القيادي بـ”تقدم” كمال بولاد لـ”النورس نيوز”: الدعم السريع مسؤول عن انتهاكات مناطق سيطرته

حوار- هبة علي- كشف القيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية وحزب البعث القومي كمال بولاد عن رؤيتهم لوضع الدعم السريع في العملية السياسية وموقفهم من الجيش وأسباب عملية إصلاحه، وأوضح بحوار النورس نيوز معه بالقاهرة، طبيعة مشاركة شخصيات من المؤتمر الوطني في مؤتمر القاهرة و حقيقة تناقض موقفهم إزاء ذات الحزب، لافتاً إلى أهمية مؤتمر سويسرا في وقف الحرب.

 

كيف ترون مستقبل الدعم السريع في حال تم الاتفاق على وقف الحرب؟

أولاً لابد  من إدانة واضحة وكبيرة لكثير من الممارسات التي حدثت بعد استيلاء قوات الدعم السريع على كثير من مناطق السودان وهي انتهاكات كبيرة وحقيقية ومدانة ويجب أن يحاسب كل من ارتكبتها ودعا إليها، وأعتقد أن قيادات الدعم السريع مسؤولة بصورة مباشرة عن حدوث هذه الانتهاكات من هذه الانتهاكات لأنه في إطار مناطق سيطرتها وهي تعمل على تأسيس إدارات مدنية وكان من الواجب وقف هذه الانتهاكات، لا يوجد شك أن الدعم السريع قوة كبيرة ومؤثرة وهو أحد نتائج سياسات النظام السابق و أحد بنات أفكار الحركة الإسلامية وتم كل هذا البناء الضخم بقانون شُّرع في برلمانهم بدعم قوي من قياداتهم في الدولة وفي المؤسسة العسكرية ولهذا السبب أصبح جزء من المعادلة العسكرية بعد ثورة ديسمبر المجيدة بأمر العسكريين، كلها أخطاء في حق الشعب السوداني وفي حق المؤسسة العسكرية ويجب أن يتعلم السودانيين منها في المستقبل لأنه لا يمكن بناء السودان من غير مؤسسة عسكرية واحدة بأسس واضحة كبقية مؤسسات الدولة لتتكامل مع بعضها وتبني الدولة السودانية وتحقق النهوض المطلوب.

 

ما هو موقفكم الحالي من الجيش؟

نحن مع الجيش الوطني الواحد في إطار الوطن الواحد، الجيش كمؤسسة وطنية قضية ليس عليها خلاف ولا يمكن بناء دولة حديثة من غير جيش يحمي حدودها، لكن المؤتمر الوطني ظل يحكم “30” عام ببناء الجيش العقائدي او بالأصح جيوش عقائدية التي تبنت فقه وجهة نظر الحركة الإسلامية ومن أول يوم في انقلاب “1989” والذي بدأ بإدخال عناصر الحركة بالجيش، لذلك حدث تخريب كبير داخل المؤسسة العسكرية ويحتاج لإصلاح حقيقي والدليل على هذا قيام الحرب التي اشعلها تيار المؤتمر الوطني.

 

تتهمون المؤتمر الوطني وفي ذات الوقت ترفضون الحوار معه، أليس هذا تناقض واضح؟

نعم تيار من المؤتمر الوطني أشعل الحرب و وضع خطة لنهايتها في زمن وجيز لكن الأمور خرجت عن سيطرته، ولا يمكن أن يكافأ من فعل كل ذلك بالاشتراك في الحوار والعملية السياسية بل يجب أن يدان.

 

لقد شاركت عدد من شخصيات المؤتمر الوطني في مؤتمر القاهرة.. كيف تفسر ذلك؟

لقد كنت حضور في اجتماع القاهرة وكنت جزء من لجان التفاوض وأعتقد أن أهم آلية أدت لنجاح مؤتمر القاهرة هو التشاور الأولي الذي تم، حرصت الخارجية المصرية على أن تحدث تشاورات دقيقة مع كافة الأطراف وكان هنالك تشاور مكثف مع تقدم وفي كل هذا لم تطرح قضية مشاركة المؤتمر الوطني و واجهاته وكانت قضية محسومة، ومشاركة بعض الشخصيات كانت فقط بصفة وطنية قومية ليس لديها علاقة منذ وقت طويل بالمؤتمر الوطني مثل المحبوب عبد السلام وخالد التجاني وغيرهم.

 

ما لذي يمكن أن تقدمه “تقدم” للقوى الثورية لتصطف معها؟

ما تستطيع أن تقدمه تنسيق واسع يضم كافة القوى السياسية التي تعمل على إيقاف الحرب وفي طليعتها قوى الثورة بهدف إيقاف الحرب وعودة الانتقال، ولذلك أعتقد أن القضية ليست تقديم تنازلات بل تقديم تحاول وهو مهم جدا ويجب البدء به مع كافة الأطراف وتحديد حد أدنى متفق عليه شعاره الأساسي إيقاف نزيف الدم السوداني والعودة للعملية السياسية واسكات صوت البنادق، ومآسي الحرب تدفع كل يوم نحو هذا الاتجاه من التفكير، وهنالك أمل للاستفادة من جميع التناقضات السابقة والضغط على الطرفين والأخير أمر مهم للغاية في إيقاف الحرب.

 

إلى أي مدى استفادت “تقدم” من المجموعات التي اصطفت لوقف الحرب وكيف وظفت ذلك؟

جدلية توظيف مجموعات جديدة انضمت لمركز إيقاف الحرب يرد على كثير من الأسئلة أنه لا يمكن أن يكون هناك موقف سياسي واحد في إطار التشرذم السياسي السوداني، تجربة تقدم مهمة واستطاعت أن تستقطب مجموعات كبيرة من القوى المدنية والمقاومة والنقابات والقوى السياسية، وهذه بداية للتوسع أكثر وتوظيف جميع الطيف السياسي في إيقاف الحرب والعملية السياسية والتوافق حول مهمات الانتقال لذلك كانت الفكرة الأساسية المؤتمر التأسيسي قيام مائدة مستديرة والواقع الآن أصبح مواتي.

 

 

حديث الساعة.. المبادرة الأمريكية بسويسرا.. ماهي فرص نجاحها؟

اجتماع جنيف المرتقب في 14 أغسطس يعبر عن اهتمام اكبر بالحرب في السودان من المجتمع الدولي و الإقليمي  وزيادة الاهتمام بالنسبة للأمريكان تأتى  نتيجة للتقاطعات ما بين الحزب الديمقراطي والجمهوري والانتخابات الأمريكية المرتقبة في نوفمبر القادم ، وتحتاج الإدارة الأمريكية الديمقراطية الحاكمة إلى تحقيق إنجازات وتطمح أن يكون إيقاف الحرب في السودان احد هذه الإنجازات المتوقعة ومن جانب اخر تخوفها من التقارب ما بين حكومة البرهان وايران في ظل الصراع حول المنطقة ثم محاولة إيقاف كارثة المجاعة في السودان بسبب استمرار الحرب وتبقى النتيجة رهينه بكروت الضغط علي تيار استمرار الحرب في الحركة الإسلامية التي تسيطر على قرار الجيش وكذلك تيارها في الدعم السريع مع اختلاف الأهداف والمواقف حتى تتوقف الحرب، ومعلوم  قد وافق الدعم السريع على الحضور ولم يظهر حتى الان موقف رسمي من الجيش ونأمل أن يكون إيجابيا ، و أن يذهب الطرفان إلى جنيف لإيقاف المعاناة الكبيرة التي يعيشها شعب السودان  بسبب استمرار الحرب.

 

كيف تثمن العمل النقابي الحالي الساعي لوقف الحرب؟

حراك جيد ومن اهم مؤشراته استنهاض دور الحركة الجماهيرية وعملها لإيقاف  الحرب من موقعها الشعبي المطلوب بإلحاح وأعتقد أنه سوف يتطور ليشمل أطراف اخري نقابيه وشعبيه ، ومن ناحيه أخرى سوف يعمل لإبراز شعارات الثورة من الجديد والتي سوف تحاصر أجندة الحرب ودعاتها.

Exit mobile version