الأخبار الرئيسيةتقارير

توترات القرن الأفريقي.. كيف تؤثر على الصراع في السودان؟

الخرطوم. : هبة علي

تشهد منطقة القرن الأفريقي توتراً عبرت عنه إثيوبيا في بيان لها واتهمت الصومال بالتواطؤ مع جمهورية مصر التي لم تذكرها صراحة، ويأتي هذا التوتر في وقت برزت به مخاوف من تأثير صراع السودان على أمن منطقة القرن بيد أن ذات المخاوف انعكست بهذا التوتر.

 

حذرت إثيوبيا، مما وصفتها بالتطورات في منطقة القرن الأفريقي التي “تهدد” أمنها القومي، معتبرة أن الصومال “تتواطأ مع جهات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة”، وذلك بعد وقت قصير من إعلان مصر إرسال مساعدات عسكرية إلى الصومال.

وأصدرت وزارة الخارجية الإثيوبية، بيانًا، أكدت فيه أنها “تراقب بيقظة التطورات في منطقة القرن الأفريقي التي قد تهدد أمنها القومي”، وعبّرت عن قلقها من تحوّل بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال إلى “بعثة باسم ومهمة جديدتين” تحت مسمى بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم وتحقيق الاستقرار في الصومال، معتبرة أن هذه الأحداث تقود المنطقة إلى “المجهول”.
وأضاف البيان: “لم تؤخذ الدعوات المتكررة من إثيوبيا والدول المساهمة بقوات أخرى على محمل الجد.. إثيوبيا لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تتخذ جهات أخرى تدابير لزعزعة استقرار المنطقة”.
وقال البيان إن حكومة الصومال “تتواطأ مع جهات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة”.

 

توقيع بروتوكول تعاون عسكري

وعلى الرغم من عدم ذكر اسم القاهرة بشكل مباشر في بيان أديس أبابا، فإن البيان جاء بعد تقرير لوكالة رويترز يشير إلى إرسال مصر مساعدات عسكرية إلى الصومال، الثلاثاء الماضي ، في خطوة هي الأولى منذ أكثر من 4 عقود.
وتعززت العلاقات بين مصر والصومال هذا العام، بعد أن وقّعت إثيوبيا اتفاقا مبدئيا مع منطقة أرض الصومال الانفصالية، لاستئجار منفذ ساحلي مقابل اعتراف محتمل باستقلالها عن الصومال.
ووصفت حكومة مقديشو الاتفاق بأنه “تعدٍ على سيادتها”، وقالت إنها ستعرقله بكل الطرق الممكنة. ونددت مصر بالاتفاق مع أرض الصومال.
ووقعت مصر بروتوكول تعاون عسكري مع مقديشو في وقت سابق من هذا الشهر، وعرضت المشاركة بقوات في بعثة حفظ سلام جديدة في الصومال، بحسب تقرير “الحرة”.

 

أزمة مياه وكهرباء

وتعد العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا متوترة منذ سنوات، لا سيما بسبب سد النهضة الضخم الذي بنته إثيوبيا على نهر النيل، والذي تقول مصر إنه “يهدد” أمنها المائي.
ويمضي في هذا الإتجاه الخبير الأمني والاستراتيجي د. طارق محمد عمر موضحاً بحديثه لـ”صدى السودان” أن مصر تعاني من نقص في المياه بعد أن تراكم الطمي خلف السد العالي، الأمر الذي أثر سلباً على توليد الكهرباء، مشيراً إلى أن مصر تحاول مقابلة احتياجات السكان من غذاء وكهرباء  خاصة في المدن الجديدة.
وأردف: “لذلك تعمل على تضيق الخناق على إثيوبيا حتى تستجيب للرؤية المصرية في خفض نسبة حبس المياه”
وقد ربط مهتمون زيارة قطع حربية ارترية لبورتسودان قبل حوالي الشهرين، بأنها إشارة لتحلفات عسكرية في المنطقة، إلا أن عمر أكد أنها ودية فقط.
وتابع: “جوار السودان الشرقي لايستطيع فتح أراضيه لمعارضة سودانية مسلحة لأن السودان سيرد بالمثل”.

 

سوق السلاح والمرتزقة

أما المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم فقد قال :” من الواضح ان الصراع السوداني سيتحول إلى صراع إقليمي خاصة في إثيوبيا وإريتريا، مشيراً إلى أن مليشيات الفانو مدعومة من النظام الارتري وتحارب النظام الإثيوبي وكانت تسعى لفتح خط إمداد من السودان لإسقاط النظام الإثيوبي ويبدو أنها سارت خطوة في هذا الإتجاه.
وشدد سلم من خلال حديثه لـ” النورس نيوز. ” على أن فتح جبهات قتال في إثيوبيا ستقلب الأوضاع في المنطقة بصورة كاملة، نظراً إلى السيولة الأمنيةالموجودة في السودان، وانتشار السلاح سيكون سبب في تغذية الصراع الإثيوبي.
وأبان أن تضارب المصالح في الصراع السوداني يمكن أن يقود أحد طرفي صراع السودان إلى تغذية الصراع الإقليمي في سبيل الضغط على نظام أبي أحمد، منوهاً إلى أن تواجد قوات مصرية في الصومال يرسل إشارة للتوتر بين الصومال وإثيوبيا.
وأضاف: “حرب السودان أوجدت سوق كبير للسلاح يمكن أن يغذي أي صراع في دول الجوار، وكذلك حرب السودان أوجدت المرتزقة الذين يسعون لتحقيق مكاسب بزيادة واتساع رقعة الصراع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *