آراء و مقالات

شذرات فكرية … نهضة مدينة القردود … د. السماني ود الحاج

شذرات فكرية

نهضة مدينة القردود

د. السماني ود الحاج

 

 

 

” القردود” او “قردود الخير” كما نحب أن نسميها تعتبر من المدن العريقة تاريخيا تتميز بثراء كبير في مختلف ضروب العلم والإبداع ، ولها إسهامات مقدرة وجهود مشهودة في إنعاش الحِقب السياسية التي توالت على البلاد ، فضلا عن ترسيخ النُظم السياسية التي حكمت البلاد ” وتتخذ القردود موقعا بارزا ومؤثرا في خارطة المنطقة الجغرافية تقع على بعد عشرين كيلو مترا غرب النيل الأبيض وجنوب مدينة العلم و المعرفة ( الدويم).

شهدت هذه المنطقة نهضة بائنة وتطور ملحوظ في العصر الحديث على يد شبابها البررة الذين لم يضنوا عليها بالبذل والدعم والعطاء ، فرسموا على صفحات العطاء ملامح حضارية واضحة المعالم كفلت للمدينة موقعا متميزا ومكانة رفيعة وضعتها ضمن المدن النموذجية بالولاية كما استطاع شبابها ٲن يجعلوا منها مدينة زاهرة وواعدة يهفو سكانها وابناءها للمعالي ” لقد ذاع صيتها وسط مدن البلاد الممتدة و ٲصبحت مقصدا للمدن و الٲرياف المحيطة بها و تعد اكثر المناطق حيوية في المنطقة عامة من حيث البنية التحتية والنشاط التجاري الدؤوب والإنتاج الزراعي الوفير الذي تشهده المنطقة.

تتميز مدينة ( القردود ) بتراث ٳجتماعي وثقافي عالي الثراء ويضم جميع مكونات (بحر ٲبيض) ونتج عن هذا التشكيل الجميل المتجانس تعايشا سلميا فريدا قل ما تجده في هذا الزمان الأغبر.

تتميز بكثافة سكانية كبيرة تضم جميع قبائل (بحر أبيض) المتباينة مما جعلها قِبلة لجميع سكان المدن والأرياف في المنطقة .

ما لفت إنتباهي واثلج صدري العمل الجماعي الذي تشهده المنطقة وقد كان نتيجة لتعاضد وتكاتف شبابها الحيوي و الفعال الذي يعتبر إنموذجاً فريدا في التكافل والتكاتف الذي نتج عنه التعايش السلمي والٳجتماعي في المنطقة.

لقد دفعت هذه المدينة بعدد مهول من أصحاب العقول النيرة والكفاءات العلمية والعملية التي يعول عليها في قيادة عجلة التنمية في بحر أبيض عامة ومنطقة القردود بالأخص و أستطاع شبابها ٲن يجعلوا منها قِبلة لأهل الولاية عامة واريافها بدء من مدينة (كوستي والدويم وتندلتي) كذلك الأرياف المتاخمة لولاية شمال كردفان فجميع هذه المدن تتخذها مقصدا تجاريا وتأتي إليها الوفود بصفة دورية.

تاريخيا – تعتبر مدينة القردود من أوائل المناطق التي إحتضنت مركزا لأمتحانات الشهادة السودانية بالريف الشمالي لمدينة الدويم وكذلك إمتحانات شهادة الٲساس ” ومن حسن الحظ اننا حُظينا برفقة زملاء جلسنا سويا لٲمتحان الإنتقال من مرحلة الأساس الى المرحلة الثانوية على يد عدد مقدر من الأكاديمين والٳدارين في المنطقة.

لقدكان لأساتذة هذه المدينة الفضل والريادة في محاربة الجهل والأمية في المنطقة عامة و درس عدد كبير من أبناء المناطق المجاورة على يد الٲساتذة المعتقين بمدينة القردود واستطاعوا أن يضعوا بصماتهم على طلابهم الذين نثروا العلوم والمعارف داخل وخارج البلاد.

أضافة الى ذلك تسهم المدينة بإنتاج زراعي وفير ، يحقق الكفاية لمواطني المنطقة ويصدر منه خارج المدينة لكل مدن وقرى الولاية وذلك لتميزها بموقع جغرافي جاذب وغني و تربة صالحة للزراعة وري منتظم هذا بالإضافة لموقعها وسط مشاريع الإعاشة بولاية النيل الأبيض ، فأصبح لهذه المشاريع الممتدة في جنوب وغرب مدينة الدويم تأثيرا كبيرا واسهاما واضحا في زيادة نسبة المخزون الإستراتيحي للولاية من الحبوب (الذرة والقمح والخضروات).

كان لابد لي أن أشير الى أهم المرافق أهمية وحيوية في المنطقة عامة ولأهل القردود بالأخص الا وهو (مستشفي القردود) التعليمي الذي يعتبر نتاج تنمية ذاتية من عرق جبين أهل المنطقة وقد شيده شباب المدينة بأنفسهم وجهدهم الخاص دون ٲن ينتظروا حكومة الولاية التي عجزت ان تقدم للمنطقة شيئاً يذكر ” فقد كان هؤلاء الفتية إنموذجا إيجابيا لأبناء الولاية في دعم وٳسناد اهلهم وإسهامهم في تشييد البِنى التحتية في المنطقة.

تستقبل المستشفي جميع مرضى الريف الجنوبي والغربي لمدينة الدويم والريف الشمالي لمدينة كوستي و تتميز بموقعها الإستراتيجي في المنطقة ” لقد قدمت المستشفى خدمة عظيمة لأهل المنطقة خاصة في فصل الخريف الذي تنعدم فيه الحركة ويعاني فيه المواطنين الوصول لمستشفي الدويم فهي خدمة جليلة وفرها هذا الصرح لأهل المنطقة ويضم هذا الصرح اغلب التجهيزات الحديثة التي تتضمنها المستشفيات التعليمية في الولاية، وبها اقسام تشخيصية وعلاجية متطورة، وبه أطباء متخصصين و أصحاب كفاءة ومقدر صنعت صورة ذهنية طيبة عند إنسان الولاية.

*شذرة أخيرة* .

حق لنا أن نفخر بٲن مدينة القردود ٲصبحت قِبلة لأهل الولاية عامة بما تمتلكه من بنية تحتية في التعليم والصحة والمياه والتجارة الدؤؤبه التي تنشط في المنطقة صاحبة السوق الإسبوعي الذي يهاجر له التجار التجار من جميع مناطق الولاية.
كما نحيي شباب المنطقة الذين مابخلوا على اهلهم فقد ظلوا يمدون يد العون دون كلل او ملل ونسأل الله أن يأخذ بيدهم بما فيه خير لأهلهم .

دمتم متحابين متكاتفين متماسكين لإعانة اهلكم .

السماني ود الحاج (ابوشبيكةالجميلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *