاون الإستراتيجي فى المجالات العسكرية والدفاعية الحيوية، وإنشاء المطارات والموانئ وصناعة السيارات وتطوير صناعة واستخراج النفط ، وتطوير قطاع وتوليد الكهرباء .
وقدم رئيس المجلس خطاب السودان في فعاليات المنتدى مشيداً بدور الصين في ترقية وتطوير العلاقات مع الدول الإفريقية .

 

قبول واسع
الخبير الاقتصادي د. هيثم محمد فتحي يقول إن الصين تمول بدون أى شروط سياسية،لذلك هناك قبول واسع النطاق لها في أفريقيا،كما أنها تبذل جهوداً نشطة لمساعدة الدول الأفريقية على تخفيف ضغوط الديون من خلال قنوات مختلفة، حيث شاركت في حل مشكلة الديون لدول مثل زامبيا في إطار مجموعة العشرين وتنازلت عن قروض بدون فوائد كانت تستحق في نهاية عام 2021 لـ 17 دولة إفريقية وتتمتع التجارة بين الصين وأفريقيا عموماً والسودان خصوصاً بتوازن يعكس احتياجات

الجانبين.
وأضاف فتحي لـ ( النورس نيوز) بقوله من جهة، تستورد الصين المواد الخام من لتلبية احتياجاتها الصناعية المتزايدة. وتشمل هذه الواردات النفط، والغاز الطبيعي، والمعادن (مثل النحاس والكوبالت والذهب)، إضافة إلى منتجات زراعية كالقطن والخشب، ولفت إلى أن زيارة البرهان للصين ستمثل فرصة ليست كسابقاتها للحديث بصورة مركزة و دقيقة عن فرص اقتصادية خاصة بصناعة التعدين ، وقال إن أن ما يحتاجه التعدين لا يعادل ربع ما تم صرفه فى البترول ، و ربما أقل من ذلك ، و مخاطر صناعة التعدين رغم عظمها تظل أقل من مخاطر صناعة البترول بمراحل.

 

مؤامرة كبرى
وفي كلمته أمام المنتدى الصيني الأفريقي طلب البرهان -من المنتدى تصنيف مليشيا الدعم السريع “مجموعة إرهابية” والمساعدة في القضاء عليها.
وقال البرهان “إن كثير من الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع وما زالت ترتكبها صنفت كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية” مشيراً إلى أن ما حدث بالجنينة في ولاية غرب دارفور غير بعيد عن الأذهان.
ووصف قائد الجيش ما يتعرض له السودان بأنه مؤامرة كبرى، وأشار إلى أن مليشيا الدعم السريع “هدفت بتمردها إلى الإستيلاء على السلطة بقوة السلاح وخدمة أطماع قوى إقليمية”.
وأكد البرهان أهمية التعاون الصيني الأفريقي في مواجهة التحديات والتقلبات السياسية والمطامع الدولية.

طلب عودة
بدوره تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ، ، بزيادة دعم بلاده للقارة الأفريقية المثقلة بالديون بتمويل يبلغ نحو 51 مليار دولار، ودعم المزيد من مبادرات البنية الأساسية وتعهد بإيجاد ما لا يقل عن مليون فرصة عمل.
ودعا شي، إلى إنشاء شبكة بين الصين وأفريقيا تتضمن روابط برية وبحرية وتطويراً منسّقاً، وطلب من الشركات الصينية العودة إلى القارة الأفريقية بعد رفع قيود “كوفيد-19″ التي عطلت خططها.

 

أبعاد كثيرة
ويرى مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والإستراتيجية خبير العلاقات الدولية د. حسن شايب دنقس أن مشاركة البرهان في قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي لديها أبعاد كثيرة خاصة فيما يتعلق بتطوير العلاقات الإقتصادية و فرص إستثمارات الصين في البلاد لا سيما و البلاد تعاني من ويلات الحرب و الدولة في أمسَّ الحاجة لشريك ذو نفوذ سياسي واقتصادي و هذا يعني مُضي الدولة قُدماً فيما يتعلق بالانضمام للمحور الروسي التي الصين من ضمنه في ظل تقارير لجنة التقصي التي أوصت بقوات حفظ سلام سيتم طرحه في مجلس الأمن في الأيام المقبله..

وقال دنقس ( النورس نيوز) أن الدولة ستسعى الدولة بكل قوة لإجهاض المشروع و لا سبيل لها إلاّ بالتعاون مع الصين وروسيا، ولفت إلى أن المشاركة تحمل في طياتها ملفات سياسية أكثر من اقتصادية من المتوقع أن تكون ناقشت جلسة المباحاثات الخاصة بين الرئيسين الأوضاع الداخلية والخارجية للدولة السودانية و من المرجح أن يكون هنالك حديث مباشر من رئيس مجلس السيادة فيما يتعلق بمناهضة الصين للقرارات التي تصدر من مجلس الأمن تجاه السودان و هذا يعني أن تكون مصالح الصين في السودان أكبر من أي دولة أخرى وهذا بالطبع غير متوفر الآن لكن يمكن أن تضغط عبر الدبلوماسية الناعمة.

 

علاقات تاريخية
وإستقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ بقاعة الشعب الكبرى ببكين، رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الذي أشار للعلاقات التاريخية المتجذرة بين الصين والدول الأفريقية مبيناً أن السودان تربطه بالصين علاقات راسخة إمتدت لأكثر من 65 عاماً، مشيراً لمواقفها الداعمة للسودان في المحافل الدولية، وقال إن السودان يتطلع للعمل سوياً مع الصين من أجل بناء شراكة إستراتيجة تعود بالفائدة لشعبي البلدين. ونوه سيادته للإستثمارات الإقتصادية الضخمة للصين بالسودان وإسهاماتها في إستخراج البترول السوداني وقيام مشروعات البنية التحتية.
وجدد البرهان إلتزام السودان بتسهيل عمليات الإستثمار الصينية، مبيناً أن اللجان المشتركة بين البلدين ستعكف على معالجة العقبات بصورة مرضية.

 

تأكيد ثقه
من جانبه أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ
أن العلاقات الصينية الإفريقية علاقات أزلية ضاربة بجذورها في عمق التأريخ. معرباً عن أمله في أن تشهد مسيرة هذه العلاقات مزيد من التطور والنماء وأضاف قائلا ” فخورون بمرور 65 عام على تأسيس العلاقات الديبلوماسية بين البلدين” . وقال إن بلاده تتابع بقلق الأوضاع فى السودان وتمني أن يعود الاستقرار سريعاً للسودان.
وأكد الرئيس شي جين بينغ ثقته في رئيس مجلس السيادة وقدرته على تجاوز الأزمة وطي صفحة الحرب، وقال إن بلاده مستعدة لدعم السودان ومساندته حتى ينهض وينعم بالسلام، مؤكداً رفضه للتدخلات الخارجية في الشأن السوداني داعيا ً المجتمع الدولي للعب دور إيجابي تجاه قضايا السودان.

Exit mobile version