عز الهجير … سايرين في عش الدبابير … رضا حسن باعو

عز الهجير

سايرين في عش الدبابير.

رضا حسن باعو

 

 

 

 

 

 

 

اكبر أزمات السودان تكمن في بنيه ممن يتنسمون المواقع القيادية في كافة مناحي الحياة فبدلاً من أن يكونوا عونا للبلد يفيدون المواطن والوطن من موارده المتعددة تجدهم أول مايفعلونه حربهم علي هذا المسكين المغلوب علي أمره بطريقة أو أخرى ولايضعون المواطن في سلم اولوياتهم ويستبيحون المال العام كأنه ضيعة خاصة بهم ولا يدركون أنهم يرتكبون حماقات في حق أنفسهم والبلد والمواطن مستغلين نفوذهم الذي أعطاه لهم بريق السلطة يسعون لكنز الأموال والقناطير المقنطرة من الذهب دون وجه حق ولايخافون الله في أفعالهم تلك.

 

 

 

 

 

السودان يعيش حرباً ضروس تشارك فيها كبري دول العالم سعياً منها لاستغلال الموارد الضخمة التي تزخر بها البلاد ولايهمهم أن دمرت بنياته التحتية أو أزهقت أرواحا بريئة أو شرد آخرون،كل همهم تنفيذ اجنداتهم مستغلين غفلة بعض أبناءه وبناته الذين باعوا أنفسهم بابخث الأثمان من أجل دولارات معدودة.

 

 

 

 

 

بالفعل كانت البلاد في خجة عنيفة حتي تعيد الامور الي نصابها ويتواضع السودانيين حكاما ومواطنين يضعون يدهم فوق يد بعض من أجل النهوض برجل أفريقيا القوي بدلاً عن التشاكس فيما بينهم من أجل مصلحة ذاتية،لكن لم نكن نريد أن تسوء الأوضاع في البلاد وتصل الي هذه المرحلة التي توزع فيها السودانيين بين لاجيء ونازح وشهيد انتشاته ايادي الغدر في بيته يعتقد أنه آمنا مطمئمنا.

 

 

 

 

 

أخطاء عديدة ارتكبت في فترة ماقبل الحرب خاصة بعد سقوط نظام الإنقاذ الذي حكم البلاد ثلاثين عاما هذه الأخطاء كانت في مرحلة كان يمني البعض نفسه بأن نبني سودان العزة والكرامة الذي نحلم به يتساوي فيه الجميع في الحقوق والواجبات لكن ماحدث كان عكس ذلك فقد أزدادت وتيرة الطمع والجشع عند معظم القادة الذين يتنسمون مواقع قيادية واصبح شغلهم الشاغل مصالحهم الخاصة وبناء امبراطورياتهم دون أن يضعوا حساب للوطن والمواطن.
في خضم كل ذلك كانت هناك إشراقات من بعض القادة الذين جاءت بهم ظروف سودان مابعد الحرب وتقلدوا مواقع قيادية مثل وزير الداخلية اللواء معاش خليل باشا سايرين الذي جيء به بعد إعادة خدمته ليواجه مطبات كثيرة وأمواج عدة تلاطمه حينما يسعي لوضع لبنة وبداية صحيحة لوزارة تعد من أهم الوزارات السيادية التي يناط بها عودة الهيبة للوطن والمواطن معا.

 

 

 

سعي سايرين منذ مقدمه وزيراً للداخلية لمعالجة بعض الاختلالات ومحاربة الظواهر السالبة التي كانت تعج بها وزارته ولأن هناك كثر مما يستفيدون من السيولة الأمنية والوضع الذي تعيشه البلاد كان لابد أن يواجه بحملة تشتت جهده حتي لا يستمر في مسعاه بإعادة الامور الي نصابها الصحيح.
يبدو أن سعادة اللواء سايرين دخل إلي عش الدبابير برجليه حينما عمل علي معالجة أخطاء كارثية دفع ثمنها الشعب السوداني أرواحا غاليه فكان أن سعي لمعالجة الخلل في السجل المدني الذي يعج بالاخطاء الكارثية حيث تم منحه لكثير من الأجانب الذين يقاتلون أبناء الشعب السوداني الان وهم في اصلهم اجانب لاعلاقة لهم بالسودان وترابه.
بالطبع هذا الأمر لن يمر مرور الكرام ولن يجد سعادة اللواء سايرين الطريق أمامه مفروشا بالورود لأن هذا الملف تتورط فيه أسماء كبيرة ورنانة وفتحه يعني فتح النيران في وجههم وهو مالم يرضوه وسيسعون لوضع المتاريس أمامه مهما كلفهم الأمر.

 

 

 

ملفات عدة بدأ وزير الداخلية في فتحها لمعالجتها فتحت عليه ابواب جهنم وكثفت النيران في وجهه حتي يقف عند هذا الحد ولايمضي قدماً في معالجة المشاكل والفساد والمحسوبية في عدد كبير من الهيئات التابعة لوزارته لأن كثر هم المستفيدين من الوضع الحالي حيث يستغلون نفوذهم لتحقيق مصالحهم الشخصية وخدمة حاشيتهم التي تصفق لهم بالحق والباطل من أجل دولارات معدودة.
كثيرة هي الملفات التي يعمل وزير الداخلية علي معالجته من خلال فترة وجوده علي دفة قيادة الوزارة في مرحلة هي الأصعب في تاريخ البلاد وعليه أن يمضي للامام في ضرب أوكار الفساد في كل الاجسام التابعة لوزارته وعليه أن يخوض معركة كرامة جديدة تؤسس لبناء مؤسسي وتكون بداية الطريق في سودان مابعد الحرب.
نواصل

Exit mobile version