آراء و مقالات

عادل الباز … يكتب …. خزعبلات لطيف.. لازم.. تقيف

عادل الباز يكتب:خزعبلات لطيف.. لازم.. تقيف

كنت قد منعت نفسي لزمن طويل من الرد على الخزعبلات المتنوعة التي يبثها صديقي الأستاذ محمد لطيف، والسبب في ذلك ليس لأن الاختلاف يمكن أن يفسد للود مليون قضية، ولكن لأنني خفت أنه وفي الأجواء المتوترة والمحمومة هذه أن تفلت مني كلمة كده ولا كده يُفهم منها معنى ليس لطيفاً.

 

 

 

 

والسبب هو ذلك الود القديم بيننا، ولسنوات ليس بيننا سوى الضحك والأنس الجميل، وهو رجل فاضل وكريم، وياما أكرمتنا أسرته (حياها الغمام)، وقضينا بين جدران ذلك البيت الجميل (المُحتل حالياً من قبل الجنجويد) وقتاً رائعاً وبديعاً.. تلك أيام لا تِنسى.

 

 

 

 

 

 

لكن خزعبلات لطيف بدأت تسري في الأسافير ومن عجبي أن الذين تأثروا بتلك الخزعبلات وصاروا يرددونها أناس كنا نظن فيهم الفطنة والفكر العميق، وبينهم سياسيون مهرجون، ومحامٍ عِرّة لا يقرأ ولا يفهم ما يقول، وناشطون جهلة – وهؤلاء لا تثريب عليهم فهم ببغاوات عقلهم في أذنهم. المهم أنني خفت أن يواصل لطيف بث خزعبلاته وأن يدخل في دائرتها المسمومة بعضاً من الذين لا وقت لهم ليقرأوا أو ليدققوا في النصوص.

 

 

 

 

 

2.

ما الموضوع ياباشا؟

الموضوع باختصار أن للطيف خزعبلة أو دعوى عريضة ظل يكررها في أربع تسجيلات استمعت إليها، فحواها باختصار أنه لايوجد نص يلزم المليشيا بالخروج من منازل المواطنين؟. من أين أتى لطيف ومن تبعه بغير إحسان بهذه الفِرية؟ تُرى هل قرأ لطيف إعلان جدة بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان 11 مايو 2023.؟ أشك في ذلك.

 

 

 

 

 

3

قبل أن نأتي لنصوص إعلان جدة لننظر في نصوص القانون الدولي الإنساني الذي استند عليه ذلك الإعلان وذلك حين نص على:

We affirm our responsibility to respect International Humanitarian Law and international human rights law, including obligations to:

نؤكد مسؤوليتنا أن نحترم القانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك الالتزامات بما يلي:[1] c. Take all feasible precautions to avoid and minimize civilian harm, with an aim to vacate urban centers, including civilian houses. Civilians should not be used as human shields, for example.

أن نتخذ كل الاحتياطات قدر المستطاع، لتجنب وتقليل الضرر المدني، بهدفٍ ما لإخلاء مراكز حضرية، بما في ذلك منازل مدنية. المدنيون لا ينبغي استخدامهم كدروع بشرية، على سبيل المثال.

 

 

 

 

 

4

النصوص أعلاه جوهرها مأخوذ مباشرة من القانون الإنساني الدولي الذي يقول في باب حماية المدنيين (في جميع النزاعات المسلحة، التي يكون حق أطراف النزاع في اختيار وسائل أو أساليب القتال مطلق، يجب على أطراف النزاع في جميع الأوقات التمييز بين السكان المدنيين والمقاتلين، وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية، ويجب عليهم توجيه عملياتهم إلى الأهداف العسكرية فقط.، يتمتع الأشخاص المدنيون بحماية من الهجمات المباشرة، إلا إذا شاركوا مشاركة مباشرة في العمليات العدائية.).

فإذا كان الموقعين على إعلان جدة أعلنوا التزامهم بالقانون الدولي الإنساني الذي ينص على التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، ومن ضمنها بالطبع منازل المواطنين، يصبح لا حاجة إلى نص آخر يحمي ممتلكات المواطنين ومنازلهم في إعلان جدة.

مرة أخرى، إذا كانت حماية المدنيين في منازلهم وأموالهم وأعراضهم هي حجر الزواية في القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان وهو ما التزم به الطرفان في إعلان جدة فتصبح هذه استحقاقات قانون دولي ولو لم تلحقها نصوص وفقرات أخرى في أي إعلان أو اتفاق. وهنا تنكشف الحجة الساقطة أصلاً قانونياً وسياسياً ودينياً.

 

 

 

 

5

نعود لإعلان جدة البند (2-ج) ينص بوضوح على (اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، مما يهدف إلى إخلاء المراكز الحضرية بما فيها مساكن المدنيين، فعلى سبيل المثال لا ينبغي استخدام المدنيين كدروع بشرية).. كده وقع ليك يا لطيف.. أهو ده النص..

بند آخر هو البند (2-ز) ينص على (الالتزام بالإخلاء والامتناع عن الاستحواذ واحترام وحماية كافة المرافق الخاصة والعامة والمرافق الطبية والمستشفيات ومنشآت المياه والكهرباء، والامتناع عن استخدامها للأغراض العسكرية.). هذا البند يعضد البند السابق ويضيف إليه المنشآت المدنية العامة.

 

 

 

 

6

كيف بالله جاز لهؤلاء الصحفيين والسياسيين أن يمروا على هذه النصوص الواضحة والمكتوبة بالعربي والانجليزي والمنشورة، أن يمروا عليها وينكرونها، بل يزورونها لصالح المليشيا، هؤلاء الذين كان يجب أن ينبروا للدفاع عن ممتلكات الناس وأعراضهم فإذا بهم يعملون أبواقاً للمليشيات يبررون لها أحط أفعالها وأقذرها، وهي أفعال ضد كل ماهو إنساني وأخلاقي.

بغض النظر إذا تضمنها إعلان أم لا.. غايتو يا لطيف السويتها رقدت.. كان لطيف شاباً أنيقاً، بدلة وتسريحة… شعر كيف.. ولكن حين خلع كل ذلك ولبس الكدمول أصبح أقرب لعبد الرحيم دقلو (المرحوم كان أنيق) في بشتنته، مغلق العينين والأذنين، لا يرى ولا يقرأ ولا يسمع… نصيحتي لك يالطيف إخلع الكدمول فهو لا يليق بك، و لا لايق فيك، ثم توقف عن إنتاج الخزعبلات وعد كما كنت لطيفاً.!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *