بعد تعثّر طريق سويسرا.. ما مصير الوصول إلى المفاوضات؟

الخرطوم – هبة علي

انتهت مشـاورات الوفد الحكومي السوداني مع الأمريكيين في مدينة جدة مـن غيـر الاتفاق علـى مشاركـة الوفـد السودانـي فـي مفاوضـات جنيـف التي يُفترض أن تنطلق بعد ثلاثة أيام، الأمر الذي يجعل مصير التفاوض لإيقاف الحرب ضبابياً..

رئيس الوفـد الحكومـي محمد بشير ابونمو فـي الإجتماعـات التشاوريـة مـع الأمريكـان فـي مدينـة جـدة السعودية أعلن “بصفحته الرسمية” صباح اليوم، إنتهـاء المشـاورات مـن غيـر الإتفـاق علـى مشاركـة الوفـد السودانـي فـي مفاوضـات جنيـف كتوصيـة للقيادة سـواء كـان الوفـد ممثـلآ للجيـش حسـب رغبتهـم أو ممثـلآ للحكومـة حسـب قـرار الحكومـة مـن الآن وصاعـدآ، مشيراً إلى أن الأمـر متـروك فـي النهايـة لقـرار القيـادة بتقديراتهـا.
وأضاف: “بالتأكيـد تفاصيـل كثيـرة قادتنـا إلـى هـذا القـرار بإنهـاء الحـوار التشـاوري دون إتفـاق”.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد اطلقت مبادرة تهدف إلى إحياء المفاوضات لوقف الحرب في السودان وقدمت دعوة رسمية إلى قوات “الدعم السريع” والقوات المسلحة السودانية للمشاركة في محادثات بهدف وقف إطلاق النار برعاية أمريكية في 14 أغسطس في سويسرا برعاية مشتركة من السعودية وسويسرا، وستشمل مشاركة جهات أخرى مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات بصفة مراقب.
واشترطت القوات المسلحة للمشاركة في أي عملية تفاوض “عقب الدعوة الأمريكية” تنفيذ مخرجات الاتفاق السابق الذي تم، في جدة “مايو 2023″، بيد أنها عادت وطرحت شروطاً جديدة رفضها الدعم السريع، فيما وافقت عليها الولايات المتحدة، كتمثيل البرهان للحكومة وليس الجيش.
وبالجمعة الماضية أعلنت الخارجية السودانية إرسال وفد إلى مدينة جدة السعودية للتشاور مع الحكومة الأمريكية بشأن الدعوة المقدمة للأطراف السودانية لحضور مفاوضات سلام بجنيف في 14 أغسطس الجاري، وغادر الوفد قُبيل يومين إلى جدة برئاسة وزير المعادن محمد بشير أبو نمو.

نقاط خلاف الجانبين

وقد برزت مؤخراً نقاط خلاف بين الجانب السوداني والأمريكي، ويُتوقع أن تكون سبب انتهاء اللقاء التحضيري دون إحداث اختراق، ويمضي المحلل السياسي محمد خليل بالاتفاق على أن نقاط الخلاف حالت دون الوصول إلى سويسرا، مثل رفض الحكومة السودانية مشاركة الإيغاد والإمارات في مفاوضات جنيف كمراقبين، وتأكيد وفد الحكومة السودانية على ان المشاركة في مفاوضات جدة ستكون باسم الوفد الحكومي وليس الجيش، إضافةً إلى اشتراط تنفيذ مخرجات منبر جدة.
ورجح خليل من خلال حديثه لـ”صدى السودان” احتمالية تأجيل التفاوض لوقت لاحق، مشدداً على أن غالبية شروط الجيش يمكن تنفيذها.
وأضاف: ” المهم في الوصول للتفاوض والسلام هو الرغبة الحقيقية والإرادة الصادقة لإيقاف الحرب”.

الشروط تنسف التفاوض

خبير إدارة الأزمات والتفاوض اللواء م/د. أمين المجذوب، يتفق مع خليل في احتمالية تأجيل المفاوضات إلى وقت لاحق، لجهة تعذر عقدها في ظل هذه الخلافات.
وأوضح المجذوب من خلال حديثه لـ”صدى السودان” أن بعض الشروط لا يمكن الإيفاء بها خلال المدة القصيرة التي تفصل بين لقاء جدة ومفاوضات سويسرا، ولفت المجذوب إلى أن الشروط المُسبّقة ستنسف التفاوض، ويجب أن يذهب الجميع دون شروط وتحديد الأجندة من خلال المشاركة في الجلسة الافتتاحية، أما التخوف من الذهاب فيضر بموقف أي طرف.
وتابع: الشروط المسبقة لا توجد في علم التفاوض، لأن وضع الشروط قبل الذهاب للمفاوضات هو إلغاء للمفاوضات تماماً.
ونوه إلى أن التصعيد الذي يتم من الدعم السريع قد ينسف المفاوضات، فضلاً عن أن هنالك ارتباك من الوسطاء والأطراف المتصارعة، متوقعاً حضور الوسيط السويسري إلى بورتسودان.

 

ويشهد السودان أسوأ كارثة إنسانية بسبب حرب الجيش وقوات “الدعم السريع” التي تمضي نحو العام والنصف، وأودت بحياة حوالي 15 ألف شخص، وتسبب في تهجير أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ، حسبما أفادت الأمم المتحدة، فيما يهدد الجوع 26 مليون سوداني من بين 48 مليون نسمة إجمالي السكان.

Exit mobile version