الأخبار

البرهان في أرض التنين.. العبور إلى التحالفات الكبيرة

الخرطوم- هبة علي

مُتراساً وفد السودان توجه رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى الصين للمشاركة في قمة منتدى التعاون الصيني_ الإفريقي، وعقد مباحثات ثنائية مع الرئيس الصيني لتعزيز آفاق التعاون المشترك وإيجاد شراكات استراتيجية بين البلدين، وتأتي الزيارة في وقت يراه مراقبون مثالي لجهة أن يسبق مشاركة البرهان في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بذات الشهر الجاري، الأمر الذي يجعل الزيارة لها مابعدها..

وتوجه رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اليوم إلى الصين ، مترأساً وفد السودان المشارك في قمة منتدى التعاون الصيني – الإفريقي 2024 (فوكاك) الذي تستضيفه العاصمة الصينية بكين خلال الفترة من ٤-٦ من الشهر الجاري ، بمشاركة عدد من القادة الأفارقة ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
ويرافق البرهان في الزيارة وفد رفيع يضم كل من السفير عوض حسين وزير الخارجية المكلف ، والدكتور جبريل إبراهيم وزير المالية و التخطيط الإقتصادي، ووزير الطاقة والنفط المكلف محي الدين نعيم محمد سعيد.

ومن المقرر أن يجري البرهان والرئيس الصيني شي جين بينغ، جلسة مباحثات ثنائية لتعزيز آفاق التعاون المشترك وإيجاد شراكات استراتيجية بين البلدين في كافة المجالات بجانب التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية_بحسب إعلام مجلس السيادة.
وتعتبر زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الاولي منذ توليه المنصب وكان قد عمل ملحقا عسكرياً بسفارة السودان ببكين في العام 2008-2011
وتميزت العلاقات السودانية الصينية بالتعاون الاقتصادي حيث تعتبر الصيني اكبر شريك تجاري للسودان.
الجدير بالذكر ان المنتدى الصيني الافريقي مر على انطلاقته 24عاما واصبح آلية فعالة لتوثيق العلاقات المتميزة بين الصين وافريقيا واصبح انموذجاً يحتذى في التعاون بين دول الجنوب وحقق نتائج ساهمت في تغيير وجه أفريقيا.

صديق مساند ضد قوى دولية

الخبير الأمني و الاستراتيجي اللواء م / د. أمين المجذوب وصف زيارة رئيس مجلس السيادة للصين بالمهمة جداً لأنها للمشاركة في المؤتمر التعاوني الصيني الأفريقي، مشيراً إلى أن المؤتمر يعنى بالتنمية في أفريقيا و الشراكة الإقتصادية بين الصين والدول الأفريقية.
وأوضح المجذوب من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” أن السودان جزء أساسي من الدول الأفريقية بعلاقاته مع الصين والتي بدأت مبكراً منذ خمسينيات القرن الماضي، مبيناً أن الصين تحتاج إلى السودان كشريك إستراتيجي بطريق الحرير وهو مدخل شرقي من الخليج العربي وعبر البحر الأحمر إلى أفريقيا، لافتاً إلى أن الصين تعلم أهمية السودان الجيواستراتيجي، وكذلك موارد السودان مهمة للصين سواء كانت بترول أو معادن أو ذهب، فضلاً عن أرض السودان الواعدة بالاستثمارات الزراعية والصناعية الأمر الذي يفيد الصين في تنوع اقتصادياتها الخارجية.
ونوه : ” كذلك السودان ينظر للصين كشريك إستراتيجي يحتاج له في التنمية واحداث تحول كبير، والسودان يحتاج الآن إلى إعمار بعد هذه الحرب المدمرة، كذلك السودان ينظر للصين كصديق في المنظمات الإقليمية والدولية يمكن أن يقف مع السودان وتسانده في تحالفاته ضد قوى دولية.
وأردف: “السودان ينظر للصين كشريك إستراتيجي في إستخراج البترول والمعادن والتنمية المتوازنة حسب التجربة الصينية، وهنالك أوراق سابقة قدمت من السودان لهذه القمة ويمكن الإستفادة منها حاليآ”.
وشدد المجذوب على أن القمة فرصة جيدة لرئيس مجلس السيادة للالتقاء بالقيادة الصينية وبعض القادة الأفارقة على هامش القمة ليشرح لهم مايدور في السودان من إستهداف خارجي بهذه الحرب وما لها وما ينبي عليها من سيناريوهات في المستقبل، لافتاً إلى أن البرهان له علاقة خاصة بالصين حيث كان يعمل ملحق عسكري لمدة ثلاث سنوات بها ولديها علاقات إجتماعية.
وتابع: “الزيارة جاءت في وقتها قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ويمكن احداث نوع من التنسيق في المواقف الإقليمية والدولية”.

تقديم دعم سياسي لحكومة السودان

من جانبه يرى المحلل السياسي د. الفاتح عثمان أن زيارة الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش السوداني لجمهورية الصين الشعبية لحضور مؤتمر التعاون الصيني الإفريقي لها عدة دلالات اولها هو انها فرصة هائلة للحكومة السودانية للتباحث مع القادة الأفارقة حول الازمة السودانية، و ثانيها يمثل المؤتمر منبر دولي مهم لعكس وجهة نظر الحكومة السودانية تجاه خلافاتها مع الامارات العربيه المتحده ومن يتحالف معها ضد السودان مثل تشاد وليبيا “حفتر “.
وأوضح عثمان من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” أن الدلالة الثالثة تتمثل في أن المؤتمر يعطي فرصة كبيرة للحكومة السودانية للتباحث مع الصين حول مختلف القضايا التنموية في حقبة ما بعد انتهاء الحرب.
وأضاف: “غالبا يتم التنسيق مع الصين لتقديم دعم سياسي للحكومة السودانية في مجلس الأمن في مواجهة مختلف مشروعات القرار التي قد تتبناها امريكا في مجلس الأمن الدولي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *