الفريق إبراهيم جابر في حوار: نديرُ حربًا شاملة بلا ظهيرٍ أو داعمٍ دولي

الفريق ركن مهندس بحري إبراهيم جابر مساعد القائد العام للجيش السوداني عضو مجلس السيادة :-

أيقنت منذ اللحظة الأولى أنه انقلاب عسكري لن يكتب له النجاح

لا بديل للقوات المسلحة السودانية التي وُجدت لتبقى

150 مليار دولار خسائر المصانع والمرافق الاستراتيجية والصناعات الدفاعية

مطالبنا مشروعة والأمريكان لديهم نقص فى المعلومات عن ما يحدث بالسودان

هذه (….) هي خططنا لما بعد الحرب…

تم تدمير القوة الصلبة للميليشيا تمامًا وما تبقى هدفه النهب والجريمة

مساعي إذلال الجيش لن تنتهي والعبرة بالخواتيم

متى ما اكتمل التطهير والتأمين ستعود الحكومة فورًا للخرطوم

 

حوار- محمد جمال قندول

يصادف اليوم الأربعاء الذكرى السبعين لتاسيس للقوات المسلحة، وهو الحدث الأبرز والأكثر أهميةً للسودانيين، فقد سبق استقلال السودان بعامين ، وهي مناسبة تستحق الاحتفاء والتدبر ومراجعة التاريخ العريض للمؤسسة العسكرية التي ظلت تقدم التضحيات طيلة مسيرتها الحافلة بالبذل والعطاء.

 

( الكرامة) حاورت عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام

الفريق ركن مهندس إبراهيم جابر فى هذه المناسبة عن رمزية ومكانته وهو يخوض حربًا شرسةً تستهدف البلاد في وجودها ومواردها وثرواتها ويواجه تمرد ميليشيا الدعم السريع في حرب الكرامة.

الفريق جابر حدثنا بحضوره المعلوم فى قلب الاجندة المهمة عن الجيش، وكثير من تفاصيل المشهد السياسي والاقتصادي، خاصةً والجنرال يعتمر أكثر من (طاقية)، فهو عسكري، ومهندس، ومشرفٌ على المؤسسات الاقتصادية في الجهاز التنفيذي.. فإلى حصيلة ما قال:

 

*يصادف اليوم عيد القوات المسلحة السودانية، وهو الثاني مع استمرار  “حرب الكرامة” فماذا أنت قائل في هذه المناسبة؟

 

احتفالنا بالعيد السبعين للقوات المسلحة دلالةٌ على أنّها قوات وُجدت لتبقى ولا بديل لها، كما أنّ إيجابيات هذه المعركة هي عودة الثقة والتفاف الشعب حول الجيش رغم الحملات الممنهجة طوال فترة الثورة والتغيير.

 

*هل بالإمكان القول: إنّه بعد عام و4 أشهر استطاع الجيش ضرب الكتلة الصلبة للميليشيا واقترب النصر؟

 

نعم، تدمرت القوة الصلبة تمامًا وما تبقى منهم بلا هدف سوى النهب والجريمة، والنصر تحقق بإفشال مخطط السيطرة على البلاد في الأيام الأولى، وما نعمل عليه الآن هو إكمال النصر بإخراج الميليشيا من حياة السودانيين ومعاقبتها على جرائمها.

 

*الحكومة رفضت الذهاب ل(جنيف)، هل وضعت بدائل؟

الحكومة كانت في جنيف الشهر الماضي بدعوة من الأمم المتحدة ومستعدة للذهاب إلى أي مكان يحقق تنفيذ “اتفاق جدة” بالخروج من الأعيان المدنية ووقف قصف وحصار المدن، ونعمل على تحقيق ذلك وفق الخطة العامة للقوات المسلحة.

 

*رئيس وفد التفاوض كشف عن تهديد من الجانب الأمريكي لحمل الحكومة على التوجه لجنيف ما تعليقك؟

 

مطالبنا مشروعة ومنطقية ولا يمكن أن يزايد علينا أحد، لكن اعتقد أنّ الأمريكيين لديهم نقص في المعلومات عن ما يحدث في السودان، والتواصل المباشر بين حكومة السودان ولقاء الأمريكان مؤخرًا في جدة يصب في تصحيح الصورة لخدمة الأهداف العليا لشعب السودان.

 

*هل هي مصادفة اختيار “14 أغسطس” موعدًا لمباحثات جنيف، اذ يصادف عيد الجيش؟

 

لا أعرف، غير ان المساعي لإذلال القوات المسلحة وكسر شوكتها لم ولن تنتهي، ولكن العبرة بالخواتيم لأننا نعتمد على الله ثم شعبنا الذي عودنا على تحطيم كل المؤامرات.

 

*بصفتك مشرفًا على الملف الاقتصادي، هل تم تقدير خسائر الدولة في الحرب؟

 

خسارات الدولة نتيجة تدمير المصانع الإنتاجية الكبرى والمرافق الاستراتيجية من مصفاة، ومطارات، وجسور وصناعات دفاعية تصل إلى نحو 150 مليار دولار، لكن خسارتنا الأكبر في الاضطهاد الممنهج الذي تعرض له شعبنا وهو ما لا يمكن تعويضه ونعمل على رد اعتبار الشعب أولًا.

 

*هل وضعتم خطة لما بعد الحرب؟

 

نعم لدينا خطط تتعلق بالحاضر والمستقبل، حيث قمنا منذ الآن بإصلاحات كبيرة في قطاعات مختلفة مثل الزراعة التي نتجه فيها للمحاصيل النقدية، والصناعة التي سيعقد مؤتمر لها قريبًا نسعى من خلاله إلى وضع قيمة إضافية على منتجاتنا وتوزيع الصناعات وفق مناطق الإنتاج ولمنع تكدسها في منطقة واحدة.

 

*الوضع الاقتصادي أضحى قاسيًا على السودانيين بالداخل والخارج، ما هي تدابيركم لهذا الأمر؟

 

نشكر الشعب السوداني على صبره وتفهمه لأننا نعمل وفق موارد محدودة لتسيير دولاب العمل في الدولة وإدارة حرب شاملة بلا ظهير أو داعم دولي، ومع ذلك نعمل على استدامة رواتب الموظفين، وتحسين سعر الصرف، وتوفير المواد الأساسية بأسعار مناسبة، ودعم تجارب التكافل والتكايا لتخفيف آثار الحرب على المواطن.

 

*حال استمرار الحرب هل ستستمر بورتسودان عاصمة ؟

 

متى ما اكتمل تطهير وتأمين العاصمة الخرطوم ستعود الحكومة فورًا لمباشرة مهامها من هناك. ولعلمكم هناك ثلاث وزارات تعمل الآن من مروي ومثلها في كسلا وأخرى تعمل من النيل الأبيض.

الوزارات التي كانت في ود مدني هي التي انتقلت إلى بورتسودان، حيث قسمنا الوزارات على الولايات وفق توافق الاختصاص مع الولاية المعنية ضمن منهج مازال تحت التجريب يعتمد على توزيع الظل الإداري على الولايات والأقاليم.

 

*هل كنت تتوقع اندلاع الحرب؟

 

نحن العسكريون اندلاع الحرب وارد عندنا دومًا، ولذا نستعد ونضع لها الخطط دومًا ونطورها ونتمرن عليها بشكل سنوي بافتراض عدو أو عدو متخيل، لكنّ هذا التمرد كان مختلفًا في تفاصيله وإرهاصاته كانت كثيرة وواضحة.

 

*ماذا كان شعورك حينما اندلعت الحرب؟

 

شعور بالمسؤولية تجاه المواطن وضرورة حمايته وتجنيبه ويلات حروب المدن، ومسؤولية أكبر تجاه المحافظة على الدولة السودانية واستدامة خدماتها للشعب ليتحقق النصر للقوات المسلحة.

 

*أين كنت تحديدًا؟ وكيف علمت بنبأ اندلاع الحرب هل من التلفاز أم من شخص؟

 

كنت في مقر إقامتي وتيقنت من اللحظة الأولى أنّه انقلاب عسكري لن يكتب له النجاح.

Exit mobile version